ترى أوساط مشككة لصحيفة “الأنباء” الكويتية في انتخاب فرنجية قريبا أن الحريري وفرنجية حرقا المراحل.
الأول حين وضع كل فريق ١٤ آذار المسيحي وأكثرية تيار المستقبل في خانة المعارضين له شخصيا كما لأي اقتراح يقدمه لتسويق هذه التسوية.
فوضع الحريري المسيحيين في خانة خصومه لترويج صفقة تفوق في خطورتها ذهابه الى دمشق، يشكل بالنسبة الى هؤلاء المسيحيين «خاتمة نهائية» لعلاقة استمرت منذ عام ٢٠٠٥.
أما فرنجية، فقد حرق المراحل حين استعجل واستسهل خصومة عون وحذر حزب الله وإحالة الرئيس السوري بشار الأسد له على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
ليس فرنجية، بالنسبة الى المطلعين على موقف حزب الله، هو الذي يقود قوى ٨ آذار الى خطوة بهذا الحجم تضع الحزب أمام مفصل أساسي بحجم علاقته مع العماد ميشال عون، وخصوصا بعد ما قاله من بيت النائب وليد وجنبلاط تحديدا.
من يطلع على موقف الحزب يخشى من خطوات ناقصة تسجل في خانة فرنجية، مادام أنه سبق أن نصحه بالحذر وعدم إعطاء أي تعهدات.
وأما الحريري، فإنه يدفع الى تسريع الأمر واختصار المراحل.
لكن الحريري الابن ينسى أن هناك زعيمين للمسيحيين، هما: العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، وكلاهما لن يقبل أن يتم تجاوزه في تقرير مصير المسيحيين والرئيس المسيحي.
والحريري بمغامرته هذه يلعب بوضعه السياسي المتأرجح أساسا، والذي تلقى أيضا ضربة بفعل تفرده بتسويته مع فرنجية.
لا يكفي أن يقول الحريري نعم لفرنجية، فالمطلوب أن يبارك عون وجعجع المسعى الحريري، وأن يقول حزب الله نعم.
وهذا ما لم يحصل ولن يحصل في الأمد القريب، بحسب المطلعين على موقف الحزب.
والحريري وفرنجية مستعجلان.