تقرير خالد مجاعص
هل سيكون تاريخ السبت الواقع في 21 تشيرن الثاني 2015، تاريخ السقوط المدوّي لفريق ريال مدريد أمام خصمه اللدود برشلونة؟ وهل يكون هذا التاريخ هو نهاية سيطرة الفريق الكاتالونيّ على صدارة بطولة الليغا من قلعة السنتياغو في مدريد؟ ما هو أكيد أنّ النادي الملكيّ قد تعرّض ومدرّبه المخضرم رافاييل بينيتيز إلى ضربة شبه قاضية في مشوار المنافسة على بطولة الدوري الإسبانيّ هذا الموسم بعد فوز برشلونة على الريال في مدريد بنتيجة قاتلة 4-0.
فمع سقوط بطل إسبانيا داخل قلعته في الـ”سنتياغو برنابيو” في افتتاح الجولة الـ12 من البطولة الإسبانيّة، ستكون الأمور في إسبانيا مختلفة كليّاً عمّا سبقها في الماضي القريب. فسيناريو اللقاء جاء أكثر من دراماتيكيّ، قبل المباراة وبعدها. ومشهد الإجراءات الأمنيّة التي سبقت المباراة ورافقتها، كانت في حدّ ذاتها تبعث القلق والرهبة في آنٍ معاً. فالمباراة التي تابعها أكثر من نصف مليار مشاهد عبر شاشات التلفزة شغلت العالم بأجمعه قبل انطلاقها وأثناء انطلاقها إلى ما بعد نهايتها، خصوصاً مع وجود رجال أمن داخل أرض الملعب على بعد أمتار عن اللاعبين في مشهد غير مسبوق في كرة القدم العالميّة.
ومع دخول الفريقين إلى أرض الملعب، اعتقد فريق الريال أنّه سجّل نقطة معنويّة على خصمه بعدم وجود نجم برشلونة ليونيل ميسّي في التشكيلة الرئيسيّة، حيث كان القرار الصعب للويس أنريكه بوضعه على مقاعد البدلاء لغيابه شهرين عن الملاعب بسبب الإصابة. لكنّ الرياح جرت بما لا تشتهيها سفينة الريال، إذ كان الثنائي نيمار وسواريز جاهزاً لضرب معنويات الريال وهزّ شباك الفريق الملكيّ بهدف أوّل سجّله سواريز في منتصف الشوط الأوّل، وبهدف ثانٍ سجّله نيمار في نهاية الشوط الأوّل، حيث كاد هذا الثنائيّ أن يضيف هدفاً ثالثاً في الوقت بدل الضائع من هذا الشوط الذي حوّل مدارج الـ”بيرنابيو” إلى ساحات يكسوها الصمت والرهبة.
وجاء الشوط الثاني ليزيد من حجم تفوق برشلونة المعنوي والتقني على خصمه الريال.فبرشلونة سيحافظ على تماسكه الدفاعّي ليمنع اي محاولة هدف للريال الجريح.ومع مرور الدقائق جاءت المفاجأة بهدفٍ قاتل من نجم وسط منتخب اسبانيا انييستا قضى بخلاله على آمال نجوم الريال قبل آمال جماهيره التي بداءت منذ الدقيقة الستين بمغادرة ارض الملعب.
وكان على لويس انريكه ان يقدُم على تغييرٍ معنوي بأدخال نجم الفريق ليونيل ميسي الى ارض الملعب قبل ربع ساعة من نهاية المباراة ببادرة من المدرب انريكيه لمساعدة النجم الأرجنتيني على خطف الكرة الذهبية في نهاية الموسم، قبل ان ينتقل خطر المنافسة من كريستيانو رونالدو الى البرازيلي نيمار الذي يقدّم افضل موسم له في مسيرته الأحترافية.
ولتكتمل الكارثة المدريدية، قام مهاجم الأوروغواي لويس سواريز بتسجيل هدف الرحمة،الهدف الرابع في شباك خصمه المدريدي في ليلة لن ينساها نجوم الريال،والذي تحوّل بنتيجتها الكلاسيكو من ملحمة كرة القدم الى مجزرة ارتكبها نجوم الفريق الكاتالوني في قلب العاصمة الأسبانية في ليلة سوداء لن تنساها جماهير الفريق الملكي قبل سنوات عديدة.
ويبقى السؤال هل انتهت بطولة الدوري الأسباني بتتويج فريق برشلونة بطلاً لليغا حتى قبل نهاية مرحلة الذهاب ؟ الجواب، لننتظر ما سيحدث في مدريد من ردود فعل في الساعات المقبلة وكيف سيكون ردّة فعل فريق اتلتيكو مدريد القطب الأخر للعاصمة الأسبانية،حيث قد تخلو له الساحة في مقارعة برشلونة على لقب قد لا يكون فيه مكاناً للريال في هذا الموسم.