يعود اليوم الى بيروت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق بشارة بطرس الراعي بعد جولة خارجية شملت عددا من دول أميركا اللاتينية.
خلاصة هذه الجولة بالاضافة الى كل ما شهدته البلاد خلال العشرة أيام السابقة ستحضر على طاولة مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه الشهري المقرر غدا في بكركي.
تتعاطى الكنيسة ومعظم الرأي العام مع اجتماع الغد بوصفه اجتماعا استثنائيا، انطلاقا من التطورات الأخيرة التي كسرت الجمود الذي يلف عنق الاستحقاق الانتخابي منذ 18 شهرا حتى الآن.
وتقول اوساط كنسية لصحيفة “السفير” ان مجلس المطارنة “سيعرب عن فرحته العارمة بتحرير العسكريين الـ 16 ويتضرع الى الله لكي يفك أسر بقية الجنود الأسرى لدى “داعش” بجهود المسؤولين المعنيين، على أن يخص بالتحية مؤسسة الأمن العام ومديرها العام اللواء عباس ابراهيم.
المادة الاكثر “التهابا” على جدول الاعمال هي من دون منازع ما رشح عن لقاء باريس بين سعد الحريري وسليمان فرنجية من طرح غير رسمي بعد يقضي بتبني “تيار المستقبل” ترشيح زعيم “المردة” لرئاسة الجمهورية. لا سيما ان البطريرك الراعي حمل الهمّ الرئاسي معه في كل محطاته الدولية والاقليمية، منذ ما قبل أيار 2014، مطالبا بانتخاب رئيس من دون تأخير وداعيا من المكسيك “الى انقاذ لبنان”.
في هذا الاطار، يقول مصدر أسقفي ان “الكنيسة المارونية لطالما طالبت وبإلحاح بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ووضع حد للشغور الرئاسي الذي يشارف عامه الثاني”.
ومن هذا المنطلق فان بكركي “تتمنى من كل قلبها ان يتم انتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن ووضع حد نهائي لهذه الحلقة المفرغة التي تنعكس بآثارها السلبية على كل مفاصل البلد وبقية المؤسسات الدستورية”.
وماذا عن شخص النائب فرنجية؟ يجيب المصدر الأسقفي: “فرنجية هو ابن عائلة مارونية عريقة ولديه ماض مشرف وأثبت في أكثر من محطة أنه شخص قادر على تحمل المسؤولية، ناهيك عن أنه أحد الأقطاب الموارنة الاربعة”.
وانعاشا للذاكرة، يلفت المصدر الى ان الأقطاب الاربعة الموارنة تعاهدوا تحت سقف بكركي على أنه ما أن يتمكن أحدهم من أن يستحصل على غالبية برلمانية لانتخابه رئيسا فما على الأقطاب الثلاثة الباقين الا التسليم بالأمر وتهنئته.
ويضيف: “اذا أراد الأقطاب الأربعة فعلا ان يطبقوا التزاماتهم في اجتماع بكركي، وثمة شهود ومحاضر، فهذا هو المطلوب منهم ولكن المهم الان هو ان يجلسوا مع بعضهم البعض وأن يتفقوا على مرشح”.
هل يعني ذلك أن الكنيسة المارونية ترحب بفرنجية رئيسا؟ يعلق المصدر الكنسي بالقول: “الكنيسة ترحب بانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن وليس لدينا أي سبب لكي نرفض او نستبعد الوزير فرنجية أو غيره من الأقطاب الموارنة. فالبطريركية المارونية لم ولن يكون لها مرشحون وليس لديها “فيتو” على أحد وتعطي الأولوية لاكتمال نصاب المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.