كشفت صحيفة “الجمهورية” أنّ جبهة “النصرة “ فرضَت شروطاً جديدة غير قابلة للتحقيق أضافتها الى مطالب بدأت منذ الصباح تمريرَها عندما اكتملت التحضيرات اللوجستية والأمنية من اجل تنفيذ اتفاق تبادل العسكريين المخطوفين، في محاولةٍ منها للابتزاز ولرفعِ سقف المطالب تحت عامل الضغط النفسي والزمني، فكانت عملية شدّ حبال بين اللواء عباس ابراهيم و”النصرة” عبر الوسيط القطري استمرّت ساعات الى ان أبلغها ابراهيم عند الثانية بعد الظهر أنّه لم يعُد في استطاعته التنازل أكثر وتنفيذ شروط ومطالب إضافية لا يلحَظها الاتفاق، وانتظر جواباً مِن أمير “النصرة” أبو مالك التلّي أتاه في الرابعة والنصف من أنّه يصِرّ على المطالب، في إشارة إلى محاولة منه لإحباط الوساطة القطرية وعرقلة التنفيذ.
فعُلّق التنفيذ حتى إشعار آخر، لكنّ غرفة العمليات المشتركة اللبنانية ـ القطرية ظلّت تعمل بلا مواقيت في انتظار ان يتمكّن الوسيط القطري من الضغط على الخاطفين للتراجع عن مطالبهم الأخيرة.
وفي ضوء التطورات الجارية في شأن قضية العسكريين المخطوفين ألغى رئيس الحكومة زيارته التي كانت مقررة اليوم إلى باريس للمشاركة في قمّة المناخ العالمية، وقد تابَع أمس سيرَ المفاوضات وبقيَ على اتصال بالمدير العام للأمن العام والقيادات الأمنية مستطلعاً الإجراءات الجارية.
وتمنّى سلام نهايةً سعيدة لقضية العسكريين ونَقل زوّاره لـ”الجمهورية” عنه تفاؤله في استمرار المفاوضات لكي تصلَ الى النهايات المرجوّة، فيعود العسكريون الـ 16 إلى عائلاتهم موفوري الكرامة والصحّة.
واعلن اللواء عباس ابراهيم في حديث لصحيفة ”الجمهورية”: “خُضنا مفاوضات شاقّة مع الجهة الخاطفة لم تخرج عن مسار التفاوض القائم منذ عام تقريباً، وأبدَينا مرونةً في كثير من المطالب المستجدّة من “جبهة النصرة”، وأتمَمنا كلّ مستلزمات تنفيذ الاتفاقية، حتّى وصلت الأمور الى حدّ لم يعُد بإمكاننا التجاوب مع مطالب تعجيزية أدخَلها الخاطفون في رُبع الساعة الأخير”، مؤكّداً: “لن أتوقّف عن العمل والسعي، وسأستمرّ في المحاولة على رغم سياسة الابتزاز، فهؤلاء أبناؤنا وأبناء الوطن ولن أتخلّى عنهم”.