تلقى رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية، اتصالاً من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وتم البحث في المستجدات والتطورات كافة على الساحتين الاقليمية والدولية.
الى ذلك، أوضحت مصادر مواكبة للاتصالات أنّ ترشيح النائب سليمان فرنجية يتقدم خارجياً وداخلياً أكثر فأكثر في موازاة تقدم أكثر فأكثر أيضاً للمواقف الرافضة من القوى المسيحية التي تشمل “التيار الوطني الحر” و”القوات” و”الكتائب” في مقابل صمت “حزب الله” الذي يؤكّد المطلعون على موقفه أنه لا يزال عند “موقفه الاستراتيجي” المؤيد للعماد ميشال عون.
وذكرت صحيفة “النهار” أنّ موضوع الضمانات بشأن رئاسة الجمهورية التي تطلبها بعض القوى منها حزب “الكتائب” قد يتّضح مصيرها هذا الأسبوع.
صحيفة “السفير”، قالت: “إن أبرز حليفَين لفرنجية، وهما سوريا وايران لا تخفيان حماستهما لوصوله الى سدة الرئاسة، بخلاف كل ما قيل حتى الآن، فالرئيس السوري بشار الأسد كان واضحا منذ اللحظة الأولى مع زعيم “المردة” بأن انتخابه يشكل ضمانة للبنان وسوريا، وأنه من المفيد أن يحصل ذلك بعد خروج سوريا من لبنان، لأنه لو حصل العكس لقيل بأن سوريا هي التي أتت بفرنجية الى رئاسة الجمهورية، وليس مجلس النواب اللبناني.
وأضافت “السفير”: “كل من راجع الإيرانيين يدرك بأن هؤلاء لا يملكون أي تحفظ على شخص فرنجية وخياراته السياسية، بل على العكس عندما زار طهران في ربيع العام 2007، سمع هناك كلاما من كبار المسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم رسميا وبعيدا عن الأضواء، إشادة لم يتغير حرف منها منذ الزيارة الرسمية الأولى له إلى العاصمة الإيرانية حتى الآن، خصوصا أن توقيت تلك الزيارة جاء تعبيرا عن التقدير الكبير له بسبب المواقف الشجاعة التي اتخذها منذ اليوم الأول لعدوان تموز 2006، وقبلها في كل الاستحقاقات التي واجهتها المقاومة.
ولكن المفارقة اللافتة للانتباه في الموقفَين السوري والإيراني أنهما يعطيان لحليفهما اللبناني الأول الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مفتاح الرئاسة، وكل ما يتعلق بالشأن السياسي اللبناني، فالرئيس الأسد نصح حليفه فرنجية، بعد أن بارك له، بوجوب أن يعود للحزب، وهذه العبارة ـ المفتاح، يعلم بها على مر السنوات الماضية كل من راجع الإيرانيين بأي شأن لبناني، وخير دليل تلك الزيارات «الماراتونية» للموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو إلى طهران، وكان دائما يطرق الباب ويسمع الجواب نفسه: هذا خيار لبناني أو مسيحي.. راجعوا “حزب الله”.!
أما مستشار قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي، فلم تكن نبرته في بيروت مختلفة عن خطاب باقي المسؤولين الإيرانيين الممسكين بالملف اللبناني: ترحيب بأية مبادرة انفتاحية وإشادة بميشال عون وسليمان فرنجية وبأهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتوافق اللبنانيين على مرشحهم الرئاسي!
ويمكن للموفدين الذين زاروا طهران أن يشرحوا أيضا ما سمعوه هناك، وآخرهم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ التي التقت في الصيف الفائت في العاصمة الإيرانية المسؤولين الإيرانيين عن ملف لبنان، وكان جوابهم واضحا: «نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي اللبناني. على المسيحيين أن يجدوا حلا للمعضلة الرئاسية، وإذا تعذر الأمر عليهم في بيروت، فليتوجهوا سوية إلى الفاتيكان».
وأضافت الصحيفة: “قد يبادر كثيرون إلى محاولة انتزاع أدوار، محليا، في قضية ترشيح فرنجية، لكن البعد الخارجي يتقدم حتى الآن على ما عداه من أدوار لـ «الإمارات اللبنانية». الدليل ليس فقط التواصل الذي حصل بين الإدارة الأميركية والنظام السعودي، قبيل انتهاء مهمة السفير ديفيد هيل في بيروت، بل ما سمعه النائب وليد جنبلاط في العاصمة السعودية في زيارة المصالحة التي قام بها، من قبل أركان المملكة في قلب الديوان الملكي عن تأييدهم لترشيح فرنجية، حتى أن الفرنسيين لا يخفون أنهم كانوا سيناقشون على جدول أعمالهم مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني في الزيارة التي ألغيت، هذه القضية تحديدا.
وفي سياق متصل، اشار مصدر دبلوماسي لصحيفة “اللواء” الى أن التقرير الذي وضعه السفير الأميركي السابق في بيروت ديفيد هيل تضمن تشجيعاً لقبول ترشيح النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية بحكم معرفته به، فهو يطمئن الأقلية المسيحية، وهو شخصية مقبولة من الفريق المسلم، وأنه يلتقي مع الرئيس سعد الحريري ومع قوى 14 آذار على ضبط الحدود، والحدّ من تداعيات الأزمة السورية، وتشجيع الانفتاح اللبناني على محيطه العربي بما في ذلك دول الخليج، فضلاً عن أنه شخصية تسووية وليست صدامية.
إلى ذلك، وصف النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم لـ”الجمهورية” لقاء رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية بالبطريرك الراعي الذي شاركَ فيه بـ”الإيجابي، حيث قال للبطريرك: “لقد جئت لإطلاعك على تفاصيل ما جرى من اتصالات وصولاً إلى التسوية التي تمّت، وبالتأكيد لو كنتَ في لبنان، لكنتُ أعلمتُك فور عودتي من باريس بما حصل، فأكّد الراعي أنّه مع كلّ مبادرة توصِل الى انتخاب رئيس وأنّ هذه الخطوة فتحت آفاقاً جديدة في الرئاسة”.
وأوضَح مظلوم أنّ “فرنجية أكّد للبطريرك أنّه يسعى لحشد أكبر تأييد لانتخابه، وليس مستعجلاً للرئاسة، وإنّه سيواصل حواره مع الأفرقاء كافّة وعلى رأسهم الموارنة، فهو ضدّ كسر أحد بانتخابه، وخصوصًا المسيحيين”. وقال إنّ “فرنجية ليس بحاجة الى نصيحة للتواصل مع القوى السياسية، وهو يقوم بالاتصالات المطلوبة”.
وعن مساعدة الراعي لفرنجية بالتواصل مع عون وجعجع والجميّل، أشار مظلوم إلى أنّ “فرنجية يقوم بكلّ ما يجب، والاتّصالات أصلاً مستمرّة مع الجميع، وخصوصاً بين “القوات” والمردة” بعد المصالحة بينهما”، موضحًا أنّ “الأمور تُطبَخ بهدوء وبعيداً من منطق التحدّي.