خلال بضع سنين مقبلة، سيسافر الركاب في آسيا وأميركا على متن الطائرة اليابانية (ميتسوبيشي ريجنال جت- MRJ)، والطائرة الصينية “C919”.
وفي الـ11 من تشرين الثاني الحالي، اختبرت الطائرة (MRJ) في أول رحلة لها من مطار ناغويا، حيث حلقت على ارتفاع 4500م، وبسرعة قصوى بلغت 280 كم خلال ساعة من التحليق. كذلك في الـ2 من نوفمبر، تم استعراض الطائرة “C919” في شنغهاي، وسط تصفيق حماسي لحشد من المسؤولين الحكوميين والمديرين التنفيذيين ووسائل الإعلام.
أما الشركة المصنعة والمجمعة (ميتسوبيشي أيركرافت كوربوريشن-(MAC فهي تابعة لشركة “ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة”، والمالكة لـ64٪ من أسهمها، إلى جانب “ميتسوبيشي كوربوريشن” بنسبة 10%، و”تويوتا موتور كوربوريشن” بنسبة 10%. وقد أُسست رسمياً ومُولت في أبريل 2008، برأس مال أولي قدره 100 مليار ين ياباني (833 مليون دولار أمريكي).
ومن حيث السوق المنافسة، فطائرة ” MRJ” التي يتراوح عدد ركابها من 70 إلى 90 راكباً، ستنافس الطائرات المتوسطة التي تنتجها شركة “بومباردييه” الكندية و”امبراير” البرازيلية.
من ناحية أخرى، تظهر الخريطة على موقع ” MAC” الإلكتروني، نطاق رحلات الطائرة: حيث يمكن للطائرة التحليق من باريس إلى جميع العواصم الأوروبية الكبرى وصولاً إلى موسكو. ومن دنفر إلى جميع أنحاء أميركا وكندا والمكسيك، ومن سنغافورة إلى جميع بلدان جنوب شرق آسيا، ومن طوكيو إلى اليابان وكوريا والصين الكبرى كذلك تشنغدو وغوام.
وتقدّر ” MAC” أن حركة المسافرين في الطائرة المتوسطة بسعة 70-90 راكباً ستتضاعف 3 مرات على مدى السنوات الـ20 المقبلة، سيما أن الطلب على الطائرة الجديدة سيبلغ حوالي 5000 طلباً. كما ستنافس ” MRJ” الشركات الأخرى في كفاءتها التشغيلية، إذ تستهلك الوقود بنسبة 20٪ أقل من منافساتها، من خلال محركها التوربيني “برات آند ويتنيPW1215G /PW1217G”، فضلاً عن تصميمها ومستوى الرفاهية التي تقدمها للركاب. وسوف تستخدم الطائرة
وحتى عام 2017، حيث يتوقع إدخال الطائرة إلى حيز الخدمة، سيكون أمام طائرة ” MRJ” التي قد يبلغ ثمنها 40 مليون دولار، اجتياز 2500 ساعة من الاختبارات الإضافية وشهادات التقييم. فيما تنوي الشركة المصنعة بناء مصنع آخر لتجميع الطائرة، من شأنه توظيف نحو 2000 شخص، وقدرة إنتاجية بـ10 طائرات شهرياً.
أما طائرة ” C919″ فتابعة لشركة الطائرات التجارية الصينية المحدودة (كوماك)، والمتخصصة بتطوير صناعة الطائرات التجارية الصينية. وكان قد موّل المشروع برأس مال أولي قيمته 19 مليار يوان (3 مليارات دولار). وكي تحقق الصين هدفها في تحقيق التكافؤ مع الصناعات العالمية الرائدة الأخرى والتكنولوجيا الفائقة، صُممت الطائرة بسعة 158-174 مقعداً، لتنافس الطائرتين الرائدتين في الصناعة العالمية: “بوينغ 737” و”ايرباص A320 “. كما يتراوح نطاقها بين (4075 -5555(كيلومتراً.
إن الطيران التجاري يعد أحد القطاعات العالمية الأكثر حيوية واستراتيجية، حيث تسعى كل من اليابان والصين، إلى تعزيز القدرة على المنافسة لشركاتها المحلية في هذا القطاع الحيوي. وبالتالي هو مسعى لضمان التنمية الاقتصادية والتقنية لكلا البلدين.