يرى الأمين العام السابق لوزارة الخارجية اللبنانية السفير وليم حبيب أن المجتمع الدولي مضطر إلى أن يرسم استراتيجية موحدة لمحاربة داعش مع أن هذا الأمر بتقديره سيتطلب بعض الوقت.
ويقول حبيب لصحيفة “الأنباء” الكويتية إن الأحداث الأخيرة في فرنسا خلقت جوا من الخوف لدى الرأي العام، لافتا إلى أن الأوروبيين مضطرون للتفاهم على استراتيجية فعالة أكثر لمحاربة داعش.
وأوضح أنه إذا لم يبادر المسؤولون في الدول الأوروبية إلى اتخاذ خطوات جريئة من هذا القبيل فسيتعرضون للإحراج أمام مواطنيهم بالتالي للخسارة في الانتخابات المقبلة بعدما بدأت التيارات اليمينية المتطرفة تكتسب أكثر فأكثر شعبية لدى الناخبين.
السفير حبيب يشير إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يتعرض للكثير من الانتقادات في الوقت الراهن وهو كان عرضة لذلك منذ فترة بسبب تردده الواضح الذي استفاد منه الإرهابيون وداعش للانفلاش في سورية والعراق، بينما كان عليه أن يتخذ مواقف صارمة للغاية وعملية جدا، خصوصا أنه لا يعلم الكثيرون ما اذا كانت غارات الطيران الحربي الأميركي قد حققت الإصابات المطلوبة بداعش واخواته أم لا، وان المساعدات للمعارضة المعتدلة في سورية لم تحقق شيئا من أهدافها، إذ لم يبق من هؤلاء المتدربين إلا 4 جنود.
ويلتفت حبيب إلى أن أوباما مضطر ومن أجل مصداقيته أمام الرأي العام الاميركي إلى أن يكون متشددا أكثر وان يتخذ مواقف عملية أكثر. ويرى حبيب أن أوباما اتفق على شيء ما يتعلق بمحاربة داعش حين تحادث في قمة انطاليا مع المسؤولين الروس والأوروبيين وهو ما قد يفضي إلى التهدئة في لبنان وإيجاد حل سياسي في سورية ومساعدة السلطة المركزية في العراق على أخذ المبادرة في تحرير أرضها والعمل على وضع حل لليمن.
وهو يشير إلى أن عدم وجود إيران في هذا التوجه العالمي حتى الآن يعني أن هناك نقطة خلل في هذا السياق. ولا يستبعد حبيب أن يفضي هذا التوجه إلى إرساء تسوية للداخل اللبناني بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية من ضمن الخطة الدولية لمحاربة داعش والقضاء عليه.