اعتبر مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية السابق إن “داعش” ما كانت لولا غزو العراق وسقوط بغداد، واصفًا حرب العراق بأنها “خطأ هائل”. ورأى أنه كان من الخطأ إسقاط صدام حسين على الرغم من وحشيته.
وعن قيادات المنظمات الإرهابية قال فلين في مقابلة صحافية: “إن بن لادن والظواهري يظهران في أفلام الفيديو جالسين متربعين، وراؤهما علم، وفي حضنهما كلاشنكوف. فهما يقدمان نفسيهما كمحاربين، في حين أن البغدادي توجه إلى مسجد في الموصل، وتحدث من شرفة كما يتحدث البابا، مرتديًا جلبابًا أسود مناسبًا”. وأضاف فلين إن البغدادي “وقف هناك بوصفه وليًا، وأعلن الخلافة الإسلامية. وكان ذلك عملًا له دلالة رمزية كبيرة رفع مستوى المعركة من نزاع مسلح تكتيكي ومحلي إلى مستوى حرب دينية وعالمية”.
وبشأن ما يمكن أن يحدث إذا قُتل البغدادي، قال فلين “نحن سنواصل قتل القيادات”، مضيفًا إن الزعيم المقبل لن يكون بكفاءة البغدادي، على خلاف ما حدث في السابق، “لأن البغدادي أفضل من الزرقاوي، والزرقاوي في الحقيقة أفضل من بن لادن”.
وعن كيفية محاربة تنظيم داعش الإرهابي، قال فلين: إن “الحقيقة المؤسفة تتمثل في أن علينا أن نضع قوات على الأرض. فنحن لن ننجح ضد هذا العدو بالضربات الجوية وحدها، ولكن الحل العسكري ليس غاية على الإطلاق، بل يجب أن تكون الاستراتجية العامة انتزاع السيطرة على الأرض من داعش، ثم بسط الأمن والاستقرار لتيسير عودة اللاجئين. هذا لن يكون ممكنًا بسرعة. إذ علينا أولًا أن نتعقب ونقضي على قيادة داعش بكاملها، ونفكك شبكاتهم، ونوقف عمليات تمويلهم، ونبقى إلى أن يكون هناك إحساس بعودة الأوضاع الطبيعية. وهي قطعًا ليست مسألة أشهر، بل تحتاج سنوات.”
وفي هذا الإطار، طرح فلين تقسيم مناطق النزاع إلى قواطع فتتولى الولايات المتحدة مسؤولية قاطع وروسيا أيضًا، والأوروبيون مسؤولية قاطع آخر. وستتوافر فرص بهذا النموذج. فروسيا على سبيل المثال يجب أن تستخدم نفوذها مع إيران لحملها على الخروج من سوريا، وإنهاء محاولات التدخل من خلال وكلائها”.
ورأى فلين أن هذا يعني أن على الغرب أن يعمل بصورة بناءة مع روسيا قائلًا “شئنا أم أبينا فإن روسيا اتخذت قرارًا بأن تكون موجودة في سوريا، وأن تعمل عسكريًا. إنهم هناك، وهذا أحدث تغيرًا كبيرًا في الديناميكية. لذا لا يمكن القول إن روسيا سيئة، وعليها أن تعود من حيث أتت. فإن هذا لن يحدث، ويجب أن نكون واقعيين.”