نقلت صحيفة “النهار” عن مصادر مواكبة للاتصالات بشأن ترشيح رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ان الموضوع صار على “نار هادئة” ريثما تتضح معطيات بعيدا من اختلاط الاوراق الذي شهده هذا الملف وفق توصيف مسؤول كبير. وفي هذا الاطار أرجأ النائب وليد جنبلاط اجتماع “اللقاء الديموقراطي” الذي دعا اليه امس الخميس الى غد السبت ريثما تنجلي المعطيات. وذكرت المصادر ان لا صحة لما تردد أمس عن عزم الرئيس سعد الحريري على الاطلالة إعلاميا قريبا للتحدث عن موضوع الانتخابات الرئاسية.
غير ان معلومات توافرت لـ”النهار” عن بروز تعقيدات عقب الزيارة التي قام بها وزير الصحة وائل ابو فاعور موفدا من جنبلاط أمس لرئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل للاطلاع منه على حقيقة موقف الحزب من ترشيح فرنجية باعتبار ان التغطية المحتملة للكتائب لترشيح فرنجية تخفف وطأة الاعتراض القوي من جانب المعترضين المسيحيين الآخرين على هذا الترشيح.
ولكن، وبحسب المعلومات المتوافرة لـ”النهار” لم يبد موقف الجميل ملائما لترشيح فرنجية اذ انه على رغم تأكيد العلاقة الايجابية التي تجمعه والحزب برئيس “المردة” شدد الجميل على ضرورة توافر ضمانات وشروط اساسية تتعلق بموقف فرنجية من حياد لبنان واعتماد سياسة النأي بالنفس عن الحرب في سوريا والموقف من سلاح “حزب الله” وتدخله العسكري في سوريا الذي شدد على انه يهدد لبنان بأوخم العواقب. وتشير المعلومات الى ان ابو فاعور نقل تفاصيل لقائه مع الجميل الى جنبلاط الذي قرر على الاثر التريث في عقد اجتماع لـ”اللقاء الديموقراطي” اليوم.
اما في ما يتعلق بالزوايا الاخرى من المشهد الداخلي، فتوضح مصادر مواكبة للاتصالات السياسية ان “حزب الله” نأى بنفسه عن اي توجه اعلامي او رسمي علني في شأن مسار ترشيح فرنجية تاركا للاتصالات الجارية مع حلفائه ولا سيما منهم رئيس “تكتل التغيير والاصلاح “العماد ميشال عون والنائب فرنجية بالاضافة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان تأخذ مجراها بعيدا من دلالات الاحراج الذي وجد الحزب نفسه امامه عقب تغيب العماد عون عن الجولة الاخيرة من الحوار في عين التينة والذي عكس بوضوح تصاعد الازمة الصامتة بينه وبين فرنجية.
وفيما نقلت المصادر عن اوساط في قوى 8 آذار ان تصريحات النائب فرنجية بعد جولة الحوار الاخيرة الاربعاء الماضي قد تكون تركت اثرا متسرعا على المساعي الجارية لبلورة الاطار العام للتسوية اكدت هذه المصادر انه على رغم الصمت الذي تلزمه القوى المسيحية الرئيسية فان الجميع باتوا على معرفة ان موقف العماد عون يتسم بالتشدد والتصلب برفض سحب ترشيحه او تجيير رصيده لأحد غيره.
صحيفة “السفير” نقلت عن شخصية مسيحية “عتيقة” تعليقها على إمكان نجاح التسوية المفترضة لفرنجية رئيسا: “ستتقلص مساحة عظات البطريرك وبيانات مجلس المطارنة الى النصف تقريبا”.
وتقول أوساط كنسية لـ”السفير” ان “البطريرك الراعي منذ البداية لا يؤيد مرشحا ضد آخر، فمن يصل الى بعبدا فنحن معه. واذا ما رست التسوية على فرنجية كمرشح توافقي، فالكنيسة تبارك لأنها تريد إنهاء الشغور، ولأن سليمان بيك من بيت عريق وله حيثيته وهو من بين الاقطاب الاربعة”.