هنأ تجمع الهيئات الممثلة لقطاع الزيتون في لبنان الشعب اللبناني، بذكرى الإستقلال، آملا في “أن تحفزنا ذكرى الإستقلال عن الإحتلال الأجنبي إلى تحقيق الإستقلال الإقتصادي الكامل والتحرر من أبشع أنواع الإستعمار الإقتصادي الذي تفرضه على الشعب اللبناني طبقة فاسدة صغيرة من المجرمين المتاجرين بمال وعرق الشعب”.
واعتبر التجمع في بيان اليوم: أنه “مع استمرار موسم قطاف الزيتون الذي اعتبر الأكثر كلفة في تاريخ زراعة الزيتون بعد العام الماضي الأسوأ عالميا عبر التاريخ، لأسباب كارثية متعددة، ورغم المعاناة التي يتحملها مزارعو الزيتون بسبب الإرتفاع الفاحش لأسعار اليد العاملة، وقبل أن يتمكن المزارعون من بيع زيتهم لسداد جزء من أجار العمال، نفاجىء بتدفق زيت الزيتون الأجنبي بكميات هائلة إلى عدد من المناطق اللبنانية المنتجة لزيت الزيتون ليقضي على ما تبقى من أمل باستمرار زراعة الزيتون الوطنية، علماأن ثمن تنكة الزيت المستورد لا تتعدى نصف كلفة إنتاج تنكة الزيت الوطني. ما يثير الشبهات هو أن السعر العالمي لزيت الزيتون لا زال الأعلى في تاريخه(أكثر من خمسة آلاف دولار للطن) فكيف تصل تنكة الزيت إلى لبنان بحوالي أربعين دولارا ما لم يكن هذا الزيت مخلوطا بزيت البندق التركي الذي اخترعت الغش به بعض الشركات الإيطالية المزورة وعممته على عدد من مزوري الزيت في العالم؟ علما أن كثافة هذا الزيت هي نفس كثافة زيت الزيتون ويصعب كشفه إلا للمختبرات المتخصصة”.
أضاف: “اليوم جميع دول الجوار سوريا، الاردن، غزة والضفة تمنع استيراد زيت الزيتون حفاظا على زراعتها الوطنية التراثية، فلماذا تشرع بوابات لبنان وحدوده وموانئه لنفايات الزيت المستورد؟، علماأن هذه النفايات تباع في أسواق لبنان وتصدر على أساس أنها زيت لبناني بعد خلطها بالزيت المكرر للتخفيف من حدة وفساد طعمها ورائحتها. أتراه لا تكفينا أزمة النفايات الخانقة حتى تأتينا نفايات الزيت المستورد لتغرق لبنان وتهلك مزارعيه؟ الجهات المعنية في الحكومة اللبنانية مطالبة اليوم، أسوة بجميع دول الجوار ونزولا عند طلب مزارعي الزيتون، بمنع استيراد زيت الزيتون الأجنبي أيا يكن مصدره وأيا تكن أصنافه، وإلا فان الحكومة اللبنانية ستسجل على نفسها عار التخلي عن زراعتها الوطنية وعن شعبها الكادح وسرقة لقمة أطفال المزارعين من أفواههم. لقد أبلغنا الجهات المعنية بهذه الأزمة الخطيرة وطلبنا منها منع استيراد زيت الزيتون وأننا ننتظر أن تبادر هذه الجهات إلى اتخاذ القرار من أجل حماية الأمن الحياتي للمزارعين والأمن الغذائي والصحي للشعب اللبناني”.
ونبه التجمع المستهلك اللبناني إلى أن “زيت الزيتون اللبناني البكر هو زيت وقائي من عدد كبير من الأمراض وعلاج لعدد من الأمراض الأخرى ، ولا مجال للمقارنة بينه وبين الزيت المستورد، وأن من الضروري التأكد من هوية الزيت قبل شرائه، لأن في شراء الزيت الوطني حماية للبنانيين وعائلاتهم،أما الزيوت المستوردة فلا يعلم إلا الله ما تحتويه من مواد كيماوية وسموم جهازية وهورمونات ومعاملات حرارية إضافة إلى غشها بزيت البندق التركي أو غيره”.
وحذر من أن “الزيوت التجارية التي تباع في المحلات والأسواق بعبوات زجاجية أو معدنية ومكتوب عليها “زيت الزيتون”، تحتوي زيتا مكررا وموادا ملونة وأنها مستخرجة بمعاملات حرارية مرتفعة جدا. زيت الزيتون اللبناني البكر الدوائي موجود لدى المزارعين اللبنانيين ولدى الجمعيات التعاونية في جميع مناطق زراعة الزيتون”.
من جهة أخرى، أبقت لجنة المتابعة في تجمع الهيئات الممثلة لقطاع الزيتون في لبنان اجتماعاتها مفتوحة حتى حل الأزمة الطارئة التي سببها الزيت المستورد.