نظم تجمع رجال الأعمال اللبنانيين برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل غداء وحوارا مع سفيرة الإتحاد الأوروبي كريستينا لاسن.
وحضر وزراء الإعلام رمزي جريج، والثقافة ريمون عريجي، والبيئة محمد المشنوق، والدولة شؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، والإقتصاد والتجارة الان حكيم ممثلا بالدكتور جاسم عجاقة، السفير البابوي المونسنيور غابريالي كاتشا، النائبان جان أوغاسابيان وناجي غاريوس، وسفراء ووزراء ونواب سابقون وشخصيات.
استهلالا كلمة لزمكحل قال فيها: “لقد تغير العالم من حولنا ويستمر بالتغير بسرعة فائقة نحو عدة اتجاهات غالبا لا يمكن التنبؤ بها وغير مفهومة.
المستقبل غير مؤكد، والرؤية مبهمة، في حين أن التوقعات ليست مشجعة أبدا.
الحرب ضد الإرهاب تتحول إلى حرب عالمية ضد هذه الآفة، ضد هذه الجرائم التي لا تميز بين الجيد والسيئ والتي ترهب العالم كله.
يتغير الاقتصاد العالمي والأوروبي وايضا والاقتصادات الإقليمية والعربية في ظل ورشة إعادة هيكلة كبيرة ومرحلة إعادة تنظيم كبرى.
لا يزال الاقتصاد الأوروبي في حالة ركود في حين أن الاقتصاد في العالم العربي يمر بأوقات صعبة محاولا البقاء واقفا على قدميه في مع سعر برميل البترول دون 50 $ في ظل عدة حروب مجاورة (سوريا، ليبيا، اليمن، العراق ….) التي تشكل عبءا ثقيلا على هذه الدول النفطية”.
وأضاف: “تقوم الشركات الخاصة- مهما كان نشاطها- التجارية، الصناعية، والتكنولوجية والمالية، وشركات الخدمات بإعادة هيكلة لمواكبة هذه التغيرات المتعددة التي يصعب إدارتها، سواء على الصعيد المالي والبشري.
لم نعد قادرين على إدارة شركاتنا واقتصاداتنا ودولنا بنفس الطريقة التي كنا نديرها بها قبل بضع سنوات. لم تعد نقاط القوة لدينا ومزايانا التنافسية السابقة وعوامل النجاح الرئيسية التي كنا نتمتع بها صالحة بل يمكن أن تصبح نقاط ضعف لدينا اليوم. ولذلك فمن المهم أينما كنا موجودين في جميع أنحاء العالم، أن يكون لدينا خطط واستراتيجيات وأهداف نقوم بمراجعتها بانتظام وتكييفها واعادة تكييفها مع الظروف البيئية والإقليمية والعالمية (التي تعاني من اضطراب كامل) من أجل التمكن من المثابرة والنمو.
وبالتالي، من الضروري بناء شراكات موثوقة مع رجال الأعمال الأوروبيين وخلق التآزر الإنتاجي بغية تنفيذ استراتيجيات جديدة من اجل النمو والتطور. علينا أن نتشارك معرفتنا، وخبراتنا، ومنتجاتنا، وخدماتنا، بحيث يمكن لكل منا تنويع أنشطته بشكل مستقل أو تبادلي أو معا من خلال نظام تحالف استراتيجي على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل”.
وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، يجب على مواردنا البشرية وكذلك القوى العاملة المؤهلة وذات الخبرة، التواصل لتبادل المعلومات والتقنيات، وحتى استخدام النخبة التي نبحث عنها جميعا وراء حدودنا، من كلا الجانبين.
ثانيا، نحن بحاجة إلى زملائنا الأوروبيين لنكون قادرين على النمو والتطور في أسواق جديدة كما وأنهم بحاجة لنا بالتأكيد للتطور في الأسواق العربية في الشرق الأوسط.
يمكن النظر الى لبنان أو فهمه على أنه سوق صغيرة مؤلفة من 4 ملايين شخصا، ولكن في رأينا المتواضع هذه النظرة غير صحيحة. يجب اعتبار لبنان على انه البوابة المفضلة تجاه منطقة الشرق الأوسط بأسرها. هذا الشرق الأوسط الذي يشهد حاليا مرحلة إعادة هيكلة والذي يمثل سوقا ضخمة مع الطلب المتزايد باستمرار. ليس سرا على احد بل هذا واقع أن معظم شركات القطاع الخاص المحلية لدينا تعمل، وتستمر وتنمو من خلال فروعها ووجودها الإقليمي والدولي.
كما أننا قد نحتاج إلى بعضنا البعض للدخول الى الأسواق المتنامية: أمريكا اللاتينية وأفريقيا، حيث سبقتنا الى هناك عدة أجيال من بلداننا منذ فترة طويلة.
ويمكن لإيران أيضا ان تمثل حقلا لديه إمكانيات كبيرة ينبغي استكشافها معا.
غدا الجمعة 27 نتشرين الثاني ، سنتوجه إلى إيران على رأس أول وفد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين لاستكشاف هذه السوق الجديدة ذات الإمكانيات الكبيرة. وأود أن اشدد بصوت عال وواضح أنا تحركنا هو اقتصادي بحت يتعلق بالاستثمار والنمو بعيدا عن أي اعتبار آخر. سنحمل بفخر العلم اللبناني في يد وفي اليد الاخرى علم رجال الأعمال اللبنانيين الذي زرعناه وسنزرعه بنبل وفخر في جميع بلدان العالم. نحن نحن نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على سمعة رجال الأعمال اللبنانيين الدولية الذين يتسمون بالمرونة ولا تعيقهم أي عقبات ويحققون دائما بفخر النجاح في جميع أنحاء العالم.
على المستوى الإقليمي، يزداد الصراع السوري تعقيدا يوما بعد يوم، فيما يهز صوت البنادق أو بالأحرى صوت الطائرات الحربية المنطقة بأكملها مع المزيد والمزيد من إراقة الدماء. هذه الحرب هي عبئ ثقيل على بلدنا، واقتصادنا، وتوازننا الاجتماعي وأمننا”.
وقال: “بدأت مشكلة النازحين السوريين الكبيرة التي تشكل عبئا كبيرا على لبنان منذ أكثر من 5 سنوات تمتد الآن إلى أوروبا. لدينا دور إنساني تجاه هؤلاء الناس الذين يفرون من الحرب ويعيشون في ظروف مأسوية ومؤسفة. نحن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم ولكن ضمن امكانياتنا وقدراتنا العامة والخاصة المتواضعة. لسوء الحظ، ليس بامكان طرقنا ومدارسنا و مستشفياتنا ومرافقنا ومجتمعاتنا أو البنية التحتية لدينا التي كانت اصلا غير مستقرة وغير قادرة على تلبية احتياجات 4 ملايين لبناني، تأمين احتياجات أكثر من 1.5 مليون شخص في أراضينا. الحلول ليست محلية أو حتى إقليمية بل هي بالأحرى دولية. هناك حل واحد فقط لهذه الهجرة الجماعية الا وهو وضع حد بأية وسيلة كانت لهذه الحرب المدمرة في سوريا.
ومع ذلك، يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن لأي حرب ان تستمر وإعادة إعمار سوريا، والتي تجاوزت 500 مليار دولار سوف تمر بشكل رئيسي عبر لبنان. يتم التخطيط للحروب وراء الكواليس من قبل أيادي خفية ولكن أيضا تتم تسوية النزاعات وراء أبواب مغلقة، ويمكن لحمائم السلام ان تطير عندما لا نكون نتوقعها ابدا. بالفعل، الفائز غدا سيكون أول رجل أعمال لديه الشجاعة والجرأة والذي سيحمل غصن الزيتون في يد ومجرفة في يده الأخرى لإعادة الإعمار متوجها انحو هذه الأرض الخصبة في الوقت المناسب. وبالتالي، فمن الجوهري أن نكون على استعداد منذ لآن لموقع العمل العظيم هذا”.
وختم: “للأسف، نحن لسنا جزءا من جغرافيا المجتمع الأوروبي، ولكن البحر الأبيض المتوسط هو صلة الوصل بيننا في حين تربطنا علاقة أخوية مع بلدكم آتية من صميم القلب ونقشت في ثقافتنا والأجيال السابقة والمستقبلية.
من المهم تعزيز تعاوننا والتشجيع على خلق مساحة متوسطية متكاملة وموحدة، وكذلك ان نتعهد معا بالمساعدة في دعم تنمية المشاريع الأورو- متوسطية من أجل رفع مستوى الوعي بشأن تحديات التقارب الاقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وتشجيع ظهور الشعور بالانتماء إلى منطقة إقليمية مشتركة.
يجب أن تكون أهدافنا مشتركة لخلق فرص عمل وتشجيع الإبداع وخلق القيمة، وتوليد النمو وتحسين مستوى معيشة سكان البحر الأبيض المتوسط.
لا شك أننا بلد صغير ولكنه يتعامل مع اكبر الدول والقارات. لبنان هو ارض الموهوبين وفرصة عظيمة ومباركة من قبل يد إلهية تحميه دائما. بلدنا هو رسالة، وأرض مقدسة، ونحن لن ندعه يفلت من بين أيدينا، إذ سنستمر ونثابر مهما كانت المخاطر والصعوبات”.
لاسن
ثم تحدثت لاسن، وقالت: “طالما كانت أوروبا وهذه المنطقة مرتبطتين ارتباطا وثيقا، ونحن جيران. لكنني أعتقد أن السنوات القليلة الماضية أظهرت لنا بوضوح أكبر تشابك مصائرنا ولا سيما خلال الشهرين الماضيين والأسابيع الفائتة”.
ولفتت إلى أن “المشاريع التي مولها الاتحاد الأوروبي في لبنان شملت أكثر من 500 بلدية، وقطاع التعليم المهني، وإدارة النفايات وحماية البيئة ورفع مستوى إدارة السجون، والتشغيل الآلي لمحكمة العدل في بيروت، ودعم الصناعات الإبداعية، وبناء قدرات حاضنات الأعمال، والإدارة المتكاملة للحدود، وتحديث الجمارك”.
وأضافت: “قدم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء منذ عام 2012 أكثر من 500 مليون يورو للبنان للاستجابة لمواجهة تداعيات الأزمة السورية من أصل 4 مليارات أورو للمنطقة. لم يذهب هذا المال لمساعدة اللاجئين حصرا، بل أيضا للمجتمعات اللبنانية المضيفة”.
وأشارت من جهة أخرى إلى أن “لبنان يتمتع بإمكانات كبيرة، وأنا أومن فعلا بقدرة رجال الأعمال اللبنانيين على التكيف والتعافي وحيويتهم”.
ثم كان نقاش بين الحاضرين.