Site icon IMLebanon

ساعة الحرية لم تدق بعد؟!

 

 

تواصلت فصول حبس الانفاس حيال عملية تحرير العسكريين الـ16 المخطوفين لدى “جبهة النصرة” في عملية تبادل، اذ كان مفترضاً ان تبلغ نهايتها السعيدة ليل أمس، لكنها تأخرت لعوامل متصلة بالمفاوضات الجارية عبر الوسيط القطري، كما بدا واضحاً ان سوء الاحوال الجوية والطقس الماطر أثرا على موعد انجاز العملية، بحسب صحيفة “النهار”.

ومنذ صباح أمس بدت الإشارات الإيجابية لناحية تحرير العسكريين المخطوفين لدى “النصرة”، وسجلت ايجابيات وإشارات مغايرة تختلف عن عملية اول من أمس التي تعثرت. فبعدما وضعت “النصرة” شروطاً تعجيزية اول من أمس أدت الى وقف عملية التبادل، عادت الامور الى نصابها بفضل ثبات الجانب اللبناني عبر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم وعدم الانجرار الى هذه المطالب.

وكان الموفد القطري ابلغ اللواء ابرهيم صباح أمس ان “النصرة” تنازلت عن بعض المطالب وتريد إتمام العملية، فأبدى ابرهيم مرونة مع بعض المطالب التي تصب كلها تحت الثوابت اللبنانية، فعادت شاحنات المساعدات والمواكب الأمنية الى جرود عرسال منذ صباح أمس. فعاودت غرفة العمليات اللبنانية – القطرية عملها وكذلك الخلايا الأمنية في إشراف اللواء ابرهيم الذي تفقد كل الأماكن في جرود عرسال التي ستتم عبرها عملية التبادل، ووضع اللمسات الاخيرة في انتظار الساعة الصفر للتنفيذ.

ونُقل عن المصادر الأمنية أن العراقيل ذُلِّلت مع الجهة الخاطفة التي اكتفت بمطالبها السابقة. وعزّزت هذا التفاؤل زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى جرود عرسال، الذي نُقل عنه أن الزيارة لتفقّد مكان عملية التسلّم والتسليم.

وسبقت إبراهيم إلى الجرود قافلة المساعدات التي أُعيد إدخالها مجدداً، وكذلك المواكب الأمنية التابعة للأمن العام، وتراجع منسوب الأخبار العاجلة الكاذبة بعد إصدار الأمن العام أكثر من بيان تكذّب ما تم تداوله من أخبار وتطلب من وسائل الإعلام التزام الدقة.

وفي ما يتعلّق بالمفاوضات، أكّدت مصادر أمنية رفيعة لـ”الأخبار” أنّه لا توجد مطالب جديدة إنما مماطلة في إتمام الصفقة. وذكرت المصادر أن “جبهة النصرة” تراجعت عن مطالبها التعجيزية التي أضافتها في ربع الساعة الأخير في اليوم السابق.

وأشارت “الأخبار” إلى أن مفاوضي “النصرة” تخلّوا عن مطلب تسوية ملف الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) الذي كان يُشكّل إحدى العُقد الأساسية. وكذلك الأمر في ما يتعلّق باسمين لسجينين في سجن رومية المركزي، أُضيفا ليل أول من أمس وهما: سليم صالح الملقب بـ”أبو تراب اليمني” ومحمد الزواوي الملقب بـ”أبو سليم طه”، بعدما أُبلغوا استحالة تحقيق هذا الشرط بسبب وجود أحكام عدلية بحقهما. غير أن كل ذلك لم يكن كافياً لبث الارتياح لدى قيادة الأمن العام التي تتولى التفاوض، لا سيما أن التجربة غير مشجّعة مع فرع القاعدة السوري. إذ إنّه لا يُمكن “النوم على حرير” قبل أن يُصبح المخطوفون في عهدة الأمن العام، وغير ذلك يبقى كلاماً قد يضيع في الهواء تبعاً لمزاجية قيادة “النصرة”. وترافق ذلك مع إعلان “جبهة النصرة” في القلمون على حسابها الرسمي في تويتر بعد ظهر أمس أن «المفاوضات في شأن الأسرى العسكريين لدينا في مرحلة الترتيب لوضع آلية جادة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وغير ذلك نعتبره مراوغة».

وذكرت مصادر سورية مقرّبة من “النصرة” لـ”الأخبار” أنّ ما يؤخر إنهاء صفقة التبادل هو عدم وجود ضمانة من الحكومة بتحقيق المطالب المتّفق عليها. لا سيما المسائل التي تتعلّق باللاجئين السوريين والوضع في عرسال. إلّا أن مراوغة “النصرة” التي عللتها أول من أمس بعدم وجود ضمانات بتنفيذ الحكومة لتعهداتها، لم تثن الأمن العام والمفاوضين عن البقاء في الجرود حتى ساعات متأخرة من ليل أمس في محاولة لإقناع الخاطفين بالضمانات وتنفيذ الصفقة.

توازيا، توقعت مصادر أمنية لصحيفة “الجمهورية” ان تكون العملية انجزت فجراً، على رغم كل الحذر الذي أحاط ويحيط بهذا الملف، خصوصاً مع انتقال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى حدود عرسال لمتابعة القضية عن قرب.

وذكرت “الجمهورية” أنّ اتفاقاً مبدئيّاً حصل على إنجاز العملية بين ساعات الفجر الأولى وساعات الصباح الأولى. على أن يتوجَّه موكب العسكريين برفقة ابراهيم الى السراي الحكومي أياً تكن الساعة، وينضمّ إليهم الأهالي ليُعلن الرئيس تمام سلام في حضور خليّة الأزمة انتهاء العملية ونجاحها، مباركاً بعودة العسكريين.

صحيفة “السفير” كتبت أنه كان موعد جديد للحرية قد مضى أمس من دون أن تنجز صفقة التبادل بسبب إخلال الخاطفين بالمواعيد المقررة برعاية القطريين، إلا أن ذلك لم يثن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عن المضي في المهمة التي أعطاها الأولوية على ما عداها طيلة الشهور الماضية، لأسباب وطنية وإنسانية، وهو أمل في اتصال أجرته معه “السفير” أن تبلغ هذه القضية النهاية التي ينتظرها اللبنانيون منذ 16 شهراً حتى الآن.

وقالت الصحيفة: “يوم ثان من الانتظار الثقيل تميز بانتقال اللواء ابراهيم مباشرة الى جرود عرسال حيث تابع، طوال نهار وليل أمس، من خلال غرفة العمليات هناك، تفاصيل مفاوضات الساعات الأخيرة مع “النصرة” بحضور المفاوض القطري، فيما كانت قافلة المساعدات التموينية ترابط عند مدخل عرسال لليوم الثاني على التوالي، وفي الوقت نفسه، تستمر انتظارات السجناء التي تطالب “النصرة” بهم، الى حين تأتي الساعة صفر تتويجاً لمفاوضات تمحورت حتى ساعات الفجر الأولى حول أمور إجرائية ولوجستية”.

لم يتزحزح الموقف اللبناني قيد أنملة عن الثوابت او “الخطوط الحمراء” التي رسمتها خلية الأزمة الحكومية، ومنحت في ضوئها تفويضاً مطلق الصلاحية للواء ابراهيم لإدارة المفاوضات من أجل الوصول إلى الخواتيم السعيدة.

ولم تنجح كل محاولات “النصرة” لإضافة مطالب تعجيزية، خصوصاً أن إصرار الجانب اللبناني على التصرف على مدى يومين كأن الصفقة منجزة أدى الى إحراج الخاطفين وتعريتهم أمام الوسطاء في بيروت وأنقرة.. وصولاً إلى إجبارهم على التنفيذ تبعاً لـ”الأجندة” اللبنانية التي تخللتها تعديلات من نوع السماح بإدخال المواد التموينية الى مخيمات النازحين في جرود عرسال “لأسباب إنسانية بحتة”، فيما تم تجاهل كل مطالب الخاطفين التي لم تكن واردة أصلاً في الصفقة التي كانت قد أُبرمت بصورة نهائية مساء يوم السبت الماضي.