أوضح عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا انّ “القوات” لم تعترض على ترشح النائب سليمان فرنجية وهي تعتبره ترشيح طبيعي”.
زهرا، وفي حديث لمحطة الـ”LBCI”، قال: “صحيح انّ رئيس الجمهورية ليس كما كان قبل لإتفاق الطائف، ولكن بصفته رأس السلطات تحتم عليه المواقف الواضحة من الملفات السياسية الخلافية. وكلام فرنجية يعاكس التطمينات المطلوبة من 14 آذار. فإذا أعلن فرنجية انه لا يناقض ما جمعه بـ”8 آذار” فهذا يعني ان “14 آذار” سلمت بهذا الموقف”.
ورأى انّ “33 جلسة أجلت نظراً لفقدان النصاب فما معنى ان تؤجل الجلسة من 19 الى 22 كانون سعياً للتوافق”؟ مضيفاً: “نحن حضرنا كافة الجلسات من دون اشتراط من سيكون رئيساً، لأنّ الدستور يحدّد انّ الرئيس ينتخب في المجلس النيابي”.
ولفت زهرا الى انّ “رئيس الجمهورية يستطيع ان يحضر كل جلسات مجلس الوزراء، وإذا كان صاحب شخصية فيستطيع فرض الأمور، وبيده الموافقة على تشكيل الحكومة وسلطته المعنوية ثابتة فهو يتقدم على الرئاستين الثانية والثالثة وقسمه يبقى حتى مماته”.
وأضاف: “إنّنا رفضنا التطبيق الأعوج لـ”الطائف” ودفعنا الثمن وفي العام 2005 دخلنا إلى السلطة بعد انتفاضة الاستقلال وشاركنا في الحكومات وأداؤنا لا غبار عليه. ونحن اختبرنا ولا نفاوض او نساوم على حصص او مكاسب وتاريخنا يشهد فخيرنا بين السجن والسفر فاخترنا السجن ليس لأنّنا هواة سجن بل اخترنا المبادئ”.
وأوضح زهرا أنّ “أيّ مقاربة تنطلق مع “القوات” من ناحية الحصص مردودة. نحن رفضنا المشاركة في هذه الحكومة مع معرفتنا انّها ليست حكومة أشهر قليلة لعلمنا انّنا سندخل في الفراغ، ورفضنا حصة في السلطة على حساب الأفكار والمبادئ”.
وقال: “التسوية تتم عادة على شخصية في الوسط وليس من طرف. ونحن لم نضع فيتو على أحد باستثناء اعتبار تعطيل الجلسات مع ترشيح معلن للدكتور سمير جعجع وترشيح مضمر للعماد ميشال عون. وكنا توصلنا في اجتماعات بكركي بعد عشر جلسات إلى البيان الذي صدر عن الاقطاب الاربعة ووجوب حضور الجلسات وتأمين النصاب وعند الوصول إلى موضوع النصاب كان هناك تحفظ خطي كحق دستوري لـ”المردة”، مشيراً الى أنّ “حزب الله” أبقى نظام الأسد على قيد الحياة وتدرجت مشاركته بشكل كبير ولذا الأسد وفيّ لـ”حزب الله” فكلفه ملف الرئاسة”. وإعتبر في هذا الاطار، أنّ “بشار الأسد سقط منذ إطلاق اول رصاصة في سوريا، وإيران سقطت في الشرق الأوسط عندما بدأ التدخل الروسي”.
واجاب زهرا رداً على سؤال: “نحن ما زلنا نتمسك بفرصة إنتاج رئيس جمهورية في لبنان وفقاً للدستور وان نجري الانتخابات وفق دورات انتخابية عدة لينتخب من بعدها رئيس للجمهورية”.
وأوضح أنّ “العلاقة بين “التيار الوطني الحر” و”المردة” ملك لهما وإذا استرسلنا بما نسمعه فلن ننتهي. وننتظر التوضيحات بشأن التسوية لنبني على الشيء مقتضاه ويصبح الترشيح فعلياً لأنّه حتى الساعة أعلن فرنجيه انّه لا يزال مع عون”، مضيفاً: “إذا رست التسوية على شخصية من 8 آذار فالعماد عون يملك نقاطاً أكثر من ناحية الكتلة والتمثيل واستطلاعات الرأي وهو متقدم على فرنجية بشكل دائم. ولم نقل يوماً انّنا ذاهبون إلى تأييد عون، بل نسعى وإياه للوصول إلى حل قد يتمثل بشخصية أخرى تريح كافة الأطراف”.
وعن تصريح اللواء جميل السيد انّ جعجع لن يجرؤ على ترشيح عون، ردّ زهرا: “يجب ان يكون سيداً ليقيم السادة والخلاصة انّ ليست “القوات” من يقال لها انّ علاقاتها الخارجية تؤثر على قرارها. ومخطئ من يظن انّ سمير جعجع و”القوات” والجمهور الذي يؤيده يسير بالاعتبارات الإقليمية والدولية والدليل تاريخهم. موقف “القوات اللبنانية” واضح سواء في الحوار في بعبدا او تشكيل الحكومة او طاولة الحوار في مجلس النواب. وعلاقتنا مع السعودية تنطلق من ثابتة ضرورة قيام الدولة والمؤسسات. نتشاور مع الأصدقاء المحليين والإقليميين والسفراء وسفير السعودية نتكلم معه دائماً، ولكنّ لا ضرورة لزيارة السعودية فالدكتور جعجع كان هناك منذ ثلاثة أشهر، واذكر انّه في الدوحة تحفظ جعجع خطياً بسبب الثلث المعطل الذي رأينا كيف استعمل لإسقاط حكومة الحريري أثناء لقائه مع اوباما”.
وتابع: “إذا بادر فرنجية إلى إعلان مواقف تطمئننا فقد نؤيده ولكن لا نقاطع الجلسة. ونحن نعترف بالنتائج الديمقراطية. ونحاول مع “التيار” التفاهم على كافة المواضيع، ومن الأمور المطروحة أيضاً تأييد عون للرئاسة ونبني على الشيء مقتضاه. قد نتفاهم مع عون على مرشح ثالث والسؤال أيضاً لماذا لا يطرح الرئيس أمين الجميّل او الوزير بطرس حرب كرئيس تسووي”؟
ولفت زهرا الى أنّه “إذا فشلت التسوية على فرنجية ولم ينتخب عون في ظل عدم طرح الرئيس الجميّل، أعتقد نكون انتهينا من التفكير بأحد الأقطاب الأربعة”، مشيراً الى أنّ “القوات” كانت قد اعترضت في لقاءات بكركي على حصر الترشيحات بالاقطاب الاربعة”.
وقال: “نحن نتمسك بـ14 آذار وبالاعتدال السني وبالحريري كرمز للاعتدال، ولكن إذا انتخب فرنجية رئيساً سنعيد النظر بأهداف هذا التحالف”، مضيفاً رداً على سؤال: “إذا تبنى فرنجية مشروعنا يكون هذا مكسباً كبيراً”.
وختم زهرا: “العلاقة مع العماد عون أصبحت أسهل بكثير بعد إعلان النوايا، وأستبعد ان يكون ترشيح فرنجية رداً على إعلان النوايا فنحن نتكلم عن مصير بلد. ولكن سنرى هذا الأسبوع إذا كان الترشيح جدياً بانتظار المواقف الرسمية المتعلقة بالتسوية، لنبني على الشيء مقتضاه”.