تشديد على أهمية الثقافة واتقان اللغة العربية وتطوير المناهج
في إطار المعرض المسيحي الرابع عشر الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان في قاعات دير مار الياس – انطلياس، أُقيمت طاولة مستديرة حول “فورة كليات الاعلام وسوق العمل” شارك فيها كل من عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة، عميد كلية الاعلام في جامعة AUST الدكتور جورج فرحا ، الدكتور جان كرم (محاضر وخبير تدريب في الاعلام)، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان.
افتتاحاً النشيد الوطني فكلمة ترحيبية للاعلامية كارول صعب التي طرحت مجموعة من الأسئلة منها على سبيل المثال لا الحصر: هل يمكن الحديث عن تخمة في عدد الطلاب؟ هل هناك أزمة تضخم بإعطاء الشهادات؟ هل تواكب المناهج الجامعية التطورات والتحولات المتسارعة في الحقول العلمية والرقمية والالكترونية؟ هل المؤسسات الاعلامية قادرة على استيعاب الكمّ المتزايد من الخريجين؟ هل هناك فجوة بين الدراسة الأكاديمية وسوق العمل؟ وما هي المعايير والشروط للاعلامي الناجح؟
صدقة
قدّم عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة سلسلة من النقاط التي يجدر التوقف عندها:
– كلية الاعلام تدّرس اختصاصات عدة منها العلاقات العامة والتوثيق والادارة المعلوماتية، بحيث أن ليس كل المسجلين في كلية الاعلام يتابعون اختصاص علوم الاعلام والاتصال انما هم نسبة الثلث من طلاب الكلية .
ـ إن نصف العاملين في المجال الاعلامي لا يحملون شهادات في الاعلام ، فمهنة الاعلام ليست محميّة ، ما يطرح مشكلة حقيقية ، وهي بحاجة الى معالجة جذرية . فالنقابات الاعلامية غائبة وواقعها فلكلوري والصحافيون الذين يتقاعدون لا يجدون رعاية صحية أو غيرها .
ـ كلية الاعلام تقوم بمباراة دخول سنوياً وتأخذ أكبر عدد ممكن من الطلاب، لأنه ليس بمقدورهم التوجه الى الجامعات الخاصة وذلك خدمة للطبقات غير الميسورة .
ـ معاناة الكلية من المستوى العلمي المتدني للطالب الذي يتقدّم لامتحانات الدخول، بحيث كان معدل النجاح في السابق 80\45 أما اليوم فبات 80\35 ، لذلك تجرى الامتحانات في بداية الصيف بهدف أن يتابع الناجحين دورة الزامية باللغة العربية ولغة أجنبية خلال شهر أيلول للحد قدر الامكان من هذه المشكلة.
ـ الصحافة ترتكز على الفكر والثقافة أكثر منها تقنياً لأن الصحافي الجيد هو الذي يستطيع نقل الخبر وفهم أبعاده وربطه بالواقع وربط الأحداث ببعضها . كما أن الكلية تخرّج صحافيين وليس تقنيين. من الأهمية أن يعزز الصحافي ثقافته في مختلف مجالات الحياة لأن اكتساب التقنية لا يتطلب جهداً كالمهارات الاعلامية وغيرها، بحيث ان الصحافي يتعلمها بسهولة .
– تحضّر الكلية لمناهج جديدة تتوافق ومتطلبات سوق العمل والثورة التكنولوجية، وتأخذ لجنة المناهج أربعة محاور في الاعتبار ومنها الثقافة العامة (علم اجتماع ، علم سياسة …)، الثقافة المتخصصة في وسائل الاعلام، المهارات التحريرية والتكنولوجيا .
ـ إنشاء اختصاصات جديدة تماشياً مع حاجات سوق العمل ومنها الصحافة الاقتصادية والتنموية، الصحافة الصحية والبيئية.
فرحا
رأى عميد كلية الاعلام في جامعة AUST الدكتور جورج فرحا أن الجامعات الخاصة تسعى الى تحقيق الربح المادي ، ويصل عددها الى 54 جامعة ومعظمها تضم كليات اعلام بشكل مباشر أو غير مباشر، لذلك لا يستطيع سوق العمل استيعاب الطلاب الذين يتخرجون سنوياً. والمفارقة أن ست جامعات جديدة تنتظر إعطاء مراسيم التراخيص لها من وزارة التربية . وهذا سيُعمّق الأزمة أكثر .
ولفت الدكتور فرحا الى “أن جامعتنا تخرج سنوياً نحو 40 طالباً، وينبغي على الطالب القيام بتدريب 350 ساعة في مؤسسات اعلامية لاكتساب المهارات الاعلامية تطبيقاً”، مشيراً الى أن المؤسسات التي تحتاج الى طلاب يتقنون اللغة الانكليزية قد تكون قليلة الى حدٍ ما في لبنان، في حين أن طلابنا يتابعون المنهج بهذه اللغة. من هنا يتوجه الطلاب بالتعاون مع بعضهم الى تأسيس شركات صغيرة للانطلاق الى سوق العمل .
وشدد على أهمية الثقافة في العمل الاعلامي والتنوع داخل الاختصاص لمضاعفة فرص العمل .
كرم
أورد الدكتور جان كرم بعض الملاحظات حول كليات الاعلام التي يعتبرها عورات ومنها :
– هي ملجأ لليتامى من الطلاب الذين لم يجدوا لهم مكاناً يأتون إليه .
– هي محطة للآنسات المسحورات اللواتي يعتبرن الجمال هو الأهم .
– هي دكان وايبرماركات لا قيمة لها إلا بالنتاج المالي .
– هي محاصصة طائفية مذهبية سياسية غير واضحة الأهداف .
وأضاف كرم: أجرمت الجامعة اللبنانية عندما حوّلت معهد الصحافة الى كلية. يعني أن المعهد كان مركزاً لاغناء الصحافة بالمهارات فأصبح كلية لتلقين النظريات. وتساءل: لماذا تفرض كلية الهندسة تحصيل تدريب مكثّف وتُخرج رواداً كباراً في حين يكون التدريب في الاعلام طارئاً ولا يقوم به الطالب إلا بعد التخرج .
واعتبر أن كليات الاعلام مقصّرة لهذه الناحية وباتت تعطي شهادات للـ prestige فقط انما لا تخدم سوق العمل. ورأى ضرورة تخصيص وقت لتثبيت اللغة العربية وإعادة تحويلها الى معهد لئلا يبقى الطالب بحاجة الى التدريب في مؤسسات خارج الجامعة. ودعا الى الشمولية في مختلف القضايا التي يتناولها الاعلام وليس الى التخصصية الضيقة .
صعب
وقالت مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور صعب: “كلية الاعلام علمتني الكثير لكن ينقصها التدريب. عندما تخرجت لم نتدرّب بشكل كافٍ لأن عدد المؤسسات الاعلامية كان قليلاً وبالتالي يخاف الموظفون لئلا نأخذ مطارحهم. الكلية تخصص ساعات تدريب للطلاب في المؤسسات انما هذه الأخيرة لا تقوم بالدور المناط بها”. وأضافت :” أحرص في الوكالة الوطنية أن يتدرب الطلاب بتحرير الأخبار والمشاركة في صنعها . وأعطي الأولوية لطلاب الجامعة اللبنانية لأن هذه الأخيرة غير مجهزة كغيرها من الجامعات الخاصة . في هذه المؤسسة يعيشون الحدث ويتعلمون كيف نتعاطى مع الخبر بمهنية وأخلاقية “. وركزت على أهمية الأخلاقيات في مهنة الاعلام ، مشيرة الى أن الذين لا يتحلون بالأخلاقيات الاعلامية هم في الغالب دخلاء على المهنة ولم يأخذوا القواعد الأساسية للأخلاقيات الاعلامية .
ودعت الى زيادة عدد ساعات التدريب من 70 الى 70 وأكثر والانتباه الى قواعد اللغة العربية . وطالبت بتطهير نقابة المحررين من غير الاعلاميين وحماية مهنة الاعلام .
وكانت شهادات تجارب لطالبات من كلية الاعلام وهن كارلا سماحة، سحر زرزور، نور براك وكارلا شالوحي.
يتضمن برنامج اليوم السبت توزيع جوائز مسابقات المدارس والجامعات ودروع تكريم وجوائز مسابقة التنشئة المسيحية ، لقاء الجمعيات والتعاونيات والأندية بتنظيم من جمعية نبض الشباب وطاولة مستديرة عن الاعلام وتحديات اليوم مع تلفزيون SAT 7 .
هذا ويستمر المعرض الى السادس من كانون الأول ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً .