في نهاية فترة الغداء التي عادة ما تكتظ بالزبائن مع توافد موظفي الشركات المجاورة على متجره لبيع البضائع الجلدية في واحد من أكثر شوارع بروكسل ازدحاما قرر كارين اركليان اغلاق المتجر مبكرا يوم الاثنين.
وقال اركليان “هذا أمر كارثي وسيء للغاية حقا. دخل متجرنا سائحان أو ثلاثة فقط اليوم. معظم الأماكن مغلقة هنا بسبب المخاوف الأمنية والناس يعملون من منازلهم ولا يوجد مشترون.”
يقع متجر اركليان في منطقة شوسيه ديكسيل بوسط العاصمة البلجيكية التي تخضع لاجراءات أمنية مشددة واغلاق للمصالح العامة والمتاجر منذ يوم السبت بسبب ما تصفه السلطات بأنه تهديد “جدي ووشيك” بشن هجوم على غرار هجمات 13 نوفمبر تشرين الثاني في باريس التي راح ضحيتها 130 شخصا.
وفي ظل إغلاق نظام قطارات الأنفاق والمدارس والجامعات ومراكز التسوق والمتاحف ودور السينما والعديد من المطاعم والمتاجر في المدينة التي يعيش فيها 1.2 مليون شخص يخشى أصحاب الأعمال التكاليف الاقتصادية لتشديد إجراءات الأمن.
والأكثر تضررا على ما يبدو هي المتاجر والمزارات السياحية والفنادق والمطاعم والمتاحف وغيرها من الفعاليات الثقافية.
وقال اوليفييه ويلوكس رئيس غرفة الأعمال والتجارة والصناعة البلجيكية التي تضم في عضويتها 30 ألف شركة “إنه أسوأ من التأثير الاقتصادي للهجمات على باريس نفسها. إنه تأثير نفسي والناس قلقون ويتوقعون حدوث شيء.”
وأضاف “في باريس يريدون إظهار أن حياتهم مستمرة بعد الهجمات وأنهم باقون. أما هنا فالعكس صحيح: لم يحدث شيء والناس يخشون حدوث شيء.” وأشار إلى أن نسبة 40 في المئة من حجوزات الفنادق بوسط بروكسل في مطلع الاسبوع ألغيت في اللحظة الأخيرة.
وذكر أن بعض السائحين خاصة من الولايات المتحدة يقومون بإلغاء زياراتهم المقررة حتى شباط.
ويأتي الإغلاق قبل بدء موسم السياحة في عيد الميلاد (الكريسماس) الذي يبدأ عادة في ديسمبر كانون الأول وهي فترة حيوية لفنادق بروكسل وعددها نحو 150 فندقا. ومن المقرر افتتاح معرض الكريسماس في بروكسل الذي يجتذب نحو مليون شخص يوم 27 نوفمبر تشرين الثاني.
وزار بروكسل 3.3 مليون سائح في 2013 مع تعافي السياحة بعد فترة ثبات في 2012 لأسباب من أهمها تعزيز ثقة المستهلكين والأعمال والتعافي الاقتصادي من الأزمة المالية. وذكر مكتب السياحة في بروكسل أن السياحة تعافت مجددا عام 2014.
وقال فيليب ليدنت وهو خبير اقتصادي في شركة (آي.ان.جي) “نحن في مرحلة تعافي.. لو كان الأمر مجرد تأثير معنوي عارض فحسب فهي ليست مشكلة حقيقية. لكن إذا استمر الأمر فقد يكون هناك تأثير أكبر على ثقة المستهلكين ثم على استهلاك الأفراد.”
واتضحت المشكلة في شوسيه ديكسيل حيث فتح ما بين ثلث ونصف المتاجر في المنطقة أبوابها وقت الغداء يوم الاثنين. وأغلقت شركات عالمية كبيرة أبوابها مثل اتش اند ام للملابس ومتجر (اف.ان.ايه.سي) الفرنسي للكتب والموسيقى. وأبقى مطعم مكدونالدز بابه مفتوحا فيما وقف أمامه ثلاثة جنود للحراسة كما لم تغلق متاجر خاصة أصغر أبوابها.