كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:
الأجواء الرئاسية تشير الى تريث، اذا صح التعبير On hold. فريق 8 آذار لم يعلن موقفاً بعد، ولا “المستقبل” ولا وليد جنبلاط أعلنا سليمان فرنجيه مرشحهما رسمياً. خرجت مواقف وتصريحات بالترشيح، لكنها لم تقترن بفعل الترشيح، سواء من المعنيين به أو من فرنجيه نفسه.
إيماءات أو إشارات اضافية اخرى تشير الى برودة في الأجواء، أولاها تصريح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي شدد على 14 آذار ومبادئها، خاتماً بأن “من له أذنان صاغيتان فليسمع”. وثانيتهما، أن لا ايحاء حيال هذا الترشيح في الحوار الثنائي بين “المستقبل” و”حزب الله”، أما ثالثة الاشارات فهي تصريح السفير السعودي أول من أمس وتشديده على انه “مع أي مرشح يجمع عليه الاشقاء اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً، لأن رئاسة الجمهورية هي الموقع المسيحي الأول في الدولة”. وهنا يبدأ التوافق المسيحي عند حليف السعودية، أي جعجع. وأمس بعد لقائه بري في عين التينة، اعتبر ان الاستحقاق الرئاسي “شأن داخلي لبناني، ونحن نشجع أي توافق لبناني – لبناني ونشجع اللحمة بين اللبنانيين”، واللحمة عادة ما تكون بين المكوّنات كلها.
اذاً، عناصر هذه المعادلة غير مكتملة، وفق أحد سياسيي 8 آذار. ويشدد على ان أصحابها، لو أرادوا حقيقة أن يعطوها حظوظها في النجاح لكانوا أقرنوها بما يلبي السلة المتكاملة، بدءاً بقانون انتخاب لا يقصي أي مكوّن ويصحح التمثيل تحت سقف الطائف، وعلى أساسه تجرى الانتخابات النيابية، وتنبثق حكومة جديدة. “عند ذلك، نعرف ان الترشيح جدي، لكن مخترعي هذه المعادلة أخذوا من السلة ما يلائمهم، وبالتالي يريدون إبقاء الترويكا ومصالحها على ما هي”. واستشهد بما قاله رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون لقناة “روسيا اليوم،” واعتبر فيه ان “رئاسة الحكومة لـ 14 آذار ورئاسة الجمهورية لـ 8 آذار هو حل منصف، لكن على كلّ فريق أن يختار الرئيس الذي يريد، وليس أن يختار فريق 14 آذار رئيس الجمهورية ويعود بعدها ليختار رئيس الحكومة”، مركزا على عدالة قانون الانتخاب كي يأخذ الجميع حقه.
أما اذا كان الهدف الأبعد الوصول الى الرئيس الوسطي، فلا عون ولا فرنجيهسيقبلان بهذه المعادلة، وخصوصاً اذا كانت هذه الترويكا تحاول إبعاد الأقوياء، عبر التهجّم على الاول بحيثيته الشعبية كأقوى ممثل للمسيحيين، والثاني بترشيحه ثم التخلي عنه.
يرفض المصدر التهويل بإطالة أمد الشغور الرئاسي إذا لم تسر التسوية أو “الطبخة” الرئاسية الآن، مؤكداً ان هذا الأمر ليس بيدهم لأن الحلول آتية لا محال على وقع الميدان السوري. “فمئة مرة تهويل ولا مرة إلزامنا معادلة نكون فيها نهائياً تحت رحمتهم”. مع تأكيده ان فرنجيه حريص على ألا يكون الرئيس تحت رحمة هذه الاكثرية، ولا يكون المسيحيون مهمّشين، علماً انه قال في البيان الذي صدر عن تياره انه لم يعطِ شيئاً بقانون الانتخاب، بل طالب بقانون ميثاقي.
صحيح أن اللقاء بين فرنجيه ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في دارة الثاني في البترون كان ايجابياً، تخلله كلام صريح، اذ شرح باسيل له بصراحة كلية، ما كان السيد حسن نصرالله قاله لفرنجيه، لكن بأسلوب فيه “طبعة” مسيحية أكثر، موضحا كيفية قراءة ترشيح فرنجية، داعياً اياه، انطلاقاً من الحرص الوطني، الى أن يأخذ حذره من هذا الفريق وألا يكون جسر عبور لمزيد من استهداف فريق يعتبر فرنجيه جزء منه، اذ يتمّ تهميش مكوّنين أساسيين منه، الاول المكون الشيعي عبر العقوبات والقضاء الدولي والارهاب والدم، والثاني المسيحي عبر تهميشه في السياسة، وغير ذلك لا مشكلة البتة مع فرنجية، علماً ان الأخير ليس بعيداً من هذا الطرح.
ويكرر السياسي ان هذه الترويكا ركّبت معادلة واسقطت اسماً للرئاسة، لكنها لم تقرنها بعناصر النجاح، خاتماً: ولى زمن كمال جنبلاط الذي كان ينصّب الرؤساء المسيحيين عندما قال في خطاب عام قاصداً كميل شمعون: “قم فقام، إجلس فجلس”.