“اليونان أو إيطاليا تبيع لي جزيرة وسوف أعلن استقلالها وأستقبل اللاجئين وأوفر وظائف لهم إذ سيقومون ببناء بلدهم الجديد”.
فكرة مجنونة- كما وصفها صاحبها- لكنها منطقية، وعلى الرغم من بساطتها إلا أنها تعطي إنطباعا عن عقلية مبتكرة ومنظمة لرجل يصفه البعض بأنه “إمبراطور الإتصالات في أفريقيا”.
صاحب الفكرة هو ثاني أغنى رجل في مصر رجل الاعمال نجيب ساويرس.
صفقة الاستحواذ على Euronews
لم تتوقف أفكار نجيب ساويرس عند هذا الحد بل نجح أيضا في الاستحواذ على 53% من أسهم شبكة Euronews الإخبارية العالمية بقيمة 35 مليون يورو، وفي تعليقه على هذه الخطوة قال ساويرس أن سبب شرائه لتلك الحصة هو أيصال صوت مصر لأي مكان في الخارج، وأكد ساويرس أنه يعتزم المحفاظة على حيادية قناة Euronews التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة ليون الفرنسية.
وأوضح رجل الأعمال المصري إن شبكة Euronews لديها في أوروبا نسبة متابعة تفوق كثيراً شبكة CNN الإخبارية التي اتهمها بأنها لم تعد تنقل المعلومات بصورة واضحة بل تتبنى وجهة نظر.
إذا نحن لسنا بصدد عقلية عادية بل رجل يفكر بشكل مختلف وقد يكون ذلك لكون نجيب ساويرس واحدا من أكبر رجال الأعمال المصرين ونجلا لأغني عائلة مصرية .
وتعد شبكة Euronews واحدة من أكبر شبكات الأخبار التلفزيونية في قارة أوروبا والعالم، وبمجرد استحواذ رجل أعمال مصري الجنسية على هذه النسبة الحاكمة من أسهم هذه الشبكة الإخبارية العالمية انفجر بركان من التساؤلات حول شخصية “نجيب ساويرس” وهل شراء Euronews هو مشروع تجاري أو انه سيتدخل في السياسة التحريرية للشبكة؟
تجربة الإعلام لم تكن الاولى في حياة نجيب ساويرس فهو أطلق قبل ذلك قناة “OTV” التي تم أفتتاحها في 31 يناير 2007 وقناة “ON TV” التي تم أفتتاحها في 6 أكتوبر 2008، وهو مساهم في جريدة “المصري اليوم” أحدى اكبر الصحف اليومية الخاصة في مصر.
النشأة
ولد نجيب أنسي ساويرس في مركز طهطا التابع لمحافظة سوهاج في صعيد مصر في 17 يونيو 1955، وهو الأبن الاكبر لرجل الاعمال أنسي ساويرس رئيس ومؤسس مجموعة “أوراسكوم” المتعددة النشاطات، وشقيق رجلي الاعمال سميح ساويرس وناصف ساويرس.
الدراسة
حصل “نجيب” على دبلوم في الهندسة الميكانيكية من سويسرا، وعلى ماجستير في علوم الإدارة التقنية من المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا، كما حصل على دبلوم من المدرسة الألمانية الإنجيلية.
البداية العملية
منذ أن إنضم نجيب عام 1979 لمجموعة أوراسكوم التي تضم شركات عائلته، ساهم في نمو وتنويع نشاط الشركة لتصبح اليوم أكبر مؤسسات القطاع الخاص في مصر وأكثرها تنوعاً، وتمتلك مجموعة أوراسكوم أكبر حصة رأسمال في بورصتي القاهرة والإسكندرية على الإطلاق.
وكان نجيب ساويرس أول من أسس وشيد الطريق أمام قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمجموعة أوراسكوم، وبعد نجاحه في هذا القطاع وفي قطاعات أخرى بالشركة، قررت الإدارة تقسيم أوراسكوم إلى مجموعة من الشركات المنفصلة وهي: أوراسكوم تيلكوم وأوراسكوم للإنشاء والصناعة وموقعها على الإنترنت وأوراسكوم للفنادق والتنمية وأوراسكوم للأنظمة التكنولوجية.
تأسيس قطاع التكنولوجيا
أنشأ نجيب ساويرس عام 1987 قطاعا للتكنولوجيا في مجموعة “اوراسكوم” والذي ظل يطوره حتى ضم إليه وحدة اتصالات الحاسب من شركة AT&T عام 1990.
عام 1992م تطورت علاقة المهندس نجيب ساويرس في الشركة حتى حصل على وكالة شركة AT&T لأجهزة الاتصالات، كما قام عام 1994 بإنشاء أول شركة للانترنت “إن توت””، وأول شركة للاتصالات عبر الأقمار الصناعية في مصر ESC عام 1996.
كانت انطلاقة ساويرس في عالم الهاتف المحمول عام 1997 بتحالفه مع شركتي France Telecom و Motorola، لإنشاء شركة “موبينيل للاتصالات” التي استحوذت على 70% من الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول في مصر والمعروفة باسم “موبينيل”، بينما كانت الانطلاقة التالية وبداية الانطلاق للعالمية عام 1999 من خلال إنشاء شركة “اورسكوم تليكوم القابضة”.
“أوراسكوم” تخترق الأسواق
اخترقت شركة “أوراسكوم” كل مجالات الاستثمار والتخصصات الاقتصادية ووصل حجم استثماراتها في مصر إلى 900 مليون دولار منذ عام 1995 أي حوالي ملياري جنيه مصري في أنشطة محددة مثل مصنع للأسمدة ومصنعين للأسمنت وثالث للحديد والصلب وآخر للبويات، ومصنع للغازات الصناعية.
الأسواق العربية والأفريقية
ورغم حرص آل ساويرس على التأكيد أن معظم استثماراتهم في مصر إلا أنه كان من الطبيعي أن يمتد نشاطهم الاقتصادي إلى أسواق أخرى.
وعلى مستوى العالم العربي استطاعت شركة “موبينيل” التابعة لـ”أوراسكوم تليكوم” شراء حصة ضخمة من شركة “فاست لنك” في الأردن وشركة “أوراسكوم تليكوم” وتضم ما يقرب من 16 مجموعة وشركة وتتخصص في أعمال الاتصالات وخدمات وأنظمة الانترنت والكومبيوتر.
ثروة عائلة ساويرس
وإذا كانت مجلة Forbes الأميركية قد قدرت ثروة عائلة ساويرس بأكثر من 8 مليارات دولار حصة نجيب ساويرس منها هي 3 مليارات دولار فإن الرقم الدقيق للثروة وغيره من الأرقام المتعلقة به يظل سراً من أسرار العائلة.