Site icon IMLebanon

عبد الرحمن جوهر.. استنجد بعائلته من نصف البحر وانقطعت أخباره!

 

لا يزال مصير الشاب الطرابلسي المهاجر عبد الرحمن جوهر (19 سنة) مجهولاً، وقد غادر لبنان منذ شهر ونصف، وقطع الاتصال به، ويُفيد شقيقه خالد أنه “مفقود، لا نعلم عنه شيئًا، ولا نعلم إن غرق او حصل له أيّ مكروه، فهو لم يتصل بنا أبدًا، ولكنه عندما كان في البحر استنجد بنا وأرسل تسجيلاً صوتيًّا”.

غادر عبد الرحمن لبنان إلى تركيا، ومن المطار الدولي الى إزمير بالطائرة، ثمّ بالزورق الى اليونان وفقد الاتصال به بين إزمير واليونان، بحسب ما روى خالد، مفيدًا أن”البنزين نفد من الزورق، فحاول شقيقي إكمال طريقه بالسباحة، وقال لأصدقائه على الزورق قبل ان يغطس ان والده دفع مبلغ 1500 دولار، وأنه لن يعود الى لبنان فبذلك يذهب تعب والده هدرًا”، وقال: “سامحوني”، وفقد منذ ذلك الوقت.

ليست حادثة عبد الرحمن الأولى من نوعها في بيت جوهر الذي يمكن أن يصنّف بـ”البيت المنكوب”، فبالإضافة إلى عبد الرحمن، خسرت العائلة اثنين من أبنائها.

يقول خالد: “شقيقي عبد الله كان عمره ٤١ عامًا، حاول الهجرة الى استراليا بطريقة غير شرعية منذ سنتين بسبب البطالة والفقر وأراد ان يغيّر حياته، وحياة عائلته، وظروفه الصعبة، ولكنه غرق في العبارة في اندونيسيا. وأحضرنا جثته الى هنا”.

ويتابع خالد مسار أولاد العائلة البائسة، فيذكر أن “شقيقي الصغير أحمد، ويبلغ من العمر 14 سنة، توفّي صعقًا بالكهرباء عندما كان يغسل ثيابنا، وقد توفى شقيقاي في الشهر عينه، الصغير أولاً ثم الكبير”.

لم يكفِ عائلة جوهر خسارة أبنائها، فهي لديها ايضا ابن “مسجون بقضية ارهاب والتعدي على الجيش”، بحسب خالد.

وعائلة جوهر تعيش على ما يبيعه الوالد عمر من القهوة على عربته، وفيها ما يقارب العشرة أشخاص. يقول خالد: “أعيش في البيت مع والديّ، ووالدتي، وشقيقتي، وزوجة شقيقي عبدو (٣٩ سنة)، الذي هاجر الى المانيا منذ ثلاثة شهور، ووصل، وبقيَ ابنه الصغير معنا”.

ويستطرد قائلاً: “يؤمن والدي 8 أو 9 آلاف ليرة يوميًّا من بيع القهوة، وهو مريض، ونطقه صعب، وكان قد أُصيب في الحرب سابقًا، وأنا أُساعده قليلا في مصروف البيت، فأنا أعمل في الدهان،والله يدبر. أما والدتي فقد أجرت عملية جراحية أيضًا،ولكنها تعافت، وهي بخير، أما جرحها العاطفي فكبير، ودمعتها لا تجفّ”.