IMLebanon

الجزر الأكثر عُرضة لتداعيات التغير المناخي تلتمس الدعم

fiji-people
جيمي سميث

كل ما هو مرئي من مقبرة توجورو قمم لثلاثة شواهد تظهر من تحت المياة الزرقاء الفيروزية للساحل المرجاني في جزر فيجي.

يقول بارني دان، شيخ القرية: “جد جدّي دُفن في هذه المقبرة، لكن الآن لم نعُد قادرين على تقديم عزائنا لأجدادنا. كل عام يواصل البحر الارتفاع، ليزحف نحو مزيد من اليابسة ويُدمّر محاصيلنا ويغمر المنازل”.

الدول الجزر جنوبي المحيط الهادي، مثل فيجي وكيريباتي وجزر مارشال، هي الأكثر عُرضة لتغير المناخ، مع تعرّض مئات الآلاف من الناس الذين يعيشون على السواحل لفيضانات وعواصف عنيفة، مثل إعصار بام، الذي دمّر جزر فانواتو هذا العام.

تتوقّع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن منسوب مياه البحر يُمكن أن يرتفع مترا تقريباً بحلول عام 2100 بسبب ذوبان الجليد القطبي وتمدد المحيطات. هذا مصدر قلق رئيس بالنسبة للعلماء وقادة العالم الذين سيبدأون محادثات في باريس هذا الأسبوع، في محاولة للتوصل إلى أول اتفاق لخفض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية منذ 18 عاماً.

يقول أندي بيتمان، مدير علم المناخ في جامعة نيو ساوث ويلز: “بحلول نهاية هذا القرن، ستكون بعض جزر جنوب المحيط الهادي غير صالحة للسكن”. ويضيف: “الجزر المرجانية المنخفضة هي فعلاً الأكثر حساسية بالنسبة لتغير المناخ”.

ووضعت حكومة فيجي قائمة من عدة مئات من الجزر التي يُهدّدها ارتفاع منسوب مياه البحر وحدّدت 45 جزيرة من المرجح أن يتم نقل سكانها في البداية. كيريباتي، الجزيرة المنخفضة مع عدد سكان يبلغ 100 ألف نسمة اشترت أخيرا ألفي دونم من الأراضي في فيجي، في البداية لضمان قدرتها على إطعام شعبها، لكن أيضاً لتكون مكان لجوء في المستقبل.

في توجورو، القرية التي تبعُد نحو ساعة بالسيارة عن سوفا، عاصمة فيجي، يُصارع دان لإنقاذ قريته. يقول إن أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 42 فردا غادورا هربا من الفيضانات المُنتظمة: “عاشت عائلتي هنا منذ مئات السنين. أنا لا أريد أن نغادر ونخسر ثقافتنا”.

وسيضغط قادة جزر المحيط الهادي على قادة العالم في باريس لتوفير 100 مليار دولار أمريكي سنوياً لتمويل تداعيات التغير المناخي بحلول عام 2020. وهم يريدون من تمويل مشاريع التكيّف، مثل الجدران البحرية، أن يأتي على شكل منح وليس على شكل قروض.

فرانك بينيماراما، رئيس وزراء فيجي، حذّر الشهر الماضي بقوله: “نحن في المحيط الهادي مجرّد مارة أبرياء في أكبر حماقة في أي عصر. ما لم يتحرّك العالم بشكل حاسم في الأسابيع المُقبلة للبدء في معالجة التحدّي الأكبر في عصرنا، عندها فإن المحيط الهادي، كما نعرفه، سينتهي”.

على بعد نحو 150 كيلو مترا شمال شرق توجورو، تحسّنت الحياة اليومية في قرى بوريتو وفانيسينو على ضفاف نهر ريوا منذ تثبيت الحماية من الفيضانات. في إطار مشروع تموّله وكالة المعونات الأمريكية، بنى مقاولون حواشي صخرية على طول ضفاف النهر، لمنع تآكل الشاطئ وبوابات للفيضانات لمنع المياه من أن تُغرق القرى.

يقول كاليفاتي فاتوكاواكا، المُنظّم المحلي في قرية فانيسينو، مُشيراً إلى عمليات المد العالي التي تحدث عدة مرات كل عام: “كنّا نغرق في كل عملية مد كبيرة. بدأنا بناء منازلنا على ركائز متينة، لكن المياه تُدمّر الحقول وتجعل من الصعب زراعة أي شيء”.

كذلك جلبت الفيضانات مخاطر صحية من الأمراض التي تنتقل عن طريق البعوض، مثل حمى الضنك، وإمدادات المياه الملوّثة. ويأمل القرويّون في أن تمكنهم الدفاعات التي تم تثبيتها هذا العام من مواصلة العيش في المنطقة.

لكن محاولة إيقاف زحف مياه البحر في بعض الحالات قد يُثبت في نهاية المطاف أنها بلا جدوى، بحسب بعض العلماء الذين حذّروا من أن منسوب مياه البحر سيستمر في الارتفاع حتى لو تم الاتفاق على تخفيضات حادة للانبعاثات.

الدبابيس التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من خريطة كبيرة مُعلّقة على جدار مكتب بيتر إيمبيرسون، مدير قسم تغير المناخ في حكومة فيجي، تُبيّن مواقع القرى الفيجية المقرر نقل سكانها في الأعوام المُقبلة. يقول: “تم نقل نحو 150 قرويا في فانيدوجولوا أخيرا إلى مناطق مرتفعة على يابسة تبعد نحو كيلومترين للهروب من الفيضانات المُنتظمة. كان هناك تحسّن ملحوظ في طريقة حياتهم”.

ونقلت السلطات عددا من الأحياء حتى الآن بتكلفة بلغت مليوني دولار، لكن إيمبيرسون يُحذّر من أن هناك تكاليف مالية واجتماعية كبيرة لهذه السياسة. ويقول إن نقل سكان الأحياء إلى موقع على مناطق مرتفعة بالقرب من قريتهم في بعض الأحيان هو أمر غير مُمكن، ما يعني أن بعض القرى قد تنتهي إلى أن يتم دمجها في المراكز الحضرية.

في باريس، دول جزر المحيط الهادي تريد التعويض الذي تسعى إليه للمساعدة في تعلّم المجتمعات المنقولة مهارات جديدة والتكيّف مع بيئاتها الجديدة. في توجورو، القرية التي تخلو من المياه الجارية أو الكهرباء، يشير دان إلى أنه يفهم أن مفاوضات باريس تُعتبر حاسمة لمستقبل مجتمعه.

يقول: “أود أن أسأل ما إذا كان بإمكانهم أي قادة العالم القدوم ورؤيتنا ومساعدتنا على إنقاذ كل ما تبقى لدينا لأننا بشر أيضاً. صحيح أننا من أصحاب البشرة السوداء، لكننا جزء منكم يا شباب”.

فانواتو

أعلى نقطة: 1877 مترا.

السكان: 272264 نسمة.

إجمالي المساحة: 12189 كيلو مترا مربعا.

مخاطر المناخ: إعصار بام ترك 75 ألف شخص بحاجة إلى مأوى في عام 2015 ودمّر 96 في المائة من المحاصيل الغذائية.

فيجي

أعلى نقطة: 1324 مترا.

عدد السكان: 903207 نسمة.

إجمالي المساحة: 18274 كيلو مترا مربعا.

مخاطر المناخ: 600 قرية تحت رحمة ارتفاع منسوب مياه البحر، مع ثلاث تم نقلها حتى الآن.

توفالو

أعلى نقطة: خمسة أمتار.

عدد السكان: 10869 نسمة.

إجمالي المساحة: 26 كيلو مترا مربعا.

مخاطر المناخ: ناشدت أستراليا ونيوزيلندا لاستقبال السكان في حال ارتفع منسوب مياه البحر.