Site icon IMLebanon

أي مرشّح يرضي الإيرانيين؟

Baabda-résidence

وسط الجدل الدائر بشأن اللقاء “السري” الذي عقد بين رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في باريس، أكدت المعلومات المتداولة في بيروت بحسب صحيفة “السياسة” الكويتية حصول حركة ناشطة في العاصمة الفرنسية، من أجل حل عقدة انتخابات الرئاسة، ولاحقاً إحياء كل المؤسسات الدستورية.

وتقود هذه الحركة الديبلوماسية الفرنسية بهدوء بعيداً من الأضواء، وبدأت قبل الاعتداءات الإرهابية الأخيرة واستمرت بعدها، وجاءت زيارة فرنجية إلى باريس في هذا الإطار، رغم النفي الرسمي، ورغم القول إنها زيارة خاصة.

وتعمل فرنسا على خطين متوازيين حتى الآن، فمن جهة تجس نبض طهران لمعرفة استعدادها للبحث في تسوية للملف الرئاسي، لا يكون فيها العماد ميشال عون العقبة المعتادة، مع إمكانية أن تتفاوض مع باريس على مرشح آخر يرضي الإيرانيين ولا يغضب الأطراف الإقليمية الأخرى مثل المملكة العربية السعودية.

وأكد مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت، أن استقبال فرنجية لا يعني أن باريس تبنته كخيار تسعى لتسويقه لموقع الرئاسة الأولى، وإنما الهدف هو الحوار غير المباشر، مع ما يمثله من تحالف إيراني – سوري في لبنان، ومن المبكر الحديث عن اتفاق بشأن اسم ما.

وعلى خط ثان، تعمل باريس على الجانب اللبناني فتستطلع من مختلف القوى السياسية مواقفها بشأن الخروج من دوامة الخلاف على المرشح التوافقي، بعد أن توصلت إلى قناعة أن لا مجال لإيجاد هكذا مرشح.

أما في الجانب اللبناني، فإن الساحة لا تزال خالية إلا من مبادرة أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله التي أضيف إليها تسريب من الحزب عبر إحدى الصحف المقربة منه، بأنها تعني إمكانية التفاوض على حليفه العماد ميشال عون مقابل ثمن ما. ويبدو أن هذا الكلام، يصب في مصلحة فرنجية الذي بدأت تتحدث عنه الأوساط السياسية كمرشح مقبول من قوى “14 آذار”.

هذه القوى يبدو أنها في مكان آخر، ومنشغلة بخلافاتها، إذ تصاعد التوتر بين بعض المكونات المسيحية لهذا الفريق خصوصاً بين المستقلين المسيحيين من جهة، ورئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع من جهة ثانية. وأصل الخلاف يعود إلى اتهام المستقلين لجعجع، بممارسة حرب إلغاء جديدة ضدهم، من خلال التنسيق مع عون لتفصيل قانون انتخاب يضمن لهما الفوز بغالبية المقاعد المسيحية وإبعاد المستقلين. والواقع أن هذا الخلاف غير مبرر، لأن البحث في قانون الانتخاب مؤجل حتى إشعار آخر، وافتعال مشكلة بشأنه كمن يضع العربة أمام الحصان. فالمشكلة هي في انتخابات الرئاسة أولاً وأخيراً.

وسط هذه الأجواء، تحولت “السرية” التي أحيط بها لقاء الحريري وفرنجية في منزل رجل الأعمال اللبناني جيلبير الشاغوري في باريس، مادة للعتاب الأقرب إلى اللوم تمثل في قول جعجع إنه لم يعلم بهذا اللقاء إلا من الإعلام، وهو ما تلاقى مع إخفاء فرنجية بدوره، الأمر عن حليفه المقرب ميشال عون الذي دأب منذ مدة على انتقاد الأول لتفرده بمواقف خارجة عن إجماع تكتل “التغيير والإصلاح”.