IMLebanon

الهجمات الإرهابية في لبنان: هل تتواصل.. أين ولماذا؟!

 

burj-barajina-explosion

 

لم يكتم وزراء ومسؤولون تخوفهم من استمرار موجة التفجيرات الانتحارية الإرهابية في لبنان، وأن التفجيرين الانتحاريين في برج البراجنة هما بداية مسار وليس مجرد رسالة، تتركز الخشية من أن يقوم «داعش» بتنفيذ عمليات انتحارية مروعة خلال الفترة المقبلة، والواقع أن عملية برج البراجنة التي كان هدفها الأساسي التفجير داخل مستشفى الرسول الأعظم هي رسالة من نوعية العمليات القادمة، وهناك خشية من التعرض لمؤسسات ديبلوماسية غربية وعربية في لبنان.

فعملية باريس التي تزامنت مع عمليات برج البراجنة وقبلها مع عملية الطائرة الروسية المفترضة في سيناء، تشي بأنه لا يوجد خط أحمر أمام عمليات «داعش» القادمة التي يوجد لبنان داخل استهدافاتها، الأهداف الأخرى المحتملة تصنف على أنها تقليدية: الجيش اللبناني، معاقل اجتماعية محسوبة على حزب الله وتجمعات مدنية في كل لبنان.

والأسباب الكامنة وراء هذا التقدير تعود للتالي:

٭ أولا: وجود معلومات تفيد بأن خلايا نائمة إرهابية متواجدة في لبنان، الجهات الرسمية اللبنانية أعلنت بشكل علني عن خمسة انتحاريين ما يزالون قيد المطاردة، ولكن الحديث الهامس في كواليس الأمن يتحدث عن عدد أكبر من ذلك بكثير، ما يعني أن البلد داخل بحيرة من أسماك القرش، أو يقطن داخل غابة من «الذئاب المتوحشة»، حسبما يطلق على الإرهابيين الانتحاريين المنتشرين في البلدان الأوروبية.

٭ ثانيا: هناك تقديرات تبين أن «داعش» نجح بإعادة تنظيم بنيته القيادية في لبنان خلال الفترة الممتدة من نهايات العام ٢٠١٤ لغاية نهايات العام الحالي.

وتقول معلومات إن عاصمة إمارة «داعش» في الرقة قامت خلال الأشهر الأخيرة بتصميم هيكلية قيادية لـ«داعش».

وعلى رأس سلم الهرم القيادي لـ«داعش» في لبنان يوجد الإرهابي أبو أيوب العراقي، وله تسمية ثانية هي أبو أيوب المهاجر، وهو عراقي الجنسية ويعتبر المكلف من قبل أبو بكر البغدادي بقيادة «داعش» على الساحة اللبنانية…

الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي يقول في هذا المجال إن الإرهابيين لم يوقفوا الهجمات على لبنان اختياريا إنما نتيجة للحملة الأمنية التي حصلت والتي أدت الى اعتقال عدد كبير من الخلايا التي كانت موجودة.

والإجراءات الأمنية التي حصلت على مداخل الضاحية دفع قيادات الإرهابيين الى الشعور بالخلل فلم يعد لديهم القدرة للتحرك، ومن هنا لاحظنا كيف توقفت العمليات، ولكن هذا لا يعني أن القيادات التابعة للإرهابيين أي «داعش» ألغت لبنان عن خارطة أهدافهم.

إلا أنهم سعوا لسبل جديدة وحاولوا إيجاد طرق جديدة للتأقلم مع الإجراءات الأمنية التي اتخذت، وعملوا على تجنيد خلايا جديدة لتحل مكان الخلايا القديمة، والتي تم القبض أو القضاء عليها، وللأسف استطاعوا أن يحددوا سبل لاختراق الإجراءات الأمنية.

ويضيف قهوجي: لبنان هو ضمن ساحة المواجهة مع الإرهاب العالمي وبالتالي نحن عرضة دائما لعمليات إرهابية خصوصا أن لبنان هو بلد متعدد، وهذه المجموعات تعمل على استهداف الدول التي يوجد فيها تعددية وخصوصا التعددية المذهبية.

مع استمرار التوتر المذهبي في المنطقة، هذا الأمر سيجعل لبنان عرضة لتداعيات هذا الصراع القائم في المنطقة، ومن هنا يمكننا القول إن لبنان عرضة للأسف بشكل دائم وفي أي لحظة لهجمات إرهابية طابعها مذهبي، والأمر ليس مرتبطا بحدث ما في لبنان يريد الإرهابيون تفشيله، بل القضية مرتبطة بأن لبنان ضمن ساحة الإرهابيين.