رأى عضو اللقاء الديموقراطي النائب فؤاد السعد، أن ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لم يكن مستغربا كون الأخير هو أحد الأقطاب الموارنة الأربعة الذين اجتمعوا تحت سقف بكركي في إطار التفاهم الماروني – الماروني على اختيار رئيس، معتبرا بالتالي أن اقتراح سعد الحريري – وليد جنبلاط لم يأت من خارج الخيارات المسيحية، إنما من صلب الترشيحات المارونية المرتكزة على التمثيل الشعبي، معتبرا بالتالي أن التسوية الرئاسية بحالتها الراهنة هي أفضل الممكن، إذ كان لا بد من إيجاد مدخل لإنهاء الفراغ في سدة الرئاسة واجتياز مرحلة المتغيرات الإقليمية بأقل خسائر ممكنة.
ولفت السعد في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى أن تعطيل حزب الله والعماد ميشال عون للاستحقاق الرئاسي عطل حتى التوافق على رئيس وسطي، وهو بالتالي تعطيل لا أفق له ولا قرار، وسيُبقي جدار الفراغ قائما ما لم يصر الى اختراقه من الوسط عبر التوافق على ترشيح أحد الأقطاب الموارنة الأربعة المقبول من كل قوى 8 آذار، والذي يمكن لقوى 14 آذار أن تتفاهم معه على ضمانات وتطمينات حول مرحلة عهده الرئاسي، مناشدا كل الفرقاء اللبنانيين وتحديدا المسيحيين منهم في قوى 14 آذار اختيار إنقاذ رئاسة الجمهورية على الفراغ، والمصلحة الوطنية على مصلحة التحالفات والسير بالتالي قدما في ترشيح النائب فرنجية.
ولفت السعد الى أن قلق البعض من انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، مفهوم وقد يكون في مكانه الصحيح، إلا أن الوقائع في سورية تؤكد أن نظام الأسد انتهى وأصبح أوهن من خيط العنكبوت في دياره، فكيف في لبنان حيث لم يعد باستطاعته إدارة رئاسة الجمهورية فيه بمثل ما كان يديرها خلال وجوده العسكري العهود السالفة، ناهيك عن أن دول القرار تبحث اليوم في عملية انتقال السلطة في سورية ضمن تسوية شاملة للمنطقة، هذا إضافة الى أن النظام الإيراني فقد نفوذه في المنطقة بفعل دخول روسيا عسكريا الحرب السورية وانتزاعها من طهران ورقة الحل والربط على الساحة الإقليمية، ما يعني أن حتى حزب الله ما عاد باستطاعته فرض شروطه على الداخل اللبناني بفعل ترويض موسكو للنفوذ الإيراني.
وختم السعد مشيرا الى أن مرحلة ما بعد التسوية الدولية المقبلة الى المنطقة والتي أصبحت قاب قوسين من صياغتها، ستحمل معها تغييرات جذرية على مستوى شكل الأنظمة في سورية والعراق، حتى إذا ما أتت هذه التسوية وكان للبنان رئيس للجمهورية سيتمكن اللبنانيون من خلال المؤسسات الدستورية، من حماية وحدة الدولة واتفاق الطائف والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، معتبرا أن هذا المسار الاحترازي لحماية لبنان، يحتاج الى رئيس من مواصفات النائب سليمان فرنجية ذات التأثير الكبير على قوى 8 آذار خصوصا، على “حزب الله” بصورة أخص بما يضمن عدم العودة مجددا الى لغة التعطيل وشل المؤسسات الدستورية.