اعتبرت أوساط سياسية في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية أن مجيء النائب سليمان فرنجية إلى الرئاسة اللبنانية، يمكن أن يشكّل جزءاً من الضمانات لمرحلة ما بعد نظام الأسد، على مستوى التوازنات في سورية كما في لبنان، وخصوصاً أن فرنجية، اللصيق بـ “حزب الله” يمكن أن يشكّل عامل طمأنة للحزب يعوّض له خسارة حليفه الاستراتيجي أي الأسد.
وبهذا المعنى، تعتبر الأوساط أن حركة الرئيس سعد الحريري، غير معزولة عن مناخ إقليمي ودولي، وأنها إشارةُ بدايةٍ لتحضير الواقع اللبناني لـ “هضْم” فكرة انتخاب فرنجية وتوفير التوافق حوله، لافتة إلى صعوبة تَصوُّر أن يكون زعيم “المستقبل” يفتح “على حسابه” في مسألة ذات أهمية إقليمية، ومتوقّفة في هذا السياق عند الرّسالة التي وجّهها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى رئيس الحكومة تمام سلام لمناسبة الاستقلال وأكد فيها أنه “الآن الوقت المناسب لانتخاب رئيس للجمهورية”.
وفي المقابل تعبّر أوساط سياسية أخرى عن اقتناعها بأن ما يجري في الملف الرئاسي، هو في إطار محاولة من “حواضر البيت” اللبناني لـ “اقتناص” مخرج من المأزق السياسي في ظل غياب لبنان عن “الرادارات” الخارجية، ومخاوف أطراف محلية، ولا سيما “المستقبل”، من مخاطر امتداد حال الانتظار وما يترتب عليها من انهيارات متوالية للدولة ومؤسساتها.
ومن هنا، وضعت هذه الأوساط ما يقوم به الحريري من خلال الكوة التي فتحها في جدار الانتخابات الرئاسية عبر فتح حوار مع فرنجية، في سياق إحراج الفريق المعطّل للانتخابات الرئاسية عبر عدم ممانعة السير بمرشح من “قلب بيت” 8 آذار، باعتبار أن هذه هي “الخرطوشة” الأخيرة التي يمكنها إنقاذ البلاد من حال الشلل، على أن تكون هذه المحاولة من ضمن خريطة طريق تشمل مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية، سواء على مستوى الحكومة رئاسةً وتركيبة وقانون الانتخاب، إضافة إلى ضمانات تطمئن لها جميع المكونات اللبنانية.
على أن الأوساط نفسها، تعتبر أن من الصعوبة بمكان تَصوُّر إمكان إحداث خرق “محلي” في الملف الرئاسي اللبناني في غمرة اشتداد “التطاحن” الإقليمي – الدولي في سورية واليمن، والذي يؤشر إلى مزيد من التعقيدات ليس أدلّ عليها من “المواجهة الجوية” الروسية – التركية والتي بدت مرتبطة في خلفياتها بالصراع على إقامة المنطقة الآمنة في شمال سورية.
كما ترى هذه الأوساط، أن اللحظة الداخلية قد لا تكون ملائمة للسير حتى النهاية بخيارات رئاسية يمكن أن تفضي إلى عملية خلط أوراق دراماتيكية في التحالفات، من شأنها أن تطيح بتحالفيْ 8 و 14 آذار، وتترك “جروحاً” سياسية – طائفية قد تعيد البلاد إلى مناخات أكثر تعقيداً.