أكد الرئيس فؤاد السنيورة ان الإرهاب هو آفة وبلاء تصاب به امتنا كما اصيبت به من قبل أمم اخرى، ويجب التصدي لهذا الأمر ومعالجته بحزم وحكمة في ان واحد، وبشكل واضح من دون أي لبس، ولكن يجب البحث عمن يستعمل الإرهاب كوسيلة ليبين وجهة نظره ويعتمدها كذرائع من اجل ذلك، داعيا الى وجود حلول لمشاكل في العالم العربي مثل القضية الفلسطينية التي مر عليها اكثر من 70 عاما وهي تبحث عن الحل العادل والشامل.
واضاف ان الأنظمة المستبدة في العالم العربي والإرهاب وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن لأي احد ان يهزم الإرهاب الا بنشر الاعتدال وليس بأن نأتي بمتطرفين آخرين، فهذه هي الوصفة السريعة التي تبقي الإرهاب الاول والثاني وكلاهما يبرر للآخر. «اما الاعتدال الذي يؤيد الدولة المدنية ويرفض التهميش والإقصاء والمعترف بالآخر، على اختلاف انواعه والذي يحترم حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة، فهو الاعتدال الذي يستطيع ان يهزم الإرهاب».
وعن الوضع السوري قال «ليس الحل في انهاء الإرهاب في سورية بأن تأتي 100 طائرة اضافية، فيجب ان تتضافر جميع الجهود من اجل التصدي للإرهاب الذي يحاول ان يستعمل الدين، والدين منهم براء، فلا الإسلام ولا أي دين يبرر القتل للأبرياء من الناس سواء كانوا في عالمنا العربي او في دول صديقة». ولذلك يجب انهاء الطغيان والاستبداد الذي تمارسه بعض الأنظمة التي تعتبر الاب الروحي الحقيقي للإرهاب ومن يقومون به».
وردا على سؤال لـ «الأنباء» عن الشأن اللبناني ومتى سيستمر وضع لبنان بلا رئيس؟ قال السنيورة ان هذا الوضع غير طبيعي واللبنانيين يرفضون استمرار عدم انتخاب رئيس جمهورية وأدركوا ان استمرار الرئيس او الشعور بموقع الرئاسة مهم جدا في ايجاد الوفاق الوطني والتضامن اللبناني، واستمرار عمل المؤسسات اللبنانية الدستورية لا يكون الا بوجود رئيس جمهورية قادر على ان يكون ـ كما يحدد الدستور ـ هو رئيس البلاد وهو رمز وحدة الوطن، وهو الذي يستطيع ان يكون قادرا على ان يجمع اللبنانيين استنادا الى فكره وتبصره وقدرته على جمع اللبنانيين في موقع واحد.
واضاف انه حتى الآن لم نستطع ان ننتخب رئيسا لان هناك من يصر على انه اما ان ينتخب رئيسا او يمنع انتخاب رئيس، وهذا ليس من الديموقراطية في شيء. وقد مضت 32 جلسة بأكثر من سنة ونصف السنة حتى الآن ولم نستطع انتخاب رئيس للبنان، ونتمنى ان نصل الى هذا الامر في اقرب فرصة ممكنة، لان المخاطر تتزايد بسبب الأوضاع في الخارج والتأزم الذي نتج ايضا بسبب التدخل في سورية، ومن يؤلف احلافا من اجل استمرار النظام الاستبدادي في سورية. ولاتزال المزيد من المشاورات جارية بين السياسيين في لبنان للتوافق على اسم الرئيس القادم للبنان.
وعن حل الأوضاع في سورية اعتبر السنيورة ان الحل يكمن في آلية وضعها اجتماع «جنيف 1» وبالتالي فلابد من العودة إليه.