تمكن الأمن العام من توقيف المدعو (يوسف د.) في بلدة مرياطة في قضاء زغرتا، وقد اعترف بأنه ينتمي الى “جبهة النصرة”، وأن إمام أحد المساجد المعروفين جنّده وحرّضه من أجل تنفيذ عملية إنتحارية.
وكشفت صحيفة “السفير” أن الأمن العام استدعى الشيخ المذكور واستمع الى إفادته، فأكد معرفته بالموقوف (يوسف د.)، وبأنه كان يصلي مع اثنين آخرين خلفه في المسجد في مرياطة، لكنه نفى أن يكون قد طلب منه تنفيذ عمل أمني أو أن يكون على صلة بأي من المجموعات الارهابية، فعاود المحققون استجواب (يوسف د.) مرات عدة فأصر على أن الشيخ المذكور هو من جنده، فتم تحويل الموقوف واعترافاته مع كامل الملف الى القضاء العسكري لينظر بالأمر، فيما ترك رجل الدين رهن التحقيق.
وقال يوسف للمحققين إن إمام المسجد أقنعه مع اثنين آخرين بتنفيذ عمل أمني، وكان يقول لهم في المسجد إن “الشيعة و “حزب الله” هم عدوّكم الأول.. أما عدوّكم الثاني فهم الجيش وقوى الأمن والأمن العام، وهم أجهزة كافرة تنكّل بأهل السنّة وترمي بهم في السجون وتقتحم منازلهم وتعتقل شبابهم”.
وعندما طلب الشيخ من يوسف بأن يكون جاهزا خلال أسبوعين لتنفيذ عمل أمني بواسطة حزام ناسف، قال له الشاب إنه لا يعرف كيف يتم التعامل مع الأحزمة، فكان جواب إمام المسجد أن القصة بسيطة جدا “فقط كبسة زر”.
أما الشابان الآخران، فقد تبين أنهما تمكنا من الفرار باتجاه الأراضي السورية عبر عرسال، وهما كانا قد بعثا برسائل نصية لذويهما لوداعهم وإبلاغهم قرارهما بتنفيذ عمليتين انتحاريتين.
الى ذلك، علمت “السفير” الى أن العنصرين الأمنيين اللذين أوقفا وهما (شوقي س.) و(عمر ك.)، كانا مكلفين من تنظيم “داعش” بتسهيل بعض الأمور اللوجستية، بما في ذلك نقل المتفجرات والصواعق التي كانت تصل من عرسال، مرورا بالبقاع وبيروت وصولا الى طرابلس، فضلا عن نقل بعض المطلوبين والانتحاريين، وهما متحصنان بالبدلة العسكرية، وكان كل منهما يتقاضى عن كل عملية نقل حوالي 500 دولار أميركي. وتركز التحقيقات مع العنصر الأمني (شوقي. س)، على فرضية أن يكون هو أو (عمر ك.) قد سهّلا تنقلات انتحاريي برج البراجنة وصولا الى تنفيذ العمليتين الانتحاريتين قبل ثمانية أيام.
وقالت مصادر أمنية لـ “السفير” إن شبكة تفجيرَي برج البراجنة وجبل محسن قد ألقي القبض على معظمها باستثناء ثلاثة على الأقل، خصوصا بعدما تم قطع التواصل بين عناصرها الذين تم توقيفهم، ومشغليهم في عرسال أو في مدينة الرقة السورية، فضلا عن مصادرة المستودع المركزي للمتفجرات والأحزمة في القبة، لافتة الانتباه الى أن “داعش” يعتمد على تشكيل الخلايا العنقودية، متوقعة أن تفضي التحقيقات الجارية وتحليل “داتا” الاتصالات الى مزيد من المعلومات عن بعض المتورطين في هذه الجريمة.
وعلمت “السفير” أنه في الوقت الذي يتابع فيه “فرع المعلومات” كل التفاصيل المتعلقة بشبكة تفجيري الضاحية وملاحقة المتورطين فيها، وفي مقدمتهم (بلال ب.) المتواري عن الأنظار، فإن الجيش والأمن العام وقوى الامن يعملون على شبكتين إضافيتين كانتا تجندان انتحاريين لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة في أكثر من منطقة لبنانية.
وفي هذا الاطار، أوقفت استخبارات الجيش القاصر (عثمان إ.) مواليد العام 2000، الذي اعترف بحضور مندوب قضائي عن محكمة الأحداث، بأن (عمر ق.) الذي أوقف قبل فترة عرض عليه تنفيذ عملية انتحارية ضد موقع عسكري، وأنه وافق خشية أن يتعرض تنظيم “داعش” له أو لأحد أفراد عائلته، وهذا هو القاصر الثاني الذي يجنده “داعش” بعد (عيسى ع.) الذي أوقفه الأمن العام في القبة قبل فترة قصيرة.
وتشير المعلومات الى أن هذين الموقوفين يرتبطان بالمطلوب (نبيل س.) أحد رموز مجموعة الشيخ الموقوف خالد حبلص، ويعتبر اليوم من أبرز رموز “داعش” في الشمال، وكل المؤشرات تدل على أنه ما زال موجودا على الأراضي اللبنانية، فيما يرجح أن يكون زميله (طارق خ.) قد تمكن من دخول الأراضي السورية.
وضربت استخبارات الجيش طوقا أمنيا حول عدد من شوارع القبة بطرابلس، ونفذت سلسلة مداهمات شملت منازل المطلوب شادي المولوي وعدد من أقاربه بعد ورود معلومات عن رصده في طرابلس، إضافة الى منازل مطلوبين آخرين، كما أطلق الجيش النار في التبانة على سائق دراجة نارية لم يمتثل لأوامره بالتوقف وأصابه وشخصا آخر، في وقت أقدم مجهولون على رمي قنبلتين يدويتين في مجرى نهر أبو علي.
وقد تبين أن سائق الدراجة الذي لم يمتثل لأوامر حاجز الجيش لا يسمع، ولا سوابق له، الأمر الذي جعل بعض رفاقه وأهله ينزلون الى الشارع في منطقة التبانة احتجاجا، وعلى الفور، قام النائب محمد كبارة بزيارة التبانة والاجتماع بالأهالي وطلب منهم التهدئة، كما عقد اجتماعا مع ضباط المنطقة الذين أكدوا أنه سيتم فتح تحقيق بالحادث، ما أدى الى عودة الأمور الى طبيعتها، فيما أكد مصدر طبي أن حالة الجريح مستقرة ولا تدعو للقلق.