كتب علي البغدادي في صحيفة “المستقبل”:
يبدو أن الولايات المتحدة وشركاءها يتجهون الى تغيير واضح في الاستراتيجية العسكرية المعتمدة لمواجهة تنظيم “داعش” في العراق وسوريا عبر تنفيذ عمليات خاصة لتعقب أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم المتشدد وكبار مساعديه وتصفيتهم وعدم الاكتفاء بالغارات الجوية.
وصعّد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من زخم غاراته على معاقل المتشددين في العراق وسوريا عقب هجمات باريس الدامية والتي أدت الى حشد دولي أوسع لمهاجمة “داعش” وتصفية قواعده ودعم الحملات العسكرية الرامية لطرده من مناطق عدة في العراق.
وكشف مصدر عراقي مطلع عن وجود اتفاق أميركي ـ فرنسي ـ روسي لتصفية زعيم تنظيم “داعش” وكبار مساعديه وتأمين انشقاق قيادات محلية عن التنظيم.
وقال المصدر الوثيق الصلة بأجهزة الأمن العراقية المتخصصة بمتابعة الحملة على “داعش” إن “السيناريو القادم لمواجهة داعش ينصب على وجود اتفاق أميركي ـ فرنسي ـ روسي على تصفية أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش وكبار مساعديه العسكريين والشرعيين”.
وأضاف المصدر أن “فرنسا وروسيا تريدان ضمانات من حلف الناتو وبخاصة من تركيا لدعم جاد وقوي لعملياتهما العسكرية ضد معاقل داعش في سوريا”، مشيراً الى أن “عمليات خاصة خاطفة ستجري في المستقبل القريب لإخراج البغدادي وقادته من مخابئهم”
وأشار المصدر الى أن “نينوى ستكون آخر منطقة سيتم استهدافها بتلك العمليات، ففرنسا لا تريد خروج قيادات داعش من سوريا قبل القضاء على أغلبهم، فخروجهم من سوريا يعني خسارة لفرنسا”، منوهاً الى أن “مدينة الرقة لم تتضرر كثيراً حتى الآن فالقصف يقع على نقاط في ريفها ومعسكرات التنظيم الخاوية” والى أن “فرنسا عمدت الى تحريك مصادرها للبحث عن قادة تنظيم داعش في مدينة الرقة”.
وبيّن المصدر أن “قادة البغدادي أو مقربين منهم سيتعرضون إما للقتل من خلال الغارات الجوية أو العمليات الخاصة التي سينفذها الحلفاء أو الاختفاء للأبد”، مؤكداً على أن “مجزرة باريس تمثل في نظر الجميع نقطة حسم في تاريخ داعش وتدخل فرنسا بقسوة وعلى الطريقة الروسية للوصول إلى هؤلاء القادة”.
ونوه المصدر الى أن “الكابوس الذي يؤرق زعيم تنظيم داعش أبو بكر الغدادي يتمثل باحتمال وجود قيادات من داعش يمكن تحفيزها على الانشقاق عن التنظيم مقابل ضمانات دولية، وهو أمر مطروح وتحاول الولايات المتحدة تحقيقه”، مشيراً الى أن “ورقة داعش احترقت تماماً ولم يعد المتعاطفون معه ولا حلفاؤه يطيقون ما يقوم به من دمار في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن”.
وشدد المصدر على أن “أغلب القيادات العسكرية العراقية ترى من خلال تحليل نتائج الحملة الروسية في سوريا وجود تفوق أميركي في المناطق التي تساندها مقاتلات التحالف الدولي. أما المناطق التي تساندها روسيا فالمؤشرات تؤكد وجود تدمير عشوائي بدون تقدم واضح على الأرض”.
وعلى الرغم من التراجع الملحوظ في عمل التنظيم المتشدد على وقع زيادة معدلات غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق إلا أن داعش ما زال قادراً على استغلال الثغرات الأمنية أو الخلافات السياسية لتحقيق مكاسب على الأرض وبخاصة في المناطق التي استعادها.
وبهذا الصدد أكد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين (شمال العراق) بأن تنظيم “داعش” تقدم في بعض مناطق المحافظة.
وقال المصدر إن “معارك طاحنة دارت منذ ليل أول من أمس في مناطق شمال قضاء بيجي وخصوصاً قرب المحطة الحرارية وحصل تقدم من قبل تنظيم داعش الى المحطة بسبب الارتباك السياسي في صلاح الدين وتشتت الجهود السياسية والأمنية”.
من جانبه توقع محافظ صلاح الدين المقال رائد ابراهيم الجبوري أن “يستثمر تنظيم داعش الأجواء المرتبكة في المحافظة”، محذراً من “خطورة الوضع الأمني في المحافظة”، مؤكداً أنه “يتابع مع قيادة عمليات صلاح الدين والحشد الشعبي تطورات الموقف”.
ويأتي تقدم “داعش” في مناطق شمال تكريت بالتزامن مع انتهاكات تقوم بها مليشيات شيعية موالية لإيران في قضاء بيجي شمال محافظة صلاح الدين من خلال أعمال التفجير وحرق المنازل والمحال التجارية ومباني الدوائر الرسمية بعد نهبها.
وذكرت مصادر في بيجي أن “الميليشيات الشيعية قامت بتفجير جميع المنازل في قرية البو جواري و12 منزلاً في قرية العيث و4 منازل في شارع التربية وسط بيجي وتفجير عمارتي ظاهر البنك ووطبان اللتين تضمان نحو 300 محل تجاري بعد نهبها إضافة الى حرق دائرتي التسجيل العقاري والزراعة”.
وأشارت المصادر الى أن “مشهد السيارات الكبيرة وهي محملة بممتلكات المواطنين أصبح مألوفاً في حين تقوم شاحنات كبيرة عائدة للميليشيات بنقل معدات مصفاة بيجي والتحرك بها نحو قرية المزرعة في طريقها الى العاصمة بغداد وسط صمت حكومي بعد منع قوات الشرطة من ممارسة عملها في القضاء لحماية ممتلكات المواطنين”.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اتهم أخيراً ميليشيات وصفها بالوقحة بالوقوف وراء عمليات حرق الدور وتهديمها في قضاء بيجي بعد استعادته من تنظيم “داعش”.
وفي شأن أمني آخر أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار بأن القوات الأمنية العراقية حررت منطقة في محيط حي التأميم غرب الرمادي مؤكدة مقتل 15 عنصراً من “داعش” خلال عملية استمرت 4 ساعات، مشيراً الى أن “قوات مكافحة الإرهاب تمكنت أمس من تطهير منطقة الزيتون جنوب منطقة الخمسة كيلو (شمال غرب الرمادي) من عناصر تنظيم داعش في معركة أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم”.