بارقة أمل أطلت أمس على صعيد ملف العسكريين المحتجزين لدى جبهة النصرة، يؤمل ان تصل خواتيمها السعيدة بين يوم وآخر، وتشمل تبادل 16 موقوفا وموقوفة في السجون اللبنانية، مع 16 عسكريا لبنانيا اختطفوا من عرسال عام 2014.
والمؤكد ان ثلاث نساء على الأقل بين المقدر الافراج عنهن وهن: سجى الدليمي، طليقة أبو بكر البغدادي التي تزوجها البغدادي لمدة شهر وانجبت له ابنة اسمها هاجر، وقد اعتقلت على حاجز امني في الشمال خلال تشرين الثاني 2014، وجمانة حميد التي اعتقلت على حاجز عسكري في عرسال أثناء قيادتها سيارة مفخخة بما يزيد على 100كلغ من المتفجرات في فبراير 2014 وكانت تتجه من عرسال نحو البقاع الشمالي، وعُلا العقيلي زوجة القيادي في داعش انس جركس، الملقب بابو علي الشيشاني، والتي اوقفت في كانون الاول 2014 في الشمال، ورد ايضا اسما سمر الهندي وليلى النجار.
وضمن اطار خطة التبادل التي لطالما رفضتها الحكومة اللبنانية فإن الامن العام نقل من سجن رومية باتجاه عرسال كلا من الموقوفين: محمد محيي، محمد حسين رحال، محمد عياش، حسين الحجري ومحمد احمد ياسين وايهاب الحلاق وعبدالمجيد غضبان ومحمد علي نجم، وقد تواصل هؤلاء مع هيئة علماء المسلمين.
وتحدثت المعلومات عن هدنة في القلمون السورية، ولمدة يومين تسهيلا لعملية التبادل التي كانت مأمولة أمس، ولهذا ارجأ الرئيس تمام سلام سفره الى باريس الى مساء اليوم ليكون باستقبال العسكريين المفرج عنهم، لكن عملية التبادل تأخرت إلى الاثنين على الأقل وفق معلومات لصحيفة “الأنباء” الكويتية، فيما يكون سلام في باريس يلقي كلمة لبنان في الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر المناخ ويعود إلى لبنان بعد غد الثلاثاء.
المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أعلن عقب لقائـــه الرئيس سلام يوم الجمعــة أن الأمور لم تصل الى خواتيمها بعد، متأملا سحب الملف من التــــداول الإعــــلامي، ودعا إلى عدم اعطــــاء جرعات تفاؤل زائدة، موضحا ان المفاوضات جدية بالفعل، لكن لا يجوز الا يبقى التحفظ سيد الموقف.
حسين يوسف والد العسكري المخطوف حسين يوسف، عبر عن خوف الاهالي مما يحمله ربع الساعة الأخير، املا بسماع خبر مفرح للبنانيين جميعا.
مصادر اعلامية قالت: ان مدير المخابرات القطرية تواصل مع مدير الأمن العام اللبناني منذ نحو أسبوعين وابلغه وجود معطيات مساعدة لعملية التبادل، في حين ردت مصادر أخرى الفضل في تحريك هذا الملف الى كشف احد التنظيمات السورية المحاربة ضد النظام عن احتفاظه بجثمان العنصر في حزب الله مصطفى المقدم الذي قتل في سورية، وهو الذي كان قد قتل قائد طائرة هيليكوبتر عسكرية لبنانية، الملازم أول سامر حنا فوق إقليم التفاح، عارضة على الحزب مبادلة جثمانه بما يهم المعارضة السورية.
واشارت معلومات غير رسمية ان عملية التبادل تشمل معالجة جرحى للمعارضة السورية في مستشفيات لبنان.
أما باقي العسكريين المخطوفين لدى داعش وعددهم تسعة، فقد تردد ان داعش نقلهم إلى العراق.
من جهتها، أبلغت مصادر عسكرية صحيفة “الحياة” أن “إجراءات اتخذت في عرسال منذ صباح أمس، قضت بمنع العمّال بالانتقال عبر حاجز وادي حميد بالاتجاهين وصفت بأنها استثنائية تمهيداً لأي عملية تبادل العسكريين المخطوفين قد تُجرى”، معتبرة أنه “إذا كانت هناك عملية تبادل فإنها ستتم عبر عرسال”.
وردد الأهالي عبارات عدة منها: “ما بصدق إلا لإلمح العسكريّين وضمُّن”، “عشنا بأجواء إيجابية، ولكن لا نستطع أن نكمل الفرحة”. وتابع الأهالي منذ ساعات الفجر الأولى بدقّة الصّحف ووسائل الإعلام وتواصلوا مع مصادرهم الخاصة. وأبلغ بعض الأهالي “الحياة” بأن مصادر أكّدت لهم “حصول المقايضة، بعد الانتهاء من بعض التفاصيل اللوجيستية واصبروا قليلاً بعد”.
وفيما تكتّم بعض الأهالي عن معلومات غير رسمية، لم يخف البعض الآخر “قلقه المرتبط من إمكان أن تضيف النصرة في اللحظات الأخيرة مطالب جديدة قد تعرقل الصفقة”، فمصادرهم أكدت لهم أنه “بعدما سُرّبت أسماء الموقوفين الإسلاميين لدى السلطات اللبنانية التي طالبت النصرة بمقايضتهم مقابل 16 عسكرياً مخطوفاً، أُعيد ثلاثة سجناء من ضمن الموقوفين الـ10 الذين كانوا نقلوا مساء أول من أمس من سجن رومية إليه، وأفادت هذه التسريبات بأن النصرة طالبت في اللحظة الأخيرة باستبدالهم بأشخاص لم تطالب بهم من قبل وحُكي عن سجين ملقّب بأبو تراب، يمني الجنسية وأن التبادل يشمل 16 عسكرياً مقابل 5 نساء كانت طالبت بهن الجبهة إضافة إلى 11 سجيناً، 10 منهم من رومية وواحد من سجن زحلة وهو حسين الحجيري”.
وأعربت منى جعجع شقيقة المخطوف بيار جعجع عن خوفها من “صدمة توقف أحلامنا”، أما حسين جابر عم العسكري ميمون فأعرب عن أمله الكبير بإتمام “المقايضة”.
وبين متابعة وسائل الإعلام وقراءة الصّحف في مكان التجمّع، سأل أهالي العسكريين المخطوفين لدى “داعش”: “لماذا ستسلّم الموقوفة سجى الدليمي إلى جبهة النصرة إذا كانت طليقة زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي؟”. وتوقّعت مصادر الأهالي أن تلعب النصرة دوراً مهماً في هذا الإطار بالإفراج أيضاً عن العسكريين لدى “داعش” التي لديها أسرى من النّصرة. وأفادت مصادر الأهالي بأن الحديث عن إطلاق العسكريين على دفعتين يرتبط أيضاً بتسليم “حزب الله” جرحى لديه من “النصرة” وأن هناك نقاطاً في الصفقة أيضاً تتعلق بتأمين خروج آمن لبعض الحالات من منطقة القلمون السورية.
وام يخفِ أهالي العسكريين المخطوفين لدى “داعش” الغصّة حيال “التعتيم على ملف أبنائهم”. وفيما ذكّرت آمنة زكريا والدة العسكري المخطوف لدى “داعش” بتأكيد “الرئيس تمام سلام عدم تجزئة الملف ووعد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بأنه لن يفرح قلوب ويبكي قلوب”، أعرب الأهالي عن انزعاجهم من الذين انتقدوا تعبيرهم عن الفرحة بهذه الطريقة، فسألوا: “هل المسموح فقط بعد سنة و4 أشهر من الفراق، أن نظهر على الشاشات نصرخ ونبكي؟”.
وبقيَ أهالي العسكريّين المخطوفين مجتمعين أمام خِيمهم، مشدودي الأعصاب، في انتظار أبنائهم، وسط معلومات أنه سيتم الإفراج عنهم فجر اليوم بعيداً من وسائل الإعلام التي بالغت في معلوماتها، خصوصاً التوقيت الذي ستتم فيه العملية. وكان الأمن العام اللبناني أكد أنه “في حال حصول أي تقدّم له علاقة بمجريات الملف سيتم الإعلان عنه رسمياً”.