لا يبدو المناخ المحيط بالتحركات السياسية ومواقف الافرقاء الاساسيين من ترشيح النائب سليمان فرنجية قابلا للانقشاع والوضوح في وقت قريب كما تقول لصحيفة “النهار” مصادر مواكبة للحركة الكثيفة الجارية وراء الكواليس السياسية . وتشير هذه الاوساط الى انه تبين من موجة التحركات الاولى التي حصلت هذا الاسبوع ان غالبية القوى في فريقي ١٤ آذار و٨ آذار تقف عند نقطة تقاطع هي نقطة التريث وأخذ الوقت الكافي قبل اتضاح التموضعات النهائية من ترشيح فرنجية وما يثار حول تسوية الرزمة الكاملة الواسعة التي رسمت معالمها الاولية في لقاء فرنجية والرئيس سعد الحريري في باريس . ومن هنا تشير الاوساط الى الاهمية الحاسمة لانتظار ما يمكن ان يتبلور من مواقف للقوى المسيحية تحديدا ولا سيما منها التيار العوني والقوات اللبنانية وحزب الكتائب علما ان التحرك الكتائبي بين الرابية ومعراب كان بهدف إطلاقهما على موقف الحزب من ترشيح فرنجية ومن قانون الانتخابات في ظل رفض الحزب اي اتجاه الى اعتماد قانون الستين . ومع ان الوفد الكتائبي حرص على حصر المعلومات عن تحركه بهذا الهدف فان ثمة معطيات من مصادر اخرى تلمح الى ان الكتائب لم تجد فروقات ملحوظة بين موقفها والإيحاءات التي تركها لديها كل من الفريقين العوني والقواتي . ومع ذلك تقول الاوساط نفسها لـ”النهار ” لا يزال الوقت مبكرا لإطلاق سيناريوات من مثل الحديث عن تحالف مسيحي واسع في وجه ترشيح فرنجية لان لا العماد ميشال عون ولا الدكتور سمير جعجع يستعجلان اتخاذ موقف نهائي قبل اتضاح الصورة تماما امام كل منهما خصوصا في ظل خطوط الاتصالات المفتوحة بين كل من عون وحزب الله من جهة وجعجع والرئيس الحريري من جهة اخرى .
وتعتقد الاوساط نفسها ان الاسبوع المقبل قد يتسم باهمية في اطار اتضاح مزيد من الاتجاهات والمواقف علما ان الساعات الاخيرة شهدت بعض المحطات التي حملت دلالات بارزة من بينها عدم صدور اي بيان عن اجتماع اللقاء الديموقراطي برئاسة النائب وليد جنبلاط في ما عكس تريثا اضافيا ، علما ان بعض المعلومات افاد ان جنبلاط تحدث عن تجميد التسوية وانه لن يقف ضدها ولكنه لم يسحب ترشيح النائب هنري حلو .
كما برز موقف لافت للامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري الذي أكد فيه ان لا كلمة تعلو كلمة الرئيس الحريري في تيار المستقبل وان الكرة في ملعب الجميع لإنقاذ لبنان وان اي تفاهم لن يكون على حساب احد واما يكون ميثاقيا على اساس ثوابت لبنان او لا يكون.
ومن جهتها أكدت مصادر سياسية مطلة لصحيفة “اللواء” جدية التسوية السياسية التي يعمل عليها لإنهاء الفراغ السياسي كسلة واحدة متكاملة لإعادة إحياء العمل بشكل طبيعي في المؤسسات الدستورية، رأت ضرورة حماية التسوية من أي خضات قد تطالها لافشالها، معتبرة إلى انه ليس امامنا الا العمل على تسويتها، رغم ان هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين ترفضها، مشيرة إلى ان الجو الإقليمي والدولي هو الذي ساهم بخلقها مع بروز مستجدات سياسية وأمنية إقليمية وحتى دولية، قد تترك تداعيات سلبية تجاهها.