الفونس ديب
حقق مرفأ بيروت حتى تشرين الاول من العام الجاري نموا ملحوظاً في نشاطه، رغم التراجع في حركة الحاويات، حيث سجل المرفأ رقما قياسيا تاريخياً في عدد الحاويات المصدرة والمليئة بالبضائع اللبنانية، فيما لامست عائداته الـ200 مليون دورلار.
واوضح رئيس غرفة الملاحة الدولية لبنان ايلي زخور لـ»المستقبل» ان تراجع حركة المسافنة يعود الى ضعف الحركة التجارية في الدول المجاورة. ولفت الى انه لولا وجود محطة حاويات ذات مواصفات عالمية في مرفأ بيروت لما تمكن لبنان من انقاذ اقتصاده لا سيما الصناعيين والمزارعين من تداعيات توقف النقل البري، مؤكدا ان «الازدحام انتهى كلياً في المرفأ، وحاليا البضائع تخرج بانسيابية تامة الى السوق الداخلية».
الارقام
وأظهرت الارقام الصادرة عن المرفأ، انخفاض عدد البواخر التي رست داخل المرفأ في تشرين الاول الماضي بنسبة 13،3 في المئة الى 150 باخرة مقارنة مع 173 باخرة في تشرين الاول 2014، في حين ارتفع الشحن العام بنسبة 9،7 في المئة الى 706 آلاف طن مقابل 643 الف طن في تشرين الاول 2014.
وبالنسبة للسيارات المستوردة عبر المرفأ، فقد ارتفع عددها بسنبة 39 في المئة الى 10 آلاف و744 سيارة مقابل 7 آلاف و732 سيارة، وسجل عدد المسافرين ارتفاعا في هذا الشهر بنسبة 91 في المئة الى 1233مسافرا مقابل 645 مسافرا خلال الشهر نفسه من 2014.
أما الحاويات، فسجلت انخفاضا نسبته 5 في المئة الى 90 الفا و577 حاوية مقابل 95 الفا و486 حاوية سجلها المرفأ في تشرين الاول 2014، في حين ارتفعت عائدات المرفأ خلال هذا الشهر بنسبة 19،2 في المئة الى نحو 21،8 مليون دولار، مقابل 18،3 مليونا في تشرين الاول 2014.
وفي الاشهر العشرة الاولى من العام الجاري، أظهرت الاحصاءات انخفاض عدد البواخر التي رست في المرفأ بسنة 10،9 في المئة الى الف و477 باخرة مقابل الف و658 باخرة في الفترة نفسها من 2014، في حين انخفض الشحن العام بنسبة 1،7 في المئة الى 6 ملايين و802 الفي طن مقابل 6 ملايين و920 الف طن.
وبالنسبة لعدد السيارات، ارتفع عددها بنسبة 18 في المئة الى 88 الفا و555 سيارة مقابل 75 الفا و35 سيارة حتى تشرين الاول 2014، وارتفع عدد المسافرين الذين عبروا المرفأ خلال هذه الفترة بنسبة 19 في المئة الى 6 آلاف و266 مسافرا مقابل 5 آلاف و276 مسافرا في الفترة نفسها من العام 2014.
أما الحاويات، فانخفض عددها حتى تشرين الاول من العام الجاري بنسبة 7 في المئة الى 948 الفا و653 حاوية، مقابل مليون و20 الفا و653 حاوية، فيما ارتفعت عائدات المرفأ بنسبة 11 في المئة الى نحو 199 مليون و343 الف دولار.
زخور
وفي هذا الاطار، أوضح زخور لـ»المستقبل» ان «انخفاض عدد الحاويات العام حتى تشرين الاول 2015 مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي يعود الى تراجع حركة المسافنة في مرفأ بيروت باتجاه المرافئ في الدول المجاورة بسبب انخفاض الحركة التجارية في هذه الدول لا سيما سوريا وتركيا ومصر واليونان»، مشيرا الى سبب آخر يتمثل بارتفاع حركة المسافنة بشكل كبير الى مصر في في حزيران 2014 بسب الاضراب في مرفأ بور سعيد في هذا الشهر».
ولفت الى ان حركة المسافنة في مرفأ بيروت انخفض من 380 الف حاوية حتى تشرين الاول 2014 الى 292 الف حاوية حتى تشرين الاول 2015، اي ما نسبته 23 في المئة».
وفي المقابل أكد زخور ان الحركة في مرفأ بيروت هي جيدة وتنمو باضطراد، وهذا يبدو واضحا من ارتفاع عدد الحاويات المعدة للاستهلاك المحلي التي ارتفعت بنسبة 3 في المئة الى 313 الف حاوية مقابل 305 آلاف حاوية في الفترة نفسها من العام 2014، كما سجل عدد الحاويات المصدرة والمليئة بالبضائع اللبنانية رقما قياسيا تاريخيا حيث سجل ارتفاعا نسبته 31 في المئة الى 76 الف حاوية مقابل 58 الف حاوية في الفترة نفسها من العام 2014»، مشيرا الى ان ذلك جاء نتيجة توقف التصدير البري، واعتماد الصناعيين والمزارعين على النقل البحري لتصدير منتجاتهم.
وقال زحور: «لولا وجود محطة حاويات متطورة وذات مواصفات عالمية في مرفأ بيروت وتستقطب أهم الخطوط الملاحية العالمية، لم نستطع انقاذ الاقتصاد اللبناني لا سيما الصناعيين والمزارعين من تداعيات توقف النقل البري، حيث وفرت لهم وبسرعة كبيرة وسائل نقل بحرية بديلة الى اسواقنا التقليدية في الدول العربية وبالتالي الحفاظ على حصتهم فيها».
وعن موضوع الازحام في المرفأ، قال: «موضوع الازدحام انتهى كلياً مع الاجراءات التي اتخذتها ادارة المرفأ والجمارك، حيث وفر ذلك انسيابا كليا للبضائع المستوردة الى السوق الداخلية».
واضاف: «حاليا، البضائع التي تتمتع بمعايير تسمح لها العبور من خلال الخط الاخضر تخرج من المرفأ خلال 48 ساعة، اما البضائع التي تمر عبر الخط الاحمر، فتخرج خلال 6 ايام على أبعد تقدير».
