كشفت الحكومة المغربية عن خطة جديدة تراهن من خلالها على تأهيل نحو نصف مليون شاب للخروج من البطالة التي لم تفلح في محاصرتها طيلة نحو أربع سنوات لحكومة عبدالإله بنكيران. وتندرج هذه الخطة، حسب ما أوضحه رئيس الحكومة، عند تقديمه الحصيلة الاجتماعية لحكومته أمام الغرفة الثانية من البرلمان، ضمن الاستراتيجية الوطنية للتشغيل التي كانت التزمت بها الحكومة، والتي تمتد حتى نهاية 2015. وتراهن الحكومة المغربية عبر الخطة التي أشار إليها بن كيران مساء أول من أمس الثلاثاء، على إعداد 500 ألف باحث عن فرصة عمل بهدف تحسين ظروفهم للتشغيل. هذا ما كشفت الخطة الجديدة المقرر أن تمتد إلى نهاية 2020. ويعتبر هذا الهدف الرئيسي لمخطط تنمية الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، التي تعود إليها الوساطة في سوق العمل بالمملكة، علما أن ذلك المخطط سيمتد بين 2016 و2020.
ووفق بيانات وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية، فإن البطالة في المغرب تصيب 1.16 مليون مواطن، تتركز نسبة كبيرة منهم في الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً، حيث وصلت نسبة بطالة الشباب إلى 36.6%، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بدول عربية أخرى، ما اعتبره محللون مصدر قلق للمجتمع. ويراد من المخطط الجديد، التوصل إلى إدماج 445 ألف باحث عن فرصة عمل، بالموازاة مع استفادة 20 ألف مستفيد من برنامج التشغيل الذاتي الخاص بالشباب من أصحاب المشاريع. وتطمح الوكالة إلى تأهيل حاملي الشهادات الذين يتعطلون عن العمل لفترات طويلة، كما تسعى لإتاحة أول فرصة عمل للشباب من خريجي المعاهد والجامعات. وتخطط الوكالة من أجل الاضطلاع بما التزمت به أمام الحكومة إلى التواجد في جميع أنحاء المغرب، والتشجيع على إنشاء صناديق جهوية ومحلية من أجل تحسين فرص العمل.
وأوضح أنس الدكالي، المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل، في تصريحات صحافية، أن هذه المؤسسة تسخر جميع إمكانياتها من أجل بلوغ أهداف هذه الخطة، وذلك عبر استكشاف فرص العمل وتوفير المعلومة، والتوجيه، والوساطة. يشار إلى أن الحكومة المغربية أعلنت مؤخرا، عن برنامج لإعداد 25 ألف شاب حاصل على شهادة الإجازة في جميع التخصصات، خلال الثلاثة أعوام المقبلة، شريطة أن يكون أولئك الشباب في مرحلة البحث عن عمل. هذا البرنامج يستهدف حاملي الشهادات الذين يعانون من بطالة طويلة الأمد، والهدف منه تزويد الخريجين الذين يعانون من البطالة، بمهارات تستجيب لمتطلبات سوق العمل، حيث يستفيدون من ذلك الإعداد خلال فترة تصل إلى 12 شهرا.
ويبدو أن الحكومة تسعى لمحاصرة البطالة في صفوف الشباب قبل أشهر قليلة من نهاية ولايتها، بخاصة أن معدل البطالة تعدى في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري 10%، بينما كانت الحكومة تراهن على خفض معدل البطالة إلى 8% في نهاية ولايتها. وتفيد المندوبية السامية للتخطيط أن المعدل الوطني للبطالة، لا يخفي كون البطالة وصلت إلى 15.1% في المدن، في مقابل 4.5% في القرى. ويشير تقرير حديث للمندوبية أن 79.8% من الذين يواجهون البطالة، يوجدون في المدن، و63.5% منهم تتراوح أعمارهم بين 15و29 عاما، و26.7% لديهم مؤهل عال. وتشير وزارة التشغيل إلى أن البطالة تصيب 30.6% من الشباب، وهي نسبة تتجاوز المستويات التي بلغتها في بلدان عربية أخرى. وكلما كان الشخص من خريجي الجامعات، كلما طالت مدة البطالة، فنحو 75.8% من خريجي الجامعات الذين يعانون من البطالة، لم يسبق لهم العمل من قبل. وكان البنك المركزي المغربي قد حذر، قبل أربعة أشهر، حكومة بلاده من خطر ارتفاع معدل البطالة، الناجم عن تباطؤ نمو الاقتصاد خلال السنة الماضية إلى 2.4%.