IMLebanon

نوكيا تفرّط في ‘هير’ لعمالقة السيارات الألمانية

Maps-here-Nokia
افادت شركة نوكيا إنها أتمت بيع خدمة الخرائط خاصتها “هير” لشركات صناعة السيارات الألمانية بي إم دبليو، وأودي، ومرسيدس.

وأضافت الشركة الفنلندية أن صافي عائداتها من هذه الصفقة الضخمة، التي كان من المتوقع بادئ الأمر أن تتم خلال الربع الأول من العام 2016، سيبلغ نحو 2.87 مليار دولار أميركي وذلك تمشياً مع التقدير الأصلي.

وكانت نوكيا باعت في العام الماضي قطاع الهواتف المحمولة، الذي كان لمدة طويلة المسيطر على هذا السوق، لشركة مايكروسوفت، ثم جاءت صفقة الخرائط، والآن تركز الشركة على أعمالها الأساسية في قطاع معدات الاتصالات والشبكات، بالإضافة إلى براءات الاختراع.

وقالت شركة نوكيا إنها تعتزم بيع كاميرا الواقع الافتراضي “أوزو” OZO بسعر يصل إلى 60 الف دولار أميركي، على أن تبدأ شحنها خلال الربع الأول من العام المقبل.

ويؤكد سعرها المرتفع أنها موجهة لصناع الأفلام وليس للمستهلكين العاديين.

وتستعين نوكيا بخبراء برمجيات وتختبر منتجات جديدة وتبحث عن شركاء في إطار سعيها للعودة إلى تصنيع الهواتف المحمولة وساحة التكنولوجيا الاستهلاكية التي تخلت عنها بعد بيع وحدتها للهواتف.

والشركة الفنلندية كانت ذات يوم أكبر مصنع للهواتف المحمولة في العالم لكنها تراجعت مع ظهور الهواتف الذكية وبزوغ نجم منافسين مثل أبل وسامسونغ.

وباعت نوكيا وحدتها للهواتف لمايكروسوفت في نهاية 2013 وركزت منذ ذلك الحين على تصنيع معدات شبكات الاتصالات.

ويخطط راجيف سوري رئيس نوكيا حاليا للعودة من جديد. لكن عليه الانتظار حتى نهاية 2016 قبل أن يفكر في العودة ثانية لسوق الهواتف المحمولة الى ان ينقضي اتفاق بعدم المنافسة مع مايكروسوفت لكن الاستعدادات جارية.

وبدأت الشركة بالفعل في دخول السوق الاستهلاكية باطلاق جهاز كمبيوتر لوحي يعمل بنظام اندرويد “إن1” الذي بدأ بيعه في يناير/كانون الثاني في الصين وكشفت قبل أيام عن “كاميرا تحاكي الواقع” مبشرة “بميلاد جديد لنوكيا”.

كما أطلقت تطبيق “زد لونشر” على نظام تشغيل اندرويد والذي ينظم محتوى الهواتف الذكية.

وفي الوقت ذاته أعلن قسم التكنولوجيا التابع للشركة عن عشرات الوظائف في كاليفورنيا عبر شبكة “لينكد إن” على الإنترنت كثير منها في مجال تطوير المنتج ومن بينها مهندسون متخصصون في اندرويد وهو نظام التشغيل الذي ستستخدمه هواتف نوكيا.

كما تعتزم نوكيا تسريح نحو 70 شخصا بالوحدة بحسب بيان أصدرته في مايو/ايار لكن مصدرا بالشركة قال ان هذا العدد قد تم تخفيضه للنصف.

وعودة نوكيا لمكانتها السابقة بمجال الهواتف لن تكون سهلة في ظل التغيرات المتلاحقة والمنافسة الشديدة اذ تهيمن أبل على نحو 90 بالمئة من عائدات الصناعة.

ويبقى أحد الأوراق الرابحة في يد نوكيا هي امتلاكها حقوق أحد أكبر براءات اختراع الملكية الفكرية لصناعة الهواتف المحمولة من بينها براءة اختراع احتفظت بها بعد بيع وحدة الهواتف. وهي لا تريد اهدار مثل هذه الموارد التي دفعت فيها عشرات الملايين من اليورو في استثمارات على مدى العقدين الماضيين.

كما ستحصل على دفعة بمجال الابداع عند اتمام صفقة استحواذ بقيمة 15.6 مليار يورو (17 مليار دولار) على الكاتيل-لانسيت التي اعلن عنها في ابريل/نيسان المتعلقة ببيل لابس وهو مركز أبحاث أميركي فاز علماؤه بثماني جوائز نوبل.

وتقول نوكيا إنها لن تكرر أخطاء الماضي بعدم الالتفات لتغيرات التكنولوجيا وإثقال كاهلها بالتكاليف الكبيرة والتفاعل البطيء مع تغيرات أذواق المستهلكين.

وفي إطار تجنب هذه المخاطر تسعى لاقامة شراكات لاتفاقات “ترخيص-العلامة التجارية” في الدول التي ستصمم بها هواتف نوكيا الجديدة.

ويتناقض هذا تماما مع سياسة الشركة السابقة في أيام مجدها حين كانت تصنع عدد هواتف محمولة أكبر من أي شركة أخرى بالعالم وتوظف عشرات الالاف من العاملين.

وقال سوري الشهر الماضي إن نوكيا تهدف إلى الدخول مجددا لصناعة الهواتف المحمولة لكن من خلال اتفاقات الترخيص هذه فقط. وقال الرئيس التنفيذي الذي تولى منصبه في مايو/ايار الماضي إن الشركة لن تعود ثانية لتلك الأساليب “التقليدية”.