IMLebanon

هل تلغى الـ3 مليارات السعودية؟

lebanese-army

 

يعبر احد المسؤولين الفرنسيين المواكبين لملف صفقة الثلاثة مليار دولار السعودية لصحيفة “السفير” عن تشاؤمه، بعد دخول الصفقة، مرة ثانية، نفق الانتظار الطويل، مع التمسك بفسحة من الامل بالافراج عنها في الرياض بقرار ملكي سعودي، ويقول أيضا أن الرياض طلبت مجددا “ابطاء عملية تنفيذ الصفقة”، فيما لم يحصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على اي جواب من الملك سلمان بن عبد العزيز، عن مصير الهبة، عندما التقاه في الرياض في ايار الماضي.

ويقدم المسؤول الفرنسي معطيات تحث اكثر الضباط اللبنانيين على التشاؤم، وابعد مما قاله العماد جان قهوجي، ذلك أنه بعد أن طلبت وزارة المال السعودية مطلع هذه السنة، من الجانب الفرنسي، تجميد اي اتفاقات مع الشركات المصنعة او البائعة للاسلحة المطلوبة لبنانيا، كان من المنتظر ان يعمد الجانب السعودي الى تفعيل العمل بالاتفاق واطلاق المفاوضات مع الشركات الفرنسية، وابرام اتفاقات معها، ليبدأ تسليم او تصنيع المعدات والاعتدة المتفق عليها قبل نهاية السنة الحالية. وقد انتظر الفرنسيون ان يستأنف العمل في تشرين الاول الماضي، بالاتفاق الفرنسي السعودي اللبناني، الموقع في شباط 2015 “نحن مجمدون من دون طلب رسمي هذه المرة، فلقد تأخرنا عن المواعيد المتفق عليها للتسليم نحو ستة اشهر، وقد تتأخر الصفقة برمتها من خمس الى ست سنوات، بعد ان كان الاتفاق الاولي، قد قضى بتنفيذها خلال خمس سنوات”.

هذه المرة، لم يلجأ السعوديون الى تقديم اي رسالة تجميد جديدة، بل عمدوا الى ما هو أبعد، اذ اقدموا على تجميد رصيد الـ400 مليون دولار المدفوع منذ نيسان الماضي من ضمن صفقة المليارات الثلاثة، والمودع في مصرف فرنسي “وهم طلبوا منا عدم استخدام الرصيد”.

ويقول المسؤول الفرنسي: “مهما بلغت قيمة او نوعية الاعتدة والمعدات، لن ترى النور، قبل رفع التجميد، وإنه بات مستحيلا عقد اي اتفاق او شراء اي معدات، ولا يمكنك اقناع اي شركة فرنسية بذلك، اذا لم تحصل على جزء من المبلغ المطلوب على الاقل، لتحريك الصفقة”، وأضاف: “كل المفاوضات مع الشركات الفرنسية مجمدة، وطالما الطلب من دون رصيد، يصنف في خانة النصب والاحتيال بنظر القانون الفرنسي، لكننا نعتقد ان الامور قد تنفرج قبل نهاية العام الحالي”.

المسؤول الفرنسي، يؤكد ان كل الجوانب التقنية والادارية في الصفقة مكتملة. اللبنانيون اختاروا الاسلحة، بالتفاهم معنا ومع السعوديين، ومن دون اعتراضات، لكن التغيير الوحيد هو شطب مروحيات الـ “غازيل” من لائحتهم، وهذا جرى منذ بداية المفاوضات، وهم اختاروا نهائيا مروحيات “البوما”، بنماذج مختلطة (قتالية وناقلة للجنود). السعوديون طلبوا مع ذلك ايضا ثلاثة ايضاحات من الجانب الفرنسي، خلال فترة التجميد وهي الآتية: “معرفة الجهة التي ستستلم الاسلحة، خطط التسليم ومواعيدها، نوعية الاسلحة والاعتدة”.

تنتاب الجانب السعودي مخاوف كبيرة بشأن الاسلحة التي تعهد بشرائها للجيش اللبناني، وتحديدا تزايد هواجسهم من ان تقع بيد “حزب الله”، خصوصا بعد انخراط الأخير في القتال الى جانب الجيش السوري.

هل يمكن إلغاء الصفقة ـ الهبة؟

“لا اعتقد ذلك”، يقول المسؤول الفرنسي “لم يحدث ان ألغت السعودية صفقة من هذا النوع من قبل، طبعا درجة الخطر صفر غير موجودة، نحن لم نوقع معهم صفقة بالاحرف الاولى، انه عقد مبرم، ولو ألغوا العقد، فان ذلك سينال من هيبتهم، وسيكون لذلك نتائج سياسية وديبلوماسية كبيرة، وليس لهم اي مصلحة عقدية او سياسية وهم لن يستردوا المقدم المدفوع (الـ400 مليون دولار) لاسباب قانونية وعقدية.. لكننا نثق بانهم سيعودون الى تفعيل الصفقة، وسينفذون العقد، وسيدفعون قبل نهاية العام الحالي”.