تركيا أسقطت طائرة ثانية لروسيا، أمس الأحد، بعد “السوخوي” الشهيرة يوم الجمعة الماضي، إلا أنها من طراز مختلف، فهي “طائرة شائعات” جابت العالم بصورة ظهر فيها بلال أردوغان، ابن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “مع اثنين من “دواعش” سوريا” واستخدمها الإعلام السوري ونظيره الروسي وبعض العربي، ومعه المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، كدليل عن علاقة العائلة الرئاسية التركية بالتنظيم المتطرف، وأيضاً كدليل عن تنسيق “داعشي” تركي في الخفاء.
بيسكوف تحدث السبت الماضي في مقابلة مع قناة “روسيا 1” التلفزيونية، وقال إن لدى موسكو معلومات محددة “عن ارتباط ابن الرئيس التركي بتجارة النفط” في إشارة إلى أن تركيا هي من يشتري نفط “داعش” المهرب عن طريق بلال أردوغان، وقال: “أنطلق من تصريح رئيسنا (يقصد بوتين) بالفعل توجد معلومات محددة لا أعرف تفاصيلها ولكن توجد مصلحة” وفق زعمه.
في اليوم نفسه نشرت وسائل الإعلام الروسية الصورة بارزة، وقالت إنها لابن الرئيس التركي مع “داعشيين” من سوريا، بدت عليه وعليهما فيها علامات الارتياح، كما نشرتها أيضاً وسائل إعلام إيرانية، ومنها صحيفة “تقدم” التي أوحت الشيء نفسه من نشرها للصورة، مع إضافة منها بأن تركيا “تساعد الإرهابيين بشراء النفط من داعش الإرهابي” وأن ابنة أردوغان، سمية “قامت بتجهيز مستشفى قرب الحدود مع سوريا لعلاج الجرحى التابعين لتنظيم داعش” على حد قولها.
الإعلام التركي يفك لغز الصورة بصورة
وبين من نشروها مع خبر عنوانه “وسائل إعلام تنشر صوراً لنجل أردوغان مع قياديين في “داعش” هو الموقع العربي اللغة لمحطة RT التلفزيونية الروسية، وفيه قال: “نشرت عدة وسائل إعلام روسية صوراً يظهر فيها بلال رجب طيب أردوغان، نجل الرئيس التركي، إلى جانب قادة في تنظيم “داعش” الإرهابي. وذكرت وسائل إعلام أن لدى عائلة الرئيس علاقات وثيقة مع تنظيم “داعش” مشيرة إلى تورط نجل الرئيس التركي بشكل مباشر بالاتجار بقطاع النفط في السوق السوداء مع الإرهابيين في سوريا” ثم ذكرت أسفل الخبر أن مصدره هي قناة “زفيزدا” الروسية.
ولم يمض يوم على انتشار الصورة المجتزأة من واحدة أكبر، إلا وفك الإعلام التركي لغزها، بشرح قليل التفاصيل، وهي صورة ثانية للشخصين اللذين ظهرا مع بلال أردوغان في الأولى التي أشاعوا بأنه فيها مع اثنين داعشيين، ولم تكن الثانية إلا للشقيقين التركيين إسماعيل وعلي كيمبر، الشريكين بمطعم مشاوي وتوابعها، في منطقة “الفاتح” السياحية باسطنبول.
الصورة التي نشرها الإعلام الروسي والسوري، وفرح بها العربي المناصر لنظامي البلدين، مجتزأة أصلاً من واحدة أكبر، منتشرة في مواقع التواصل منذ أكثر من عام، وكانت لغداء جمع ابن الرئيس التركي وآخرين، في مطعم Cigeristan الذي يملكه الشقيقان كيمبر منذ 9 أعوام، وأثناء الغداء التقط الشقيقان صورة لهما مع ابن الرئيس، إلا أن ماكينة الشائعات الروسية اجتزأتها، وجعلته يبدو وكأنه بين اثنين من “دواعش” الشمال السوري، فقط لأن كلاً منهما بلحية.
ولم تصمد “طائرة الشائعات” بالأجواء، فأسقطتها صورة
ومضت وسائل إعلام تركية السبت والأحد إلى مالكي المطعم وتحدثت إليهما، فأبديا استياء شديداً مما أشاعه الإعلام الروسي، والتقطت لهما صوراً أمام مطعمهما باسطنبول، وفيها تظهر حقيقة الشقيقين بأنهما ليسا من “داعش” المتطرف، بل مالكين لأشهر مطعم في اسطنبول بشي قطع كبد الخروف، بحسب ما يمدحه متابعوه في “تويتر” التواصلي.
والمتجول في صور الحساب “التويتري” للمطعم، وهو باسم @Cigeristan بالموقع، سيجده نشر 3 صور في 15 آذار العام الماضي، لتناول بلال أردوغان الطعام فيه، بينها الصورة التي اجتزأها الإعلام الروسي، وتعيد “العربية.نت” نشرها كاملة الآن، نقلاً عن الحساب، حيث نرى 8 أشخاص عند المائدة، بينهم ابن الرئيس التركي.
وكأصحاب أي مطعم يزوره أحد المشاهير لتناول الطعام فيه، رغب مالكا Cigeristan بالتقاط صورة مع ابن الرئيس، فجلس علي كيمبر إلى يمينه، ووقف بينهما شقيقه إسماعيل، وكانت لقطة للثلاثة، اجتزأوها فيما بعد ليجعلوا ابن أردوغان “متدعوشا” يشتري النفط “الداعشي” المهرب ويمول به الإرهاب، إلا أن “طائرة الشائعات” الروسية لم تصمد كثيراً في الأجواء، وأسقطتها صورة.