دان مكرم، ديفيد أوكلي، وروبن ويجلزويرث
مع اقتراب العام الجديد، يغلب على المستثمرين أن يكونوا متفائلين من باب الضرورة المهنية. ولأنهم مشحونون بالرغبة في العثور على شيء يفعلونه بالمال الموجود تحت رعايتهم، يجب أن يبحثوا عن أفضل فرصة، أو أقلها سوءا، ضمن اختصاصاتهم.
لكن إذا سألنا مجموعة من مديري صناديق الاستثمار العالمية عن أكبر القرارات التي يتعين عليهم اتخاذها في العام المقبل، فإن عددا قليلا من القضايا يهيمن على الحديث.
ما الذي سيحدث عندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريبا؟ هل ستواصل الصين النمو بسرعة، ما يؤدي إلى استدامة الطلب على المواد الخام التي بدا حتى وقت قريب أنها لا تشبع؟ هل تعتبر الأسواق الناشئة أعظم فرصة منذ سنوات أم أنها مصيدة للغافلين؟ وماذا عن السوق الصاعدة الطويلة جدا في الأسهم الأمريكية – أليس من المؤكد أنه لا يمكنها المضي قدما؟
ريك ريدر، كبير الإداريين الماليين للدخل الأساسي الثابت في بلاك روك، الذي يدير أكبر كومة من الأصول في العالم، لديه الصين في ذهنه.
يقول: “الشيء الحاسم في العام المقبل هو ما إذا كان هروب رؤوس الأموال الصينية سيصبح أسوأ حتى من قبل … [إنها] ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مع مخالب في كل مكان. إنها مهمة للغاية”.
بكين أذهلت المستثمرين العالميين بالسماح للعملة بالانخفاض في آب (أغسطس)، ما أثار مخاوف بشأن سرعة وطبيعة تباطؤ اقتصادها. وتحاول الحكومة إعادة تشكيل وإصلاح الدوائر الكبرى داخليا، والابتعاد عن الاستثمارات الضخمة في المباني والبنى التحتية والتحول نحو مزيد من الاستهلاك الشخصي باعتباره محركا للنمو.
الافتراض الأساسي اللازم لإبقاء التفاؤل هو إعادة تحقيق التوازن دون حدوث هبوط حاد.
وبحسب ريدر “القضية الأساسية لدينا هي أن أسعار [الفائدة] تنجرف إلى أعلى”، مضيفا “لكن [الصين] هي أكبر من خطر الذيل. صدمة خارجية يمكن أن تأخذنا إلى الأسفل مرة أخرى”.
بالنسبة لأسواق الدخل الثابت كانت أسعار الفائدة العالية بشكل تاريخي مشكلة، حيث تتضرر المحافظ الاستثمارية على أساس أن الأسعار تتحرك عكسيا مع العوائد. وقبل قرار الاحتياطي الفيدرالي المرتقب بخصوص أسعار الفائدة ظلت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية وسندات الشركات تسير إلى أعلى، بقيادة الصف الأدنى من السندات الخطرة.
بالنسبة لبوب ميشيل، كبير الإداريين الاستثماريين في بنك جيه بي مورجان لإدارة الأصول، عوائد السندات على مستوى العالم يمكن أن تسقط من هنا، في الوقت الذي تتخذ فيه البنوك المركزية في اليابان وأوروبا برنامج التسهيل الكمي، في حين يشدد الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية. ويقول إن العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ربما يتراجع إلى أقل من 2 في المائة.
ويتابع: “عندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لأول مرة ستبدأ الأسواق بداية في الشعور بالذعر، وستعتقد أن الارتفاع سيستمر حتى 3-4 في المائة”، مشيرا إلى أن منحنى العائد سيكون أشد انحدارا في البداية، مع ارتفاع العوائد على السندات طويلة الأجل.
لكن بعد ذلك يتحول الاهتمام إلى “سعر الفائدة النهائي”، المستوى الذي سيتوقف الاحتياطي الفيدرالي عنده عن رفع الأسعار. والأسس الاقتصادية ليست قوية بما فيه الكفاية لزيادة كبيرة في أسعار الفائدة.
“يمكن أن يرتفع الدولار بسهولة بنسبة 10 في المائة أخرى، لذلك أعتقد أنهم سيكونون محظوظين في رفع سعر الفائدة على ودائع المصارف لدى الاحتياطي الفيدرالي إلى 1 في المائة قبل الحاجة إلى التوقف”.
مايكل هازنزتاب، كبير الإداريين الاستثماريين لدى تمبلتون ماكرو العالمية، يرى قيمة في بعض الأسواق الناشئة. وكانت هذه من بين الأسواق الأسوأ أداء هذا العام بسبب مزيج من المخاوف بشأن الصين وقوة الدولار التي أضرت بالصادرات والقدرة على جذب تدفقات رأس المال. وكثير من المستثمرين يقرون بأن المخاوف قد تكون مبالغا فيها، لكنهم حذرون بشأن الشراء في وقت أقرب ما يجب – وبالتالي حذرون بشأن الفرصة.
ووفقا لهازنزتاب الذي يختار المكسيك وبعض دول جنوب شرقي آسيا باعتبارها أكبر البلدان المختلفة عن المجموع: “المحفز للارتفاع في بعض هذه الأسواق الناشئة سيكون عند وصول رفع سعر الفائدة، وبمجرد أن يرى الناس أنه لا يعرقل هذه القصة”.
ويضيف: “احتسبت الأسواق وضعا يعتبر أسوأ من الأزمة المالية الكبيرة، وأسوأ من الأزمة المالية الآسيوية، لكن الأساسيات لا تبرر ذلك”.
وبالنسبة لأسهم الأسواق المتقدمة، فإن إجماع المحللين هو شراء أوروبا للعام الثاني على التوالي، بفضل الأداء القوي هذا العام، وسياسة التحفيز المستمر من البنوك المركزية.
الجدل الأكثر سخونة يتركز حول الأسهم الأمريكية، نظرا إلى السوق الصاعدة الطويلة، ووجود هوامش ربح عالية للشركات التي لديها مجال كبير للنمو، والضغط لرفع الأجور مع تراجع البطالة.
ماثيو وارد، وهو مدير محفظة تابعة لشرودرز، غير مقتنع. يقول: “يجب على الأسهم عموما أن تحقق أداء في الولايات المتحدة عام 2016 عندما ترتفع أسعار الفائدة”.
ويضيف وارد الذي يوجد مقره في الولايات المتحدة: “كان هناك أيضا حديث كثير عن التقييمات التي زادت على حدها في الولايات المتحدة، لكن نسبة [الربح إلى السعر] الحالية أقل من الاتجاه العام على المدى الطويل”.
ويجدر الإصغاء إلى كلمات ديفيد هاردينج، من وينتون كابيتال مانجمنت، الذي يقول إن الشيء الوحيد المؤكد هو دور الأمور غير المتوقع. “اعتاد الناس على القول إن النفط لا يمكن أن يرتفع فوق 30 دولارا للبرميل لأن السعودية ستفتح الصنابير، وبعد ذلك ارتفع إلى 100 دولار. وفي الخمسينيات قال الناس إن عوائد الأوراق المالية يجب أن تكون دائما أعلى من عائدات السندات لأن الأسهم كانت ذات مخاطر أعلى”.
“إنه لأمر مدهش كيف يُفاجأ الناس من المفاجآت”.