اعتبر رئيس لجنة الأشغال والنقل في البرلمان النائب محمد قباني لصحيفة ”الشرق الأوسط” إن لبنان “يرفض بالمبدأ برقية روسيا العسكرية، لكنه عمليا لا يستطيع الرفض على الصعيد التنفيذي”، قائلاً: “من الواضح أن هذا الإعلان المفاجئ، والطلب من لبنان بإغلاق مجاله الجوي لثلاثة أيام، أحدث إرباكا لأن المطار هو بوابة لبنان على الخارج خاصة بعد أحداث سوريا التي أغلقت الحدود البرية، وبالتالي مدخل لبنان ومخرجه إلى العالم”. وأكد قباني أنه “حتى الآن، ما زالت التفاصيل غير واضحة للجميع، إذ بدأت بعض التدابير، مثل تعديل مسارات عدد من رحلات الناقلة الوطنية (شركة طيران الشرق الأوسط) باتجاه الجنوب، ثم تذهب غربا إلى البحر ثم للتحليق فوق مصر، وتدور فوق البحر الأحمر لتدخل أجواء السعودية ومنها إلى الخليج، وبالتالي يأخذ ذلك مزيدا من الوقت والتكلفة”. وأضاف: “بلا شك هناك إرباك.. علينا أن ننتظر لنرى كيف سيتعاطى الجميع مع القرار المفاجئ”، لافتًا إلى أن “السياسي وليد جنبلاط كان المبادر إلى الكتابة أن لبنان ليس حيا من موسكو، ومعناه أنه لا يأتمر بقرار مباشر بلا حوار معه”. داعيًا إلى “التعاطي بجدية مع هذا القرار”. كما أشار إلى أن “هناك اجتماعا في المطار للتشاور مع منظمة سلامة الطيران المدني، وربما ستبقى وجهة الطيران عبر مصر لأجل سلامة الطيران”.
واللافت أن البرقية الروسية، لم تمر عبر السفارة الروسية في بيروت، إذ أكد مصدر دبلوماسي لـ”الشرق الأوسط” أن السفارة الروسية “لا تمتلك أي معلومات حول هذه البرقية”. ورفض المصدر التعليق على البرقية “نتيجة عدم وجود أي أخبار رسمية أو غير رسمية بحوزتها حول برقية مشابهة”، قائلا إن معلوماته تفيد بأن السفارة الروسية “لم تتلق خبرًا بالموضوع لا عبر الهاتف ولا عبر برقية مكتوبة”.
ولم تتبلغ وزارة الخارجية والمغتربين رسميا من القنوات الرسمية الدبلوماسية الروسية موضوع الطلب من إدارة الطيران المدني عدم استخدام المجال الجوي المقابل للأراضي اللبنانية، بحسب “الوكالة الوطنية”. وقال مصدر لبناني رسمي لـ”الشرق الأوسط”: “لم يقدم أي طلب رسمي عبر القنوات الدبلوماسية، وكل ما حصل هو برقية من البحرية الروسية إلى سلطات الطيران المدني اللبناني”.