تمكن مزارعو التبغ في البترون من تحصيل السعر المقبول لإنتاجهم من التبغ لهذا الموسم، الذي حدده الخبير المكلف من إدارة حصر التبغ والتنباك أحمد حمزه بـ12 ألف ليرة لبنانية، والذي لم يحصل عليه المزارعون منذ سنوات.
فبعد معاناة طويلة وخسارة في المواسم على مدى أكثر من 7 أو 8 سنوات، عادت زراعة التبغ الى ما كانت عليه في الماضي بالنسبة للمزارعين البترونيين، كمصدر رزق يؤمن ربحا على الأقل بنسبة 50 في المئة بعد سداد كلفة الانتاج.
أدوات عمل بدائية
فزراعة التبغ في منطقة البترون مرت في مراحل ازدهار، نشطت فيها القرى والبلدات البترونية في تعزيز هذه الزراعة، ويومها لم يخل منزل من محصول يعتمد عليه، وكانت معظم العائلات البترونية، لا سيما في القرى والبلدات الوسطى تتقن هذه الزراعة وتعتني بها.
وتتميز زراعة التبغ في البترون، كما في كل المناطق اللبنانية الأخرى، بمحافظتها على بدائية وسائل الانتاج، التي لم تتبدل ولم تتغير ولم تتطور منذ انطلاق هذه الزراعة، وأجمل ما فيها أنها شبكت أجمل علاقات الالفة والتعاون مع العائلات البترونية، وجمعت أفرادها ونساءها وشيوخها، شبابها وصباياها وحتى أطفالها، الذين كانوا جميعا، قبل شروق الشمس، يلتقون حول أكوام ورق التبغ لتتحول جلسات العمل، وشك أوراق التبغ الى لقاءات فرح بعيدا عن التعب والشقاء.
زراعة قديمة ومكلفة
وتعتبر زراعة التبغ من الزراعات المكلفة التي تتطلب عناية واهتماما وتكاليف مادية للحصول على انتاج جيد، يحظى بإعجاب الادارة المختصة وخبرائها ويؤمن السعر الذي يرضي المزارع.
حمل المزارعون محصولهم من التبغ لتسليمه من دون حماسة، في ظل جو توقعوه مشابهاً لأجواء الأعوام الماضية، لجهة الاسعار التي لم تكن تتجاوز الـ10 آلاف ليرة للكيلو الواحد، إلا أن محطة المزارعين لهذا العام في مبنى الريجي في محلة بسبينا في البترون سجلت ارتياحا لديهم، لأن الأسعار جاءت مخالفة للتوقعات، والخبير حمزه رفع السعر الى 12 ألف ليرة، نظرا لجودة الإنتاج ونوعيته.
الخبير ينصف الزارعين
ورحب المزارعون بالسعر لهذا الموسم واعتبر المزارع جورج أنطون أن «هذا السعر يشجعنا على الاستمرار في زراعة التبغ التي كنا بصدد التفكير باستبدالها، كغيرنا من المزارعين الذين سبقونا وتخلوا عنها، ما أدى الى تراجع عدد مزارعي التبغ، وبالتالي الى تراجع المساحات المزروعة تبغا. ونشكر الخبير أحمد حمزه على تخمينه العادل لنوعية الانتاج وجودته، وإعطائنا السعر الذي يؤمن لنا ربحا بنسبة 50 في المئة. ونحن ندرك أن هذا السعر مقبول نسبة للأسعار التي تعطى للمزارعين في المناطق الاخرى. صحيح ان المزارعين في الجنوب حصلوا على سعر يتراوح بين 13000 و14000 ليرة لبنانية للكيلو، ولكن تبغ الجنوب معروف بجودته ونوعيته المميزة لأنهم يتقنون إنتاجه، وفي بعلبك بلغ سعر الكيلو 11000 ليرة».
الحق لأصحابه
أما جوزيف خوري فقال: «بعد معاناة طويلة من تقدير وتخمين التبغ ونوعيته وتحديد سعره، نعتبر أننا اليوم حصلنا على حقنا، والخبير أحمد حمزه كشف وقدر بعدل، لأن نوعية إنتاجنا جيدة وهي لا تفوق جودة إنتاج تبغ الجنوب، ولكننا نتقن الصناعة. بإمكاننا الآن ان نقول نريد ان نبقى في قرانا ونحافظ على أرضنا وعلى إجازات زراعة التبغ، لأن زمن الظلم ولى، وحصلنا على حقوقنا وارتحنا من الخسارة التي كانت تتحكم بنا وبإنتاجنا ومواسمنا».