أكد تقرير لبنك «ساكسو» أن السلع هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1999، حيث تعرض قطاع الطاقة للضربة الأقسى، بينما تراجع سعر النفط الخام في ظل استمرار ازدياد المخزونات، ولا سيما في الولايات المتحدة. وسجل النحاس قاعاً غير مسبوق منذ 5 سنوات، وتلقى الضربة الأشد بين جميع المعادن الصناعية، وتعزى أهم العوامل السلبية المسببة لذلك إلى المخاوف المتعلقة بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية (واحتمال أن تؤثر سلباً على نمو الأسواق الناشئة والدولار)، والبيانات الاقتصادية المخيبة للآمال من أوروبا والصين.
وقال أولي هانسن رئيس قسم استراتيجيات السلع لدى بنك «ساكسو : لا يزال المعروض الزائد عن الحاجة ورفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وظاهرة «إل نينيو» المواضيع الثلاثة الأهم في سوق السلع. وفي حين شكلت «إل نينيو» دعماً لعدد من السلع، فإن الموضوعين الآخرين أسهما في هبوط مؤشر «بلومبيرغ» للسلع إلى قاع جديد غير مسبوق منذ 16 عاماً، وذلك بعد خمسة أسابيع متتالية من الخسائر.
محاصيل
وأضاف: سيكون محصول القمح والذرة وفول الصويا الأميركي هذا العام أكبر من المتوقع نظراً للظروف الجوية المواتية والمستمرة للموسم الثالث على التوالي. وقد اشتمل الإصدار الأحدث من «التقرير الشهري للعرض والطلب الزراعي في العالم»- الصادر عن وزارة الزراعة الأميركية- على توقعات تفوق ما كان مرتقباً بخصوص المخزون المحلي في نهاية الموسم الحالي لعامي 2015-2016. وقد وصلت أسعار الذرة وفول الصويا إلى قيعان غير مسبوقة، في حين وصلت مخزونات القمح إلى قمة جديدة عن 6 سنوات.
البلاتين والبالاديوم
وأفاد بأن البلاتين والبالاديوم تلقيا أقسى الضربات، حيث خسر البالاديوم وحده أكثر من 10%، علماً بأن كلا المعدنين – المستخدمين في تصنيع أجهزة ضبط التلوث الناجم عن السيارات، إلى جانب غيرهما من المعادن- يواجهان احتمال أن يتأثرا بتباطؤ نمو مبيعات السيارات في الصين، إلى جانب التراجع الذي تعرضا له بفعل اقتراب موعد انتهاء حقبة الفوائد المنخفضة للغاية في الولايات المتحدة، التي أسهمت في تحفيز موجة مبيعات للسيارات على مدى شهرين هي الأفضل منذ 15 عاماً.
الذهب عالق
وواصل: عاد الذهب إلى قيعانه التي كان قد سجلها أول الربع الثالث، وذلك إثر المخاوف حيال تبعات المرحلة الأولى من رفع أسعار الفائدة الأميركية بتاريخ 16 ديسمبر، الأمر الذي تسبب بحركة خروج في أوساط المستثمرين في السلع الآجلة والمنتجات المتداولة عبر البورصة.
ورجح أن تشهد السوق الفورية إقبالاً على الشراء نظراً للعائد المحتمل مقابل الأسعار المنخفضة، مع احتمال أن تبدأ شركات التعدين بالحديث عن تقليص للإنتاج. وعند هذه المرحلة، ربما لا يمكن انتقاد المستثمرين القلقين من ارتفاع أسعار الفائدة وازدياد قيمة الدولار، غير أن أي تحسن في توقعات هذين العاملين السلبيين أو أحدهما قد يشجع المستثمرين على العودة إلى المعادن الثمينة مجدداً.
هبوط النفط
واصل النفط الخام هبوطه مع ارتفاع المخزون الأميركي لمستويات تفوق ما هو متوقع، وإشارة وكالة الطاقة الدولية إلى أن مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بلغت مستويات غير مسبوقة أعلى من 3 مليارات برميل. ويعزى هذا التطور بشكل رئيس إلى الإنتاج غير المسبوق لروسيا والعراق والمملكة العربية السعودية. وفي هذه الأثناء، تتوقع «أوبك» أن يبقى المعروض أكثر من الحاجة في عام 2016، وهو ما سيتسبب بتأخير تعافي الأسعار إن صحت هذه التوقعات.
وبلغ المخزون الأميركي من النفط الخام 487 مليون برميل، ليتجاوز المعدل الوسطي الذي تم تسجيله عن خمس سنوات بمقدار 118 مليون برميل.
ورغم مواصلة خفض عدد المنصات العاملة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، غير أننا لا نزال بعيدين عن رؤية انخفاض مؤثر في مستويات الإنتاج التي سجلها الربع الثالث.
من جهة أخرى، حافظت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها بانخفاض الإنتاج الأميركي بمقدار 600 ألف برميل خلال 2016، وهو ما قد يسهم في إعادة التوازن إلى السوق إن ترافق مع ارتفاع في الطلب، وذلك رغم التأثير المتوقع للصادرات الإيرانية.
كما أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن «السوق شكلت حماية غير مسبوقة ضد الصدمات الجيوسياسية أو الانقطاعات المفاجئة في الإنتاج بالاستفادة من المخزونات النفطية الضخمة التي ملأت منشآت التخزين».