Site icon IMLebanon

“تعرّف إلى نفسك وإلى ذاتك”

“تعرّف إلى نفسك وإلى ذاتك” هو جديد سلسلة ’تعرّف إلى…‘ التي تفرّدت بها علوم باطن الإنسان-الإيزوتيريك، وهو الكتاب الثاني والخمسون للدكتور جوزيف مجدلاني (ج ب م)، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت- لبنان. يتضمّن الكتاب 224 صفحة من الحجم الوسط ليقدّم تعمّقًا دؤوبًا في مجاهل الإنسان، شاملًا الكائن البشري وبواطنه، نفسه وذاته، وما تحويانه من حقائق لم يتطرّق إليها أحد من قبل…

في الصفحات الأولى، يتوجّه الكاتب إلى القارئ باختبارات حسّية، ليكشف في فصول الكتاب عن حقائق لم تخطر في البال… وعن مواقع الفصل بين الذات والنفس، وبين النفس والشخصية البشرية، وبين الواقع الظاهري وما يقبع خلف ستارة الباطن: “أغمضْ عينيك، هدِّئ أفكارك، ثمّ تعمّق بتركيز فيها… ماذا تشعر، ماذا تَرى؟! هل تَرى شاشة سوداء، أو خيالات ضبابية مهتزّة ترقُّ حينًا وتتكثّف أحيانًا، أو يشغلك صخب أفكارك وهي تتسابق وتتقافز من فكرة إلى اخرى؟! تعمّق أكثر في ما تراه أو تفكّر به، ثمّ تساءل عن ماهيّة ما تشاهده، ما تفكّر به، وما تشعر به…”.

أين تكمن الذات، وأين تكمن النفس؟ ما هي ماهية كلّ منهما؟ ’شكلها‘، ’لونها‘ أو طبيعتها، إنْ صحّ التعبير؟! هي بعض من الأسئلة التي يجيب عنها الكتاب، فيتوسّع القارئ في فهم حقائق الكيان الإنساني والوجود الذي يحويه…

في قسمه الأوّل يقدّم الكتاب لمحة عن تاريخ الذات، من الروح إلى النفس، من النور إلى الضوء، من الإنسان الكامل إلى إنسان اليوم، وحقائق لم تُذكَر من قَبل في رحلات الإيزوتيريك في خفايا الذات. أما القسم الثاني، فيتناول نظام الحياة والنظام الشمسي وعلاقتهما بالذات، فيوضّح الروابط بين الذات والنفس والأرض، والروابط الإنسانية الأخرى في الذات، ثمّ يغور في ما تحويه الذاكرة الكونيّة (الأكاشا) من صور الدورات الحياتية على مدّ تاريخ وجود الإنسان. ويختم الكتاب في قسمه الثالث بشرح مفصّل عن ثلاثية الخير – التقدير – الثقة، معالجًا سبب عجز الإنسان المتجسّد عن فهم نفسه، بعدما غارت نواة الخير فيه، بُعيد كارثة الطوفان الأكبر في التاريخ (غرق قارة الأتلنتيد).

هذا الكتاب يرمي إلى الحدّ من ألم جهل النفس للنفس بسبب جهلها لصورتها الأصل القابعة في الذات، أي بسبب جهلها لحقيقتها. فما من سجن أقسى وأشدّ ظلامًا من سجن شفافية الحقيقة في كثافات سلبية الواقع، أو سجن ’الإنساني‘ (في الذات) في محدودية ’البشري‘ (في النفس)، أو سجن شمولية الذكاء في محدودية الفكر الأفقي المادي… حقًا، ما من زنزانة أسوأ من أسْرِ الحرية في متاهات الأنا، التي توازي سجن الروح في عشوائية فوضى اللانظام.

على رسْلِكَ أيها القارئ، تمهّل في دخول الكتاب، فأنت أمام رحلة نحوك، رحلة إليك وفيك وحولك… رحلة فريدة هي حصيلة خبرة نفسية وذاتية؛ رحلة أنتَ فيها الطريق، وأنتَ فيها المسافر، رحلة تنطلق من آنية واقعك فتصل معها إلى حقيقة نفسك وكيانك… تمهّل، لا تستعجل المسير، ولكن لا تبطئ، فأنت على موعد مع حقائق لا تودّ إغفالها…