IMLebanon

قاطيشا: علينا إستخلاص العِبر بتحييد أنفسنا

wehbe-katisha-1

رأى مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشا ، أن “بيروت وباريس والطائرة الروسية في شرم الشيخ كلها عمليات تصبّ في الخانة نفسها، فمعمل الإرهاب هو فوق الأرض السورية ويتم التصدير إلى الخارج”، معتبراً في ضوء كشْف الشبكة المخطِّطة والمنفذة والمموّلة لتفجيريْ برج البراجنة، “أن الأمن في لبنان بات متجذراً في ثقافتنا، ناهيك عن أن الساحة اللبنانية ضيّقة”، ومعلناً “بإمكاننا أن نفاخر بأن لا بيئة في لبنان تُنتِج إرهابيين”.

ولفت قاطيشا، في حديث إلى صحيفة “الراي” الكويتية، إلى أن “القوى الأمنية حققت نجاحاً بالطبع ، لأن ما حدث في برج البراجنة كان سبقه بالتأكيد كثير من المحاولات التي ضبطتها قوى الأمن من جيش ومخابرات جيش أو “شعبة المعلومات”، لكن لا يتم الإعلان عنها. ففي عالم المخابرات والمعلومات لا يتم إعلان هذه الأمور كي يتم استدراج الإرهابيين الآخرين وإلقاء القبض عليهم، مشيراً إلى أن الإرهاب يتسلل حتى في أكثر الدول صرامة في الأمن، وهو تسلّل هذه المرّة ونجح، ولكن أعتقد أن الأجهزة الأمنية جنّبتنا قبلها الكثير من الويلات، ونأمل أن تبقى على هذه الهِمة والنشاط كي تجنّبنا أي كوارث أخرى لا سمح الله”.

وأضاف قاطيشا إن “الإرهاب يخوض اليوم حرباً عالمية، وكل شعوب العالم تخوض بدورها حرباً كونية ضد هذا الإرهاب. وما يميّز هذه الحرب- التي أعتبرها شاملة- أنها لا تتقيّد بجغرافيا، ولا بوحدات عسكرية؛ إنها فكر متفلّت وإرهابي، وكل شعوب العالم تخوض هذه الحرب ضد أشباح قد يكونون إلى جانبك في مقهى أو مطعم ويُقْدِموا خلال دقائق على تنفيذ عملية إنتحارية. لذلك فإن هذه الحرب تتطلب وقتاً لتنتهي وهي مفتوحة وشاملة لكل دول العالم وضد كل شعوب العالم. فالإرهابيون لا يوفّرون أحداً وهم يستهدفون الأبرياء”.

وتابع: “بيروت وباريس والطائرة الروسية في شرم الشيخ، كل هذه العمليات تصبّ في الخانة نفسها. فمعمل الإرهاب هو فوق الأرض السورية ويتم التصدير إلى الخارج”، لافتاً إلى أن “المواطنين السوريين الأبرياء غير مسؤولين عن هذا الأمر بالتأكيد، إنما هذا النظام الذي لم يتمكن من السيطرة على سوريا، وكان له الفضل الأكبر في إطلاق هؤلاء “الدواعش” من سجونه”.

وعن قناعته بأن لبنان نجح في لجم عمليات التفجير بالسيارات المفخخة على مدى نحو عام ونصف العام، وأنه اتخذ تكتيكات معيّنة يفترض اتباعها لتفادي عمليات إنتحارية مماثلة لما جرى في برج البراجنة، قال قاطيشا إن “التكتيكات هي الأمن الإستباقي ، فهو الأهمّ في مكافحة هذه العمليات الإنتحارية، لذلك المطلوب أن يسهر الأمن جيداً. ومن الناحية السياسية، على اللبنانيين الاتفاق على موقف موحّد تجاه الأزمة السورية، إذ ما داموا غير متفقين على مثل هذا الموقف ستظل ساحتنا اللبنانية مهدَّدة. أما إذا اتفقوا على موقف موحد كالنأي بالنفس، فأعتقد أن مسألة تحصين الساحة اللبنانية ستصبح حينها أسهل”.

وعن قراءته لكلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن وجود قرار كبير بالتفجير، شدد قاطيشا على أن “قرار الإرهابيين بالتفجير لم يتوقف. هم يحاولون التسلل من هنا وهناك بصورة دائمة، وقد دخلوا ربما عندما وجدوا ثغرة ما. ولكن قرار التفجير دائم عندهم، لأن هذه الحرب لا تتوقف وإن مررنا خلالها بمحطات هادئة ومستقرة، فذلك قد يكون مردّه إلى أن الإرهابيين محاصَرون في مكان ما وغير قادرين على المبادرة. في حين أن نيتهم بالتفجير لا تتوقف لا بالأمس ولا اليوم ولا غداً”.

وعن رأيه فيما أبداه الوزير المشنوق من احتمال حصول عمليات أخرى في المستقبل، لفت قاطيشا إلى أن “الحد من هذا الاحتمال هو بوعي الأجهزة الأمنية في لبنان. وعملية برج البراجنة أطلقت الإنذار، وقد شاهدنا كيف تَكثّف عمل الأجهزة الأمنية على كثير من الغرباء العاملين في لبنان سواء في ورش البناء أم محطات الوقود كي يتمكنوا من اكتشاف الإرهابيين قبل تنفيذ أي عمليات تفجير”.

وأضاف: “إن الأمن في لبنان بات متجذراً في ثقافتنا، ناهيك عن أن الساحة اللبنانية ضيّقة. وبإمكاننا أن نفاخر بأن لا بيئة في لبنان تُنتِج إرهابيين، فكل الذين نفذوا العمّليات الإنتحارية في لبنان هم من “برّا”، أي ليسوا لبنانيين ومن جنسيات أجنبية. في حين أن مَن نفذوا العمليات الإرهابية في فرنسا غالبيتهم من الفرنسيين وإن تعاون معهم أجانب، ما يعني أن تلك البيئة تهيّئ اتجاه الشباب نحو الإرهاب. لحسن الحظ، أن الشعب اللبناني يؤمن بالحرية والديموقراطية، ولا سيما إخواننا من الطائفة السنية الكريمة، الذين يحسب الإرهابيين أنفسهم عليهم. لذا من الصعب أن يجد الإرهاب بيئة حاضنة له في لبنان”.

وختم قاطيشا بالقول: “علينا إستخلاص العِبر بتحييد أنفسنا كلبنانيين، وهذا يكون بالدرجة الاولى سياسياً عبر ضبط حدودنا ومراقبة ساحتنا، فهذا الأمر يساعد كثيراً في تأمين الاستقرار في لبنان؛ الاستقرار الأمني، والسياسي والاقتصادي”.