يوجد نصب تذكاري غير محتمل في منتصف السوق في كيتيرينج – وهي بلدة سوق إنجليزية غير ملحوظة بخلاف ذلك. هذا اللوح من الجرانيت، الموضوع في المقدمة كجزء من تسلسل زمني للتاريخ المحلي، مكتوب عليه “الأقمار الصناعية الروسية: مدرسة حكومية تهزم ناسا”. الرسم المحفور في الحجر عبارة عن مخطط مميز لمركبة سبوتنك الفضائية.
مدرسة كيتيرينج الحكومية – مثل سباق الفضاء – اختفت منذ فترة طويلة. لكن خلال فترة من الزمن كانت على الخط الأمامي للمعركة خارج الأرض بين واشنطن وموسكو. مجموعة كيتيرينج – أسياد العلوم المتحمسين في المدرسة والتلاميذ التواقون فيها – أصبحت أكبر شبكة تجسس فضائية للهواة في العالم، تتبع عمليات الإطلاق السوفياتية السرية وتكشف عن موقع المركبات الفضائية الروسية السرية من هذه البلدة العادية الواقعة في وسط بريطانيا.
في الوقت الذي أصبحت فيه الحرب الباردة في ذمة التاريخ، كذلك المجموعة. مات جيف بيري، المعلم الرئيسي والزعيم، في عام 2000. لكن بعض تلاميذه السابقين لم يفقدوا أبدا حماسهم لتعقب مدارات الأقمار الصناعية في السماء فوقنا. في عام 2014 جاءتني رسالة عبر البريد الإلكتروني من أحدهم. سألني فيها: هل أعرف كثيرا عن الأقمار الصناعية؟ وطلب مني أن أفكر في شأن هذا الجسم الجديد الغريب.
بوب كريستي، التلميذ السابق في مدرسة كيتيرينج، يقول في رسالته “في شهر أيار (مايو) 2014 كان هنال إطلاق لصاروخ روسي عادي من المقرر أن يضع أربعة أقمار صناعية في المدار. لكن واحدا منها لم يكن مشابها للأخرى. ثلاثة منها – كما تم الإعلان مسبقا بشكل علني – كانت أقمار صناعية للاتصالات من نوع رودنيك. لكن الرابع من نوع آخر مختلف تماما. رسميا كان يصنف من قبل قاعدة البيانات الفضائية العامة التابعة للبنتاجون على أنه أحد المخلفات التي تدور حول الأرض. لكن بعد ذلك بدأ المناورة”. ويتابع كريستي “ابتعد عن الأخرى. ومن ثم شاهدناه يضع نفسه في مسار اللحاق بها مجددا مع مركبة إطلاق الصواريخ التي أطلقته. كان ذلك نوعا من الاختبار”.
حقيقة هذا القمر “نوراد 39765” بالضبط – المعروف أيضا بـ “كوزموس 2499″ و”أوبجيكت 2014-28 إي” – لا تزال غير معلنة على الملأ، بل إن الروس لا يعترفون حتى بوجوده. لكن أنشطة هذا القمر الصناعي “الشبح” الغامض دفعت كثيرين في مجتمع الاستخبارات والدفاع إلى التوقف من أجل التفكير. يقول كريستي “خلال العام الماضي، كان كل من الروس والصينيين والولايات المتحدة يختبرون تلك الأنواع من الأشياء. ويتحدث الناس عنها باعتبارها أجهزة تفتيش، لكن إذا كانت لديك القدرة على المناورة مع قمر صناعي آخر في الفضاء لتفتيشه، فستكون لديك القدرة أيضا على تدميره”.
في الواقع، من وجهة نظر كثير من المحللين المخضرمين ومسؤولي الاستخبارات والدبلوماسيين الذين تحدثت معهم “فاينانشيال تايمز”، يكون وجود “نوراد 39765” منطقيا أكثر في سياق أحد مشاريع الحرب الباردة الأكثر سرية في روسيا – برنامج استريبيتيل سبوتنيكوف “قاتل الأقمار الصناعية” الذي يجري الآن إعادة إحيائه.
يرغب المسؤولون العسكريون في القول “إن الفضاء هو الأرض الأعلى المطلقة”. لكن منذ انتهاء الحرب الباردة كان الفضاء منطقة غير متنازع عليها إلى حد كبير. في كانون الأول (يناير) 1967 أصبحت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد السوفياتي أول الموقعين على “معاهدة الفضاء الخارجي”. وبموجب هذه المعاهدة تم الالتزام بإبقاء القمر خاليا من التجارب العسكرية وعدم وضع أسلحة دمار شامل في المدار. انضمت الصين للمعاهدة في عام 1984، وهناك 100 دولة أخرى مشتركة فيها الآن.
نتيجة لذلك، وعلى مدى ثلاثة عقود، كانت القوى الفضائية قادرة على تشغيل أقمارها الصناعية دون مساءلة. ووفقا لـ “اتحاد العلماء المعنيين” Union of Concerned Scientists، هناك على الأقل 1300 قمر صناعي تدور الآن في مدارات الأرض. بعضها لأغراض عسكرية، وبعض آخر لاستخدامات مدنية وتجارية. ومعظمها ـ 549 قمرا ـ أمريكية. وتعتبر القوى الأوروبية من اللاعبين الكبار أيضا. تمتلك روسيا 131 قمرا، والمملكة المتحدة 40، لكن الأعداد المتزايدة تأتي من البلدان الناشئة. تمتلك الصين الآن 142 قمرا في المدار، والهند 33 قمرا.
مع كل هذا النشاط، من غير المرجح أن يصمد السلام الفضائي طويلا. بعد مرور 60 عاما على بدء سباق الفضاء، يعود سباق التسلح المداري مرة أخرى ليتطور.
المسؤولون العسكريون من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا الذين تحدثوا إلى “فاينانشيال تايمز” يؤكدون بشكل خاص ما كانت تراقبه مجموعة كيتيرينج وغيرها من مراقبي النجوم الهواة بشكل علني. تقريبا كل دولة لديها أبراج أقمار صناعية مهمة استراتيجيا ومرافقها الخاصة بالإطلاق تأخذ في الحسبان كيفية الدفاع عن – وتسليح – أصولها خارج كوكب الأرض. يقول أحد كبار مسؤولي الاستخبارات الأوروبيين “لا أعتقد أن هناك دولة منفردة من مجموعة الدول السبع لا تنظر إلى موضوع الأمن الفضائي بوصفه أحد الأولويات العسكرية الأكبر وإحدى المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية”.
يقول فرانك روز، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لمراقبة الأسلحة “التهديد آخذ في التزايد وهذا يعد مصدر قلق كبير. كل من روسيا والصين تعملان على تطوير قدراتهما في آسات (الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية) لإبقاء الأنظمة الأمريكية في خطر. الآن، لا نصدق أن من مصلحة أي أحد الدخول في سباق تسلح في الفضاء (…) نحن لا نريد الصراع في الفضاء الخارجي. لكن تأكدوا أننا سنكون قادرين على العمل في بيئة فضائية متدهورة. لقد أوضحنا أننا سنعمل ما هو ضروري لحماية الأصول الفضائية الخاصة بالولايات المتحدة وحلفائنا ضد أي هجوم محتمل”.
وتعتبر الأقمار الصناعية مواد هشة: أي إشارة تنبيه لمدارها، أو أي إمالة لألواحها الشمسية نحو الشمس، أو أي انفجار ليزري يستهدف أجهزة الاستشعار فيها، أو أي قذيفة يتم إطلاقها عرضا في مسارها، كلها قادرة على إلحاق ضرر دائم الذي غير قابل للإصلاح. يقول الجنرال دينيس ميرسير، القائد الأعلى لحلف الناتو، والمسؤول عن تعديل التحالف للتعامل مع التهديدات المستقبلية “لدينا كثير من نقاط الضعف التي تحتاج إلى أن نعمل عليها، والفضاء أحد أهم هذه النقاط. إنه أحد المجالات التي ستكون مهمة في الحروب الحديثة كأي مجال آخر. لدينا مسؤولية ومن الضروري للعمل في هذا الموضوع”.
ويرى ميرسير أن الفضاء يحتاج إلى أن ينظر إليه بالطريقة نفسها التي ينظر بها للبحر والجو عندما يتعلق الأمر بموضوع الدفاع. في الوقت الذي تصبح فيه المجتمعات المتطورة معتمدة عليه أكثر من أي وقت مضى فيما يتعلق تقريبا بكل جانب من جوانب اقتصاداتها الرقمية، تتراجع قبضتها على التكنولوجيات التي منحتها الهيمنة الاستراتيجية العالمية. وكلما ازداد عدد البلدان حول العالم التي تنظر إلى تعظيم مزاياها العسكرية، يصبح الفضاء مجال المنافسة الأكثر وضوحا.
تقول إليزابيث كوينتانا، وهي زميل أول للأبحاث في المؤسسة الفكرية العسكرية “روسي”، “هذا سينفجر في المستقبل القريب (…) لديك منذ الآن أكثر من 60 دولة مهتمة بالقدرات الفضائية. ومع هذا هناك عدد منها تعمل على تطوير قدرات مضادة للفضاء وخطيرة جدا، أبرزها الصين وروسيا. عندما تعتقد أن الجيوش والمجتمعات الغربية معتمدة اعتمادا حساسا على الفضاء، فإن هذا سيكون مجالا يجب الاهتمام به بشكل جدي”.
وبحسب كوينتانا، أي شيء يمنح القوات الغربية الحديثة قدرتها التكنولوجية والتكتيكية ضد منافسيها ينبع من الأنظمة الفضائية. وهذه تشمل الأسلحة الدقيقة، والمراقبة بدون طيار، واتصالات ميدان المعركة المعقدة. ويقول أحد المسؤولين العسكريين البريطانيين “حتى دباباتنا تعتمد على أقمارنا الصناعية”.
كان من الممكن أن تكون طائرات “الريبر” التي تعمل بدون طيار، التي دمرت قيادة تنظيم القاعدة، غير مجدية من دون الاعتماد على الأقمار الصناعية. كذلك جاءت المعلومات الاستخبارية المتعلقة بتحركات القوات الروسية حول أوكرانيا منها. والقنابل الذكية التي حولت القوة العسكرية لصدام حسين إلى حطام خلال 48 ساعة ما كان لها أن تصيب أهدافها لو لم تكن الأقمار الصناعية موجودة. حتى إن مكالمات باراك أوباما الهاتفية تعتمد على مجموعة محددة منها – كوكبة الأقمار المتقدمة للغاية عالية التردد.
لكن هذا ليس مجرد قضية عسكرية. يقول ميرسير “الفضاء، والإنترنت، والحرب الهجينة (…) كلها تثير تساؤلات تتعلق بالمرونة والثبات لدينا”. ويضيف قائلا “إن المرونة أو الثبات موضوع يحتاج إلى أن تتصدى له المجتمعات، وليس فقط الجيوش.
بإمكان مسؤولي أجهزة الاستخبارات الغربية سرد مخاوفهم إزاء ما يمكن أن يعنيه فقدان الاتصالات بالأقمار الصناعية. هناك جميع الأشياء التي نعتمد عليها حاليا – بدءا من تحليق وحركة الطائرات، إلى قدرتنا على إجراء اتصالات هاتفية. ومن ثم هناك الأشياء التي أصبحنا معتمدين عليها أكثر من أي وقت مضى، مثل السيارات بلا سائق أو الأجهزة المرتبطة بشبكة الإنترنت”.
يقول أنتوني كوردسمان، رئيس استخبارات البنتاجون الأسبق ورئيس الاستراتيجية حاليا في المؤسسة الفكرية “سي إس آي إس” في واشنطن “في الولايات المتحدة، بالنسبة إلى العسكريين – خاصة سلاح الجو و”داربا” (وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة المتعلقة بالدفاع) – ووكالة الأمن القومي، ووزارة الخارجية يعتبر هذا الآن مجالا مهما يستدعي القلق بشأنه. لكن التحدي في الفضاء سيؤثر تقريبا في كل جانب من جوانب الاستراتيجية في البلاد (…) أما النقطة الحرجة على الإطلاق فهي أنه في عالم تكون فيه الاقتصاديات الجغرافية مهمة بقدر أهمية الجيوسياسة والاستراتيجية، نحتاج إلى أن نقلق حول نطاق نقاط الضعف. ليس فقط الأصول العسكرية التي يعتبر (تسليح) الفضاء مشكلة بالنسبة إليها، بل إنه مشكلة تهدد مجتمعاتنا بأسرها”.
تقريبا كل تكنولوجيا متطورة يجري اعتمادها في الاقتصادات المتقدمة للغاية تزيد من اعتمادها على الأقمار الصناعية العزلاء. وفقا لأحد كبار المسؤولين في الحكومة البريطانية، تقييم الاستخبارات في المملكة المتحدة هو أن 67 في المائة من اقتصاد الدولة يعتمد بطريقة أو بأخرى على الاتصالات المستندة إلى الفضاء. وفي تقرير صدر عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في حزيران (يونيو) الماضي، تشير تقديرات إلى أن 1.6 تريليون دولار على الأقل من إيرادات الشركات في أمريكا كانت “متأثرة بشكل كبير جدا” بالأقمار الصناعية. ويقول مساعد وزير الخارجية، فرانك روز “يعتبر الفضاء أمرا حيويا لكل شيء تقريبا نفعله هنا على كوكب الأرض”.
كان برنامج القاتل الفضائي الأصلي من بنات أفكار فلاديمير تشيلومي، المصمم الرئيسي لمعدات الطيران في الاتحاد السوفياتي. في عام 1960، أسقط السوفيات طائرة تجسس أمريكية، ما دفع واشنطن إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الخاصة بجمع المعلومات الاستخبارية. وفي الوقت الذي تحولت فيه الولايات المتحدة إلى الفضاء، احتاجت موسكو إلى وسيلة لإيقافها عن المراقبة من دون عائق.
وبحلول عام 1967 كان برنامج روسيا يقف على أساس متين. تم تشكيل وحدة خاصة داخل هيئة الأركان العامة أنيطت بها مسؤولية “الدفاع عن الفضاء”. وأجرت روسيا اختبارا لأول سلاح مضاد للأقمار الصناعية يعمل بكامل طاقته، تجربة “آسات”، في ذلك العام، بإطلاقها حمولة مناورة إلى المدار. كان المبدأ بسيطا بما فيه الكفاية: مركبة قتل خفيفة ذكية، قادرة على إطلاق قذيفة ثقيلة غير متفجرة على كائن ما في الفضاء لتدميره.
وعلى مدى العقد التالي تم إطلاق أكثر من 15 حمولة مضادة للأقمار الصناعية “آسات” من قبل الاتحاد السوفياتي. وبحلول السبعينيات كان الروس يواصلون اختباراتهم بشكل أكبر. حتى إنهم أرسلوا إلى الفضاء أقمارا صناعية مصفحة خاصة، محملة بأجهزة استشعار لقياس أضرار الشظايا، لتعمل كأهداف لأسلحتهم المضادة للأقمار الصناعية.
من جانبها، أمضت الولايات المتحدة فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وهي تركز بشكل أساسي على تكنولوجيا الصواريخ البالستية. وتم تطوير أنظمة كانت تهدف في المقام الأول إلى ضرب صواريخ أخرى – لكن بعضها كان لديه القدرة على الوصول إلى الفضاء أيضا. وفي عام 1959 تم إطلاق الصاروخ “بولد أوريون” من قاذفة الصواريخ “بي 47″، لكنه نجح فقط ضمن حدود أربعة أميال من القمر الصناعي المستهدف.
وخلال العقد التالي، اختبرت الولايات المتحدة استخدام الأسلحة النووية للقضاء على مجموعات الأقمار الصناعية الخاصة بالعدو، لكن البرنامج لم يتمكن أبدا من أن يحوز إعجاب المختصين الاستراتيجيين العسكريين في البنتاجون. ولم تتعامل الولايات المتحدة مع التهديد بجدية حتى الثمانينيات، عندما كشفت معلومات استخبارية من وكالة المخابرات المركزية عن مدى العمليات المضادة للصواريخ في روسيا. وعمل البرنامج بسرعة على تطوير جيل جديد من الصواريخ يتم إطلاقها من الجو يمكنها ضرب أهداف في الفضاء الخارجي. وفي عام 1985 تم إطلاق الصاروخ ASM-135 بنجاح للمرة الأولى من طائرة مقاتلة نفاثة من طراز إف 15 لتفجير الهدف Solwind P78-1. وبعد مرور ثلاث سنوات، تم تجميد برنامج آسات الأمريكي بأكلمه.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه كل من واشنطن وموسكو حريصتين على الحد من تجاوزات سباق التسلح الرادع لديهما، بدأ برنامج آسات في روسيا أيضا التراجع والضعف. ويذكر الميجور جنرال أناتولي زافاليشين، رئيس برنامج بايكونور الفضائي، ناقوس الموت لبرنامج آسات في مذكراته لعام 1999. وقال “إنه أخبر ميخائيل جورباتشوف أنه يمكنه إجراء جميع اختباراته سرا دون أن يكتشف الأمريكيون أنشطتهم”. ويذكر الجنرال أن الرئيس السوفياتي أبدى رفضا مهذبا و”حازما”.
لكن مرت 20 عاما قبل عودة القتل بالأقمار الصناعية إلى جدول الأعمال – الذي وُضِع هناك من قبل قوة جديدة كاملة.
في 11 كانون الثاني (يناير)، على ارتفاع 865 كيلو مترا فوق الأرض الصينية، انفجر قمر صناعي للطقس إلى أجزاء صغيرة بعد إطلاق جسم في الفضاء من القاعدة رقم 27، مركز الفضاء في تشيتشانج. واندفع الحطام في أنحاء الغلاف الجوي.
أكثر من 2300 قطعة بحجم كرة الجولف أو أكبر – وكلها مميتة لأي شيء تصطدم به – انطلقت في المدار، حسبما تقول “ناسا”. على الأقل ثلث تلك المواد سيدور حول الأرض حتى 2035. وتسأل كونتانا “هل شاهدتم فيلم (الجاذبية)؟”، في إشارة إلى الكتلة المندفعة من الحطام الناتج عن حادث اصطدام عرضي كان السبب في القضاء على مهمة الباحثة (التي لعبت دورها) ساندرا بولوك، ووفاة رئيس المهمة الفضائية (الذي لعب دوره) جورج كلوني. “إنه يشبه هذا حرفيا”.