تستعرض دبي، المدينة التي تستضيف الدورة الثالثة من فعاليات المنتدى العالمي لإنترنت الأشياء بين 6 و 8 ديسمبر، أكثر من 20 تطبيقاً لحلول المدن الذكية والمترابطة، والتي تقدمها سيسكو وقطاع إنترنت الأشياء.
ومن خلال سلسلة من جولات المدينة الذكية، يشاهد المشاركون في المنتدى العالمي لإنترنت الأشياء الأسباب التي تضع دبي في صدارة المدن المتقدمة تقنيا في العالم. وامتداداً لدورة المنتدى التي أقيمت العام الماضي في شيكاغو، تقدم دبي ضعف الحلول التي استعرضها المنتدى عام 2014.
تتضمن المشاريع التي يعرضها المنتدى خلال الجولات خدمات متنوعة كالمواقف المترابطة والإضاءة وإدارة النفايات وغيرها من القطاعات الخدماتية. كما تتاح الفرصة للحاضرين لرؤية تلك الحلول تعمل بشكل مترابط معاً لتتبادل البيانات فيما بينها.
ففي مركز القيادة والتحكم بدبي، تتكامل معظم الحلول في منصة رقمية، ضمن مجتمعات دبي الذكية المترابطة من سيسكو. ويمكن لتلك المنصة الرقمية تجميع البيانات من مختلف الحلول وأنظمة الاستشعار المرئية وتطبيقات الشركاء، وإجراء تحليل متقدم للبيانات ودعم توفير طيف واسع من الخدمات في المدن.
وإلى جانب دبي، فإن استخدام المنصة الرقمية إلى جانب حلول المجتمعات الذكية والمترابطة يساعد المدن في تحقيق أهدافها للتحول الرقمي. فعلى سبيل المثال، تمكنت عدد من المدن من التقدم بخطى واسعة نحو تحقيق أهداف قمة المناخ COP21 من خلال تقليل الحركة المرورية والتشجيع على استخدام المواصلات العامة وتسهيل توفير الخدمات للمواطنين.
وبدأت مدينة كانساس في الولايات المتحدة وأدلايد في أستراليا وهامبورغ في ألمانيا وبانغالور في الهند، على سبيل المثال، باستخدام منصة موحدة للبيانات الرقمية لإدارة الخدمات العمرانية.
وهذا العام سيكون على المدن جمع وتحليل البيانات الواردة من مختلف أنظمة الاستشعار والكاميرات والأجهزة المتحركة. فهي تستخدم أساليب جديدة للتحليل، منها الحوسبة الضبابية التي تسمح بجمع ومعالجة وتحليل البيانات بمجرد ورودها إلى الشبكة، ليتم التصرف حيالها بشكل فوري.
ولتسريع تطبيق التقنيات الضبابية، أعلن تحالف من قادة إنترنت الأشياء مؤخراً عن تشكيل مجموعة OpenFog، والتي تهدف إلى تمكين السيناريوهات المتكاملة لإنترنت الأشياء من خلال تطبيق بنية مفتوحة بتقنيات جوهرية تتضمن إمكانات الحوسبة الموزعة والتواصل الشبكي والتخزين إلى جانب القيادة اللازمة لتحقيق كافة إمكانات إنترنت الأشياء. وتعتبر سيسكو أحد الأعضاء المؤسسين للمجموعة الجديدة.
كما يلقي السيد جون تشيمبرز، رئيس مجلس إدارة سيسكو، كلمة حول دور إنترنت الأشياء في إيجاد عالم جديد من الإمكانات، وكيف تحتاج الدول والمدن والمؤسسات، فيما تدخل حقبة من التحول الرقمي، إلى إعادة التفكير في كيفية التعامل مع البنية التحتية الوطنية على مستوى ضخم. كما يركز في حديثه على القدرات التي يتمتع بها التحول الرقمي لتحقيق أثر إيجابي ومستدام على كافة جوانب المجتمع. فالتحول الرقمي قادر إلى خلق ثورة في كيفية استخدامنا للموارد والتواصل فيما بيننا وإنجاز العمل وما نعرفه عن المجتمعات وعن أنفسنا وعن العالم.
وقال الدكتور سيباستيان ساكس، الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات في سلطة ميناء هامبورغ: “الواقع أن سبب بحثنا عن نموذج متكامل هو أن الكثير من الأعمال تتدفق عبر المدينة، ولكنها تؤثر في مواطنينا في الواقع. فالهدف هو إيجاد نموذج يمكننا من التعامل مع كل ذلك دون التأثير على المواطنين وعلى المدينة نفسها.”
وصرح السيد/ محمد سعيد الشحي ، الرئيس التنفيذي للعمليات في حي دبي للتصميم: “نفخر في حي دبي للتصميم باستعراض مجموعة من مبادرات المدينة الذكية التي يجري تطبيقها لدينا خلال فعاليات المنتدى العالمي لإنترنت الأشياء. هدفنا هو اختيار وتطبيق تلك الحلول الذكية لتنفيذها بما يعود بالنفع على شركاء الأعمال والزوار والإدارة – والأهم، على دبي كمدينة ذكية. ومن خلال تلك المبادرات الفريدة المدعومة بالتقنيات المتطورة، سيستفيد المستأجرون المبدعون في مدينة دبي للتصميم من توفير استهلاك الخدمات ويحصلون على تجربة غنية ومعايير أعلى للسلامة، كما يمكنهم الاستفادة من تحليل البيانات بشكل فوري وفعال مما يساعدهم في تطوير ودعم الأعمال.”
“فاستعراض منصة المدينة الذكية في حي دبي للتصميم تبرز إمكانية تعامل الجهات الحكومية وشركاءها معاً لتوفير أفضل الخدمات والتطبيقات للزائرين والعاملين في حي دبي للتصميم.”
ومن جانبها قالت راما ن. س.، الرئيس التنفيذي لجمعية بانغالور للقطاعات الإلكترونية في المدينة: “أتيحت الفرصة للجمعية لدراسة البيانات التي تم جمعها من حالات استخدام خدمات الإضاءة والمواقف ضمن المنصة الرقمية للمدينة، والتي تم تطبيقها في مدينة بانغالور الذكية في فبراير 2015 من قبل فريق سيسكو للمجتمعات الذكية والمترابطة. أثبتت تلك البيانات فائدتها الكبيرة في مساعدتنا على فهم استهلاك الطاقة في إنارة الشوارع واستخدام المواقف في شوارع منطقتنا، وبدأنا الآن بدمج تلك البيانات مع غيرها من أنظمة وتطبيقات الاستشعار بالتعاون مع الشركات في الجمعية، بحيث يمكنها تصنيع واختبار وتطبيق أنواع جديدة من الأنظمة والتطبيقات في المختبر الحي الذي تمت إقامته بالشراكة مع سيسكو.”
وصرحت جاين بوث، المدير العام للمجلس التنظيمي لتطوير مدينة أديلايد: “يلتزم مجلس مدينة أديلايد بزيادة أعداد الأشخاص الذين يأتون إلى المدينة بغرض العيش والعمل والدراسة وإجراء الأعمال او الاسترخاء والتمتع بمدينتنا. ستساعدنا مشاريعنا التجريبية في مجال المدن الذكية في استعراض قيمة البنية التحتية المترابطة في تحقيق تجربة جديدة ومحسنة للمواطنين. فنحن نرغب بتمكين وإشراك المقيمين في المدينة وتحقيق تجارب جديدة لهم، وتبادل البيانات المتعلقة بالمدينة لدعم تطوير الشركات الجديدة ورواد الأعمال واستقطاب مزيد من الاستثمارات. ولا شك في أن التحول إلى مدينة ذكية مترابطة ذات شبكة تواصل فعالة سيحقق لنا هذا الطموح.”
وأعرب أنيل مينون، رئيس المجتمعات الذكية والمترابطة S+SC لدى سيسكو، عن رأيه بالقول: “لقد اجتزنا المرحلة الأولى وأصبحت حلول المدن الذكية وإنترنت الأشياء الآن جاهزة لتطبيقها على نطاق واسع. وستكون المدن السبّاقة في ذلك هي الرابحة في بيئة تسودها التنافسية المتزايدة. وكجهة مضيفة للمنتدى العالمي لإنترنت الأشياء 2015، تشهد دبي تحولاً سريعاً لتكون واحدة من أذكى المدن الرقمية في العالم، وتربط كل ما هو غير مرتبط بفضل قوة الشبكات الذكية.”