إعتبر المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيّد أنّ “التلميحات والتسريبات التي صدرت اخيراً عن حزب “القوات اللبنانية” بشأن احتمال إقدام رئيسها سمير جعجع على دعم ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة رداً على ترشيح النائب سليمان فرنجية، هي غير جدية على الإطلاق، وتأتي من قبيل المناورة السياسية فقط، لكسب الوقت والإيقاع بين عون وفرنجية من جهة، واستدراج المملكة العربية السعودية الى دعوة جعجع اليها للوقوف على خاطره والتفاوض معه بشأن الضمانات والسعر السياسي الواجب دفعه اليه من جهة أخرى، بعدما اعتبر انّه تم تجاهله كلياً في الإعلان عن ترشيح فرنجية”.
السيّد، وفي بيان، قال: “انّ جعجع لن يجرؤ على دعم ترشيح عون علناً ورسمياً، على غرار عدم جرأته وتراجعه سابقاً عن دعم مشروع الانتخاب الأرثوذكسي، رغم وعوده حينذاك عون، ذلك انّ جعجع مرتبط مصيرياً، بشخصه وسياسته وإمكاناته وتمويله، وربما بأمنه أيضاً، بـ”تيار المستقبل” وبالدول العربية والغربية الداعمة له، ما يجعل خروج جعجع على حلفائه في مسألة الرئاسة بمثابة الانتحار السياسي له ولحزبه في غياب أيّ مظلة سياسية اخرى محلية او خارجية يمكن ان يحتمي بها”.
وختم السيّد: “إنّ فريق الثامن من آذار وحلفائه، مدعو اليوم الى وضع حدّ للتشويش الجاري ولمحاولات الفتنة بين أركانه، ما يستلزم القيام بمصارحة داخلية معمقة في ما بينهم لتحديد خياراتهم الرئاسية بين ما هو مستحيل وما هو ممكن تحقيقه، من دون الإضطرار الى تقديم أيّ تنازلات مسبقة في المقابل، سواء في ما يتعلق بالتحالفات أو بالخيارات الاستراتيجية أو بالحكومة المقبلة أو بقانون الانتخاب وغيرها من الشؤون الكبرى ذات الطابع العام في الدولة، والتي تخضع للتوازن الوطني العام في البلاد ولا يمكن لفريق واحد الاستئثار بها”.