Site icon IMLebanon

شبه إجماع على صعوبة إنجاز صفقة “فرنجية”

samir-geagea-michel-aoun

بانتظار جلاء حقيقة مشروع التسوية لإنهاء الفراغ الرئاسي، لا تزال الطبقة السياسية اللبنانية تعاني من ارتباك واضح نتيجة صدمة اللقاء الذي لم يكن متوقعاً بين رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية.

وإذا كانت معظم القوى والأطراف والشخصيات تتريث لإعلان موقفها، إلا أن ثمة شبه إجماع على صعوبة إنجاز هكذا صفقة لأسباب عدة.

في الجانب المسيحي، التزم الطرفان الرئيسيان “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” الصمت حتى الآن، إلا أن مصادرهما بدأت تحدثت لصحيفة “السياسة” الكويتية عن تحالف مقبل بين الفريقين، لقطع الطريق على ترشيح فرنجية، حتى لو جرى تبنيه من معظم القوى الأخرى. فإذا مضت التسوية حتى النهاية، فسينتخب فرنجية من دون أصوات نواب الفريقين، وهي كتلة وازنة من الأصوات المسيحية ولكنها غير قادرة على تعطيل النصاب أي 86 نائباً، حسب ما تؤكد المصادر.

وللتذكير فإن ثمة تاريخاً مشتركاً بين رئيس “القوات” سمير جعجع وزعيم “التيار” النائب ميشال عون، في إسقاط المرشحين المفروضين من الخارج، وأشهر المحطات تمثلت أولاً في إسقاط ترشيح الرئيس سليمان فرنجية جد المرشح الحالي، ولاحقاً إسقاط تسوية أميركية – سورية على اسم المرشح مخايل الضاهر، وذلك قبيل نهاية ولاية الرئيس أمين الجميل في العام 1988. يومها جرى استخدام الوسائل كافة، ومنها العسكرية، لأن لبنان كان لا يزال في حالة حرب أهلية، لتعطيل جلسة انتخاب كانت مقررة في 18 اب 1988 وكان مرشحها الوحيد فرنجية، إلا أن الظروف مختلفة اليوم ولا وجود للقوى العسكرية، وإنما يمكن للطرفين المعنيين اللجوء إلى الشارع والتظاهرات.

من جهة ثانية، لا يبدو “حزب الكتائب” ومعه المستقلون المسيحيون والوسطيون مرتاحون لترشيح فرنجية، إلا أن المعارضة هنا أقل حدة، ويمكن تذليلها، لتأمين حد أدنى من الحضور المسيحي في جلسة انتخاب الرئيس العتيد. ولكن في المقابل ثمة من يتحدث أن الكتلة المسيحية الوسطية هي التي ستشكل بيضة القبان، لتأمين نصاب انتخاب فرنجية.

على الجانب الآخر، يبدو النائب وليد جنبلاط موافقاً على فرنجية ولكنه يتريث، فهو سبق وأعلن استعداده لانتخاب الأخير، لكنه قال أيضاً إنه مستعد لانتخاب عون.

وكل ذلك أتى في إطار التعبير عن القلق من استمرار الشغور الرئاسي، وليس تعبيراً عن موقف نهائي. والأمر نفسه يمكن أن يقال عن رئيس مجلس النواب نبيه بري المعروف عنه أن لديه مرشحاً من اثنين، إما الوزير السابق جان عبيد، وإما قائد الجيش العماد جان قهوجي. ولكن موقف بري مرن للغاية. تبقى عقدة لا تقل أهمية وحجماً عما هو موجود في الجانب المسيحي، أي عقدة “حزب الله” الذي سيسير حتماً بفرنجية، ولكن من دون خسارة الحليف المسيحي الأساسي عون.

وهذه معادلة صعبة لا أحد يعرف كي سيفك شيفرتها “حزب الله”، إلا أن المرجح أن الحزب سيلتزم بما تقرره طهران في هذا المجال، وسيترك حليفه عون لمصيره، بعد أن استنفد الحاجة منه. وبرأي الحزب أن التسوية لو حصلت ووصلت إلى خواتيمها، فستكون تعبيراً عن توافق إقليمي – دولي على تحييد لبنان نهائياً عن الصراع السوري. ولا يمكن لأحد الوقوف في وجهها.

هذا التوافق غير موجود حالياً، وبنظر المتشائمين، أنه لن يبصر النور قريباً في ظل احتدام الاشتباك الإيراني – السعودي، والروسي الغربي-التركي-العربي. هذا التشاؤم هو بمثابة بقعة الضوء لدى كثيرين وفي مقدمهم عون وجعجع، لأنه يعني أن انتخاب فرنجية رئيساً، ليس سوى ضرب من الخيال.