أظهر اول مسح ثقافي عالمي نشرت نتائجه منظمة اليونسكو ان القطاعات الثقافية والابداعية تساهم في 3% من اجمالي الناتج العالمي وتوظف 29.5 مليون شخص في العالم.
وتصل عائدات الاوساط الثقافية والابداعية من اعلانات وهندسة معمارية وكتب والعاب الكترونية وموسيقى وسينما وصحف ومجلات وعروض حية وتلفزيون وفنون بصرية الى 2250 مليار دولار اي اكثر من عائدات خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية.
وجاء في الدراسة التي نشر نتائجها الاتحاد الدولي لجمعيات المؤلفين والملحنين واليونسكو ان “القطاعات الثقافية والابداعية تشكل محركا اساسيا لاقتصاد الدول المتطورة بالخصوص وهي جزء من القطاعات التي تعرف اسرع نمو”.
وشددت الدراسة على انه في سبيل الاستفادة بالكامل من قدرات الثقافة ينبغي على المبدعين ان يحصلوا “على اجر مناسب”.
وتشكل منطقة آسيا المحيط الهادئ المنطقة الاولى عالميا في مجال الالعاب الالكترونية مع 34% من العائدات و40% من الوظائف المتوافرة في هذا القطاع.
وتحقق اوروبا 32% من العائدات و25% من الوظائف مع “تركز كبير للمبدعين” فيها وسبعة من اكثر عشرة متاحف استقطابا للزوار في العالم.
وتساهم اميركا الشمالية بـ28% من العائدات الثقافية العالمية و15% من الوظائف، وهي تتصدر مناطق العالم في مجال السينما والتلفزيون والعروض المسرحية.
وتعتبر اميركا اللاتينية الابرز في مجال التلفزيون (6% من العائدات العالمية و16 5 من الوظائف) مع برامج تصدر الى العالم بأسره.
وفي افريقيا (3% من العائدات و8% من الوظأئف) يشكل الاقتصاد الموازي ولا سيما الحفلات الموسيقية جزءا كبيرا من الساحة الثقافية.
ويعاني العالم العربي من أزمة قراءة استفحلت خاصة لدى الاجيال الجديدة، حيث بينت احصائيات حديثة ان العربي يقرأ لمدة سبع دقائق فقط في السنة.
وافتتحت مؤخرا بمكتبة الإسكندرية وبحضور شخصيات عربية وأجنبية بارزة القمة العالمية الرابعة للكتاب والتي تعقد للمرة الأولى في بلد افريقي أو عربي منذ أطلقتها مكتبة الكونغرس عام 2012.
وانعقدت القمة تحت عنوان “الكتاب والقراءة والتكنولوجيا” بمشاركة مثقفين وأكاديميين ومهنيين في مجال صناعة الكتاب وعلوم المكتبات والنشر والتكنولوجيا يناقشون محاور منها “التكنولوجيا والمخطوطات” و”الكتب والتبادل الثقافي” و”الكتاب الإلكتروني في مقابل الكتاب المطبوع” و”أزمة الكتاب في الدول النامية”.
وقالت مكتبة الإسكندرية في بيان عقب الافتتاح إن هذه القمة “تعقد لأول مرة في افريقيا والعالم العربي بعد أن أطلقتها مكتبة الكونغرس في عام 2012 لمناقشة الكتاب وكل ما يتعلق به من موضوعات” وعقدت القمة في كل من واشنطن وسنغافورة وباريس على التوالي في أعوام 2012 و2013 و2014.
وقال حلمي النمنم وزير الثقافة المصري في الافتتاح إن استضافة مكتبة الإسكندرية لهذا “الحدث العالمي” يأتي في وقت يواجه فيه الكتاب ما وصفه بالمشكلة الكبرى في مصر والعالم العربي.
وأضاف أن هناك تراجعا في مستويات القراءة في العالم العربي “وهناك تقارير تشير إلى أن الإنسان المصري والعربي يقرأ لمدة سبع دقائق فقط في السنة” وأن القراءة ليست عادة مترسخة في العالم العربي.