IMLebanon

موسم زيتون زغرتا جيد هذا العام

Olives
حسناء سعادة
انطلق موسم الزيتون في زغرتا، ومن المفترض أن يمتد حتى اواخر شباط في بعض البساتين، لا سيما في سهل الجديدة وكفرصغاب، وعلى غير عادتهم، فقد باشر المزارعون قطاف مواسمهم باكرا لعدة اسباب ابرزها الطلب الكبير، وارتفاع اسعار صفيحة الزيت، بحيث لامست الـ 150 دولارا اميركيا للنخب باب اول، فيما لم يتعد سعرها في الموسم الماضي المئة دولار.

وان كانت عملية القطاف هذه الايام اسهل من الماضي، بفعل اعتماد «المفارش» على الارض او القطاف الآلي، لكن المعاناة تبدأ بنقص اليد العاملة، التي باتت نادرة، وبالازدحام على المعاصر برغم وفرتها في زغرتا والقضاء، بحيث «ينام» الزيتون لاسبوع في المكبس، لان معظم المزارعين بدأوا القطاف في الوقت نفسه، ويريدون العصر السريع لبيع الموسم، قبل ان يغزو الزيت المستورد السوق، ما يؤدي الى هبوط سعر الصفيحة .

والبارز زغرتاويا هذه السنة اعتماد مبدأ «الضمان»، بحيث عمد بعض مالكي الاراضي الى تضمين بساتينهم للراغبين او لمزارعين آخرين، لقطفها مقابل نسبة معينة من الانتاج، او مقابل الاهتمام بالارض وحراثتها وتقليم الاشجار ورش السماد والمبيدات، على ان يأخذ الملّاك مؤونته من الزيت فقط، حسب ما يشير روبير صادق صاحبُ اراضٍ زراعية في منطقة الرويس، لم يتمكن بسبب تقدمه في السن من جني الموسم، فعمد الى تضمينه مقابل اربع صفائح من الزيت فقط، لكنه فوجئ بطريقة القطاف غير المدروسة على ما يقول، معتبرا ان صاحب الارض ينتبه للاشجار ويخاف عليها بعكس الضامن الذي يستأجرها لموسم واحد فقط.

اليد العاملة نادرة
اجرة العامل في قطاف الزيتون 25 الف ليرة لبنانية في اليوم وبمعدل ست ساعات، تبدأ من السابعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، الا ان النقص كبير جدا في اليد العاملة بسبب نظام الكفالة السورية على ما يشير ريمون دويهي، لافتا الانتباه الى ان المعاصر كانت تؤمن العمال، غير انها بالكاد تتمكن هذه السنة من تأمين عمال لها، معتبرا ان المشكلة ستؤدي الى تأخر القطاف، كاشفا عن ان من كان يقطف موسمه في اسبوع، يحتاج اليوم لاكثر من اسبوعين، متكلا على عاملين فقط بدلا من ستة عمال او اكثر.
ويشدد دويهي على ان لقطاف الزيتون طريقة خاصة تختلف عن غيرها من المواسم المثمرة، لان حبة الزيتون صغيرة الحجم، ويتم التقاطها عن الارض بعد فرطها، ما يستدعي إلماماً بهذه المهنة، والا ستتكسر الاغصان كون معظم الاهالي يعتمدون الطريقة اليدوية، وبالتالي فان غياب المهرة في هذا المضمار، سينعكس سلبا على الموسم وعلى الاشجار.

مشكلة «عين الطاووس»
اما بالنسبة لابرز المشكلات التي واجهت مزارع الزيتون هذه السنة، فيقول محسن قبشي انها ناجمة عن مرض عين الطاووس، الذي فتك ببعض البساتين، في غياب اي دعم من قبل الدولة لمكافحة هذه المرض، متمنيا ان يصار الى استدراك هذا الامر للحفاظ على اشجار الزيتون حتى تبقى منطقة زغرتا المنتج الاكبر لهذه الثمرة المباركة، التي تستخدم في مجالات عديدة، فهي ناهيك عن عصرها، يمكن ان تؤكل بعد كبسها، بحيث وصل سعر كيلو الزيتون الاخضر الى ثلاثة آلاف ليرة لبنانية، كما ان بقاياها يمكن تحويلها الى جفت للتدفئة.
يمكن القول إن موسم الزيتون في زغرتا جيد في بعض المناطق، الى وسطي في مناطق اخرى، انما نسبة كمية الزيت جيدة، على ما يؤكد ميلاد ايوب، وهو صاحب معصرة في بلدة قره باش في قضاء زغرتا، متمنيا ان لا يضرب الموسم عبر استيراد كبار التجار صفائح زيت ليست بنوعية وبجودة زيت زغرتا، انما بسعر ارخص، ما يدفع البعض الى تفضيلها، وبالتالي ينخفض سعر صفيحة الزيت، وهذا ما يجعل المزارع غير قادر على دفع ما كلفه الاهتمام بالشجرة.