قال كبير المحللين المعنيين بالتصنيفات السيادية في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في مقابلة إن الأسواق الناشئة تواجه موجة جديدة من خفض التصنيفات العام المقبل إذ أن البرازيل عرضة لخفض تصنيفها إلى “عالي المخاطر” بينما قد تحصل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على “نظرة مستقبلية سلبية”.
وقال جيمس مكورماك رئيس قسم التصنيفات السيادية في فيتش لرويترز إن انخفاض أسعار السلع الأولية وتواضع النمو العالمي واقتراب أول رفع لأسعار الفائدة الأمريكية في نحو عشر سنوات كلها عوامل تشكل خطرا على تصنيفات الدول النامية.
وخفضت الوكالة تصنيفات 12 اقتصادا من الاقتصادات الناشئة المصدرة للسلع الأولية بالفعل هذا العام بينما تحذر 14 دولة حاليا من بينها البرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا من خفض التصنيف أو ما يعني إعطاء نظرة مستقبلية سلبية بلغة وكالات التصنيف. ويبدو أن العام المقبل سيشهد نفس الشيء على الأرجح.
وقال مكورماك “أعتقد أن هذا نموذج سنظل نراه في العام المقبل.”
وأضاف “الشرق الأوسط وأفريقيا هي المنطقة التي سنشهد فيها معظم التخفيضات في التصنيفات. لم نعط هذه المنطقة من قبل نظرة مستقبلية سلبية (وإن كان أكثر من 20 بالمئة من الجهات السيادية فيها حاصلة على نظرة سلبية) لكننا قد نفعل ذلك.”
وتتمثل إحدى أهم القضايا عند المستثمرين في أن الكثير من الأسواق الناشئة الكبرى باتت على شفا الحصول على التصنيف العالي المخاطر بعد نحو عشر سنوات من تصنيفها عند درجات استثمارية.
وفيتش هي الوحيدة بين وكالات التصنيف الائتماني الثلاث الكبرى التي تصنف روسيا عند درجة استثمارية. وتتجه جميع الأنظار إليها أيضا لترى ما إن كانت ستحذو حذو ستاندرد آند بورز وتخفض تصنيفها للبرازيل إلى “عالية المخاطر” من تصنيف BBB- وهو أدنى الدرجات الاستثمارية.
وقال مكورماك “تبدو البرازيل أكثر الدول عرضة (لخسارة الدرجة الاستثمارية)” مشيرا إلى عدم ضبط الموازنة باعتباره أكبر بواعث القلق.
وأشار إلى أن جنوب أفريقيا الحاصلة على تصنيف أعلى درجة عند BBB ويقوض نموها هبوط السلع الأولية إلى جانب التضخم ومشاكل الكهرباء تعاني من “تدهور تدريجي ومطرد” في وضعها المالي.
وقال إنه “في بعض النواحي تبدو روسيا هي الأقل عرضة” لخسارة الدرجة الاستثمارية مشيرا إلى أن تعاملها مع انخفاض أسعار النفط كان أفضل من السعودية المصنفة عند AA والتي أجرت تخفيضات “محدودة” في موازنتها.
وتمثل التوقعات باستمرار صعود الدولار مع بدء رفع أسعار الفائدة الأمريكية إحدى العوامل المؤثرة في تصنيفات الأسواق الناشئة.
وقال مكورماك “لا توجد علاقة تاريخية بين متوسط تصنيف الأسواق الناشئة وسعر فائدة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لكن توجد علاقة وثيقة جدا بين الدولار ومتوسط تصنيف الأسواق الناشئة.”