عقد رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين فؤاد زمكحل، ظهر اليوم، مؤتمرا صحافيا في نادي الصحافة، بعد ترؤسه وفدا إقتصاديا من رجال الأعمال زار الجمهورية الاسلامية في إيران الأسبوع الماضي، في حضور عدد من أعضاء الوفد تحدث في خلاله عن نتائج هذه الزيارة ووقعها الإقتصادي.
وفي كلمة لزمكحل عرض فيها “رحلة استكشاف اقتصادية واستثمارية في العاصمة الايرانية، طهران، دامت ستة أيام (من 27 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول 2015)”، مشيرا الى “تضمن أكثر من 30 شخصا من جميع القطاعات”.
واضاف: “من اللحظة الأولى من وصولنا الى إيران ولغاية رحيلنا، تفاجأنا وسررنا بالترحيب الحار والاهتمام الخاص بنا والاندفاع بالتعاون معنا الذي أثبته لنا جميع الأشخاص الذين اجتمعنا بهم من جميع المستويات على الصعيد الخاص والعام. ومنذ اليوم الأول في العاصمة الايرانية أعجبنا بالبنية التحتية المتطورة والتنظيم ورؤية القطاع العام، وخصوصا بديناميكية واستراتيجيات القطاع الخاص الإيراني”.
ولفت الى ان “الأيام الأولى من زيارتنا الاستكشافية كرست لزيارة المنظمات الحكومية والعامة لفهم القوانين والهياكل والشروط للعمل والتعاون تجاريا مع إيران. وبالتالي، اجتمعنا مع وزارة الاقتصاد والتجارة والصحة والصناعة وكذلك مع لجنة الاستثمار والخصخصة والمناطق الحرة”، واضاف: “في الأيام التالية قمنا باجتماعات مع القطاع الخاص: غرفة التجارة في طهران، والغرفة الإيرانية للتجارة حيث كان بانتظارنا أكثر من 185 رجل أعمال إيراني لعقد اجتماعات ثنائية، وأيضا مع عدة مجموعات رئيسية قابضة من القطاع الخاص الإيراني وكذلك مع القطاع المصرفي. في الوقت نفسه نظم كل عضو من أعضاء الوفد لقاءات خاصة وثنائية مع عدة أشخاص معنيين بمجاله وقطاعه الخاص”.
وتابع: “من ناحية أخرى، أقام سعادة السفير اللبناني في إيران فادي الحاج علي حفل عشاء تكريما للوفد في حضور الجالية اللبنانية في إيران والعديد من رجال الأعمال اللبنانيين القائمين في إيران. وأقامت غرفة التجارة الإيرانية مأدبة غداء على شرفنا في حضور عدد كبير من رجال الأعمال الإيرانيين. وأخيرا، نظمت عائلة الجميل الموجودة في إيران منذ عدة أجيال حفل عشاء تكريما لأبناء بلدهم اللبنانيين في منزل العائلة في طهران”.
واثنى زمكحل “بالإجماع بهذه السوق الضخمة المؤلفة من 80 مليون نسمة، وبإمكانات التطور والنمو التي تتمتع بها في جميع المجالات”. وقال: “كان واضحا تماما بالنسبة لنا أن السلطات والقطاع العام والخاص الإيراني متحمسون جدا لاستقبال وتشجيع رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، وخصوصا اللبنانيين، على العمل في ومع إيران، إذ لا تتمحور أهدافهم فقط حول التركيز على الموارد الطبيعية (النفط والغاز والمعادن)، ولكن يركزون أيضا على الانفتاح على القطاع الخاص والخصخصة وبناء اقتصاد مختلط مع تطوير مؤسسات القطاع الخاص على المستوى المحلي والدولي. من ناحية أخرى، يهتم الايرانيون بشكل كبير بتسليط الضوء على موقع إيران الجغرافي وأهميتها للتجارة والتبادل التجاري الإقليمي، بغية لعب دور منصة اقتصادية اقليمية كبيرة، ومن هنا الأهمية الكبيرة المعطاة لخلق مناطق حرة متعددة (على سبيل المثال كيرش) التي توفر العديد من الميزات الضرائبية وغيرها للمستثمرين الأجانب”.
واضاف: “أظهرت اجتماعاتنا مع القطاع الخاص أيضا مصلحة كبيرة في تطوير شراكات مع رجال الأعمال اللبنانيين ليس فقط في ايران ولكن لا سيما ضمن النمو الدولي”.
ولفت الى انه “تم تحديد بوضوح علاقة تكاملية وليس تنافسية وكذلك تعاون وتآزر مثمر”، مؤكدا انه “لا يكمن تطبيق كل هذه الايجابية والمشاريع المختلفة والفرص المتعددة قبل رفع العقوبات بشكل نهائي”.
وأمل أن “يكون عام 2016 عاما حاسما، وأن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ وان يتوصل المعنيون الى تسوية مشاكلهم السياسية والديبلوماسية”.
واشار الى النقاط المشتركة مع رجال الأعمال الإيرانيين لجهة “السوق المتقلبة، واقتصاد الحرب”. وقال: “تمكنا، في موازاة ذلك، من النمو والتطور بالرغم من كل الصعوبات، والعديد من المخاطر حيث نجحنا في إيجاد الفرص المدفونة وراء الأزمات. لدينا الطموحات نفسها لتحقيق النمو، والمزايا نفسها للمثابرة والبقاء على قيد الحياة، والتكيف السريع مع التغيرات. علينا التعاون معا من أجل النمو والتطور”.
واوضح ان الوفد نقل الى رجال الاعمال الايرانيين ان “لبنان بلد صغير مع إمكانيات كبيرة، ولديه كبار رجال الأعمال، ويتعامل مع أعظم الدول وأكبر القارات”، وقال: “ان أكبر وأهم ثروة لدينا لا تكمن في الأرقام أو الكميات ولكن في الجودة والكفاءة والربحية، والإبداع، والدراية، وسرعة التكيف”.
وختم بالقول: “إن هذه الرحلة الأولى كانت ناجحة جدا على جميع المستويات. وسيتبعها العديد من الوفود ومن زيارات وفود أخرى أو زيارات على المستوى الفردي. وسيقوم كل رجل أعمال بمتابعة العلاقات المبنية عن كثب والاستفادة منها والبناء على البذرة الأولى التي تم زرعها”.