Site icon IMLebanon

الصناعة الغذائية اللبنانية… أفكار مبتكرة وريادة في الأعمال

houseofzejd
إيفون صعيبي

«أنا مصمم على بلوغ الهدف، فإما أن أنجح… وإما أن أنجح»، مقولة للكاتب الأميركي ديل كارنجي تختصر قصص نجاح لبنانية مختلفة. ليس النجاح ضربة حظّ، ولا أمراً نادراً لا يحدث إلا مرة واحدة، ولا يتكرر. لم ينجح أشخاص بفضل مشيئة إلهية لا سبيل لفهمها، بل بسبب إصرارهم ومثابرتهم على تحقيق غايتهم. صحيح أن الإرادة القوية للنجاح تجعل المسافة بين الحلم والحقيقة قصيرة، لكن الأهم هو إرادة التخطيط والإعداد لهذا النجاح كي يستمر… هذا ما فعله عدد من الشباب اللبناني، فغاصوا في أعماق شغفهم ليحوّلوا أحلامهم إلى واقع متألق، بعد أن آمنوا بالصناعات الغذائية اللبنانية وسعوا إلى تطويرها لتصل إلى أعلى المستويات. وقد حقق هذا القطاع أرقاماً قياسية عام 2014 بلغت قيمتها نحو 520 مليون دولار رغم صعوبة الوضع الاقتصادي

House of Zejd

ليس house of zejd (ومعناه في الفينيقية زيت الزيتون) في منطقة الأشرفية مجرد محل على غرار غيره من المحال التجارية المشابهة. لا يبيع هذا المتجر زبائنه الزيتون ومشتقاته فقط، رغم أنه يقدم نحو 80 منتجاً من أصناف شتى، بل هو صناعة عريقة عمرها من عمر الفينيقيين الذين نقلوها إلى العالم. كذلك يتشارك مع زبائنه بنقل شغف أصالة الزيت اللبناني.
لم يكتف صاحب شركة House of Zejd ومديرها، يوسف فارس، بامتلاك بساتين الزيتون التي ورثها عن أجداده، رغم أنه من عائلة تناقلت هذه الصناعة منذ تسعينيات القرن الماضي، بل صمم على تطويرها لتصديرها إلى الخارج. لذا، عمل على إنتاج زيت الزيتون العُضوي، أو ما يعرف بزيت الزيتون اللبناني البِكر.

يقول فارس: «تأسست الشركة عام 2004 وأنتجت علامة Zejd التجارية. ورغم أن منتجات «زيجد» لا تُسوّق بشكل كبير في لبنان، إلا أنها تجِد إقبالاً في السوق العالمية، وتُباع بأسعار مرتفعة. وتصدّر Zejd منتجاتها إلى تسع دول حول العالم هي: الولايات المتحدة، سويسرا، اليابان، هونغ كونغ، نيجيريا، فرنسا، إنكلترا، الكويت ودبي». ويضيف: «يتمتع الزيت المنتج بدرجة من الكثافة واللزوجة، ويختلف تماماً عن زيت الزيتون الموجود في معظم محلات «السوبر ماركت» الكبيرة، لذلك فضلنا عدم بيع منتجاتنا إلا في المتجر التابع للشركة في الأشرفية. عن تطور المواسم الزراعية ونسبة الأرباح، يشرح فارس أن «الزّبون دوماً موجود، سواء أكانت المواسم جيدة أم سيئة، وما دام الزبون موجوداً، Zejd ملزمة بأن تجني الزيتون. لكن المفارقة تقع عندما يكون المحصول جيِّداً، وبالتالي تنخفض الأسعار. أما إذا كان المحصول سيِّئاً، فإن نسبة الأرباح تنخفض حكماً، بما أن الشركة تسعى إلى شراء محاصيل من عدد من المزارعين».

No garlic no onion

إلى جانب نجاحه في عمله طبيباً للأسنان، قرر أنطوني رحايل الإبداع في مجال آخر، فأسس منذ بضع سنوات موقعno garlic no onion ليسوّق للمطبخ وعالم الأطعمة والأطباق في لبنان، ويعيد الاهتمام بالمنتجات البلدية التقليدية التي لم تعد تجد سوقاً للتصريف. بعد ذلك بفترة، جاءت فكرة The Box النابعة من الرغبة في نشر حبّ الأغذية والمأكولات اللبنانية الطبيعية 100%، ومشاركة هذه التجربة مع الأشخاص الذين يتمتعون بشغف فن الطبخ.
The Box مشروع بدأ عام 2012، وهو كناية عن صندوق يوزع مرة شهرياً على المشتركين الذين بات عددهم 150 حالياً، في اليوم نفسه والساعة نفسها، من دون أن يكونوا على دراية مسبقة بما تحتويه العلبة. تضم The Box ما يقارب 15 منتجاً مجموعة من عدة قرى لبنانية، وهي بغالبيتها من صنع ربات البيوت اللواتي يعملن في المؤونة المنزلية ويصنعنها لتوفير دخل لهن ولعائلاتهن. كذلك تحتوي The Box على لائحة تقدّم شرحاً مفصلاً عن كلّ من المنتجات المختارة ومصدرها. وتندرج هذه الفكرة الجديدة والبسيطة، ضمن إطار مساعدة هؤلاء السيدات لإيجاد سوق للمنتجات الطبيعية والصحية، وتشجيعهن على الاستمرار في إعداد هذه الوصفات التقليدية، وفي الوقت عينه إتاحة الفرصة أمام سكان المدن للتعرف إلى تاريخ المطبخ القروي الصحي والطبيعي.

Bibayti.com

موقع bibayti.com فكرة جديدة تطبق لأول مرة في لبنان، هدفها التسويق للطباخين المحترفين. انطلق المشروع منذ نحو شهر وفق ما يقول مؤسسه جان فارس. فبعد الرواج الذي لاقته مواقع مماثلة في الولايات المتحدة ودبي، قرر فارس تطبيق الفكرة عينها في لبنان. يقوم الموقع الذي يعرّف المتصفحين إلى الطباخين من خلال إدراج أسمائهم مرفقة بسيرتهم الذاتية، إضافة إلى لوائح الأطعمة والمأكولات التي يبتكرونها مع أسعارها. من خلال الموقع يمكن أي شخص طلب «الشيف» الذي يريده وتحديد اليوم الذي يرغب فيه أن يحضر الطباخ إلى المنزل ومعه كل الأغراض التي سيحتاجها لإعداد الأطباق. يقول فارس إن «هذه الفكرة تختلف من حيث المفهوم عن الشركات التي تتولى تقديم الطعام في المناسبات، فهنا يقوم الطباخ بإعداد المأكولات في المنزل. أما الأرباح التي يجنيها القيمون على الموقع، فتكون باقتطاع جزء بسيط من المبلغ الذي يتقاضاه الطباخ، بعد أن تجري عملية الطلب من متصفحي الموقع. وبالنسبة إلى طريقة الدفع، هي إلكترونية. ويختم: «حالياً أُدرج سبعة طباخين مع 25 لائحة طعام على الموقع، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد أكثر في الأشهر القليلة المقبلة».

أطياب الريف

أطياب الريف تعاونية هدفها مساعدة المرأة في الريف على توفير دخل يساعدها ويساعد عائلتها، عبر الربط المفيد بين التعاونية والمزارع والمصدر لتقديم منتجات خالية من المواد الحافظة أو الكيميائية. أنشئت التعاونية نتيجة مشروع تنموي في الأرياف اللبنانية كان الهدف الأساسي منه إيجاد فرص عمل للمرأة في المناطق الريفية لتمكينها من توفير دخل ثابت. وقد مكنت فرص العمل هذه السيدات من البقاء في قراهن. يعمل هذا المشروع مع 42 تعاونية نسائية من مختلف المناطق اللبنانية، وهو بدأ بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مع جمعية الشبان المسيحية، ثم أصبح مشروعاً مستقلاً. وقد بدأت المنتجات تصدّر إلى الخارج، خاصة إلى الولايات المتحدة ودولة الإمارات.
تشير مي طرابلسي، مديرة تعاونية أطياب الريف، إلى «أن عمل السيدات لا يكون إفرادياً، بل من خلال مراكز في التعاونيات المجهزة لإنتاج منتجات سليمة ونظيفة من دون أن تفقد هويتها اللبنانية، وقد تم تجهيزها بتكنولوجيا مبسّطة، لكي نحافظ على الطابع التقليدي. أما المنتجات التي تُعدّها هؤلاء السيدات، فهي: المربى والمكدوس والزعتر واللبنة والكشك والشرابات وغيرها من المنتجات اللبنانية التقليدية، وهناك خطة تسويقية تهدف إلى الذهاب بالإنتاج المصنّع إلى الأسواق الخارجية».