رائد الخطيب
على هامش انعقاد «قمة العرب للطيران والإعلام» في المنامة في البحرين، حض الامين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي عبد الوهاب تفاحة، الحكومة اللبنانية على تطوير مطار رفيق الحريري الدولي وذلك قبل الحديث عن اي دعم لتذاكر السفر، واصفا الاجراءات المتخذة حاليا والتي من شأنها احتجاز المسافرين نحو 4 ساعات بالمعيبة. في حين أعربت فعاليات «قمة العرب للطيران والإعلام» في العاصمة البحرينية، المنامة، عن قلقها، ازاء التطورات الامنية التي تشهدها المنطقة العربية، وآثارها على نمو قطاع الطيران في المنطقة، رغم الارقام الايجابية المحققة للعام الجاري، حيث ان النمو في الوطن العربي بلغ 6 في المئة وعلى المستوى العالمي 4.5 في المئة. إلا أن هذا النمو كان يجب أن يكون ضعف هذه الأرقام لولا الأحداث تلك، وفقاً لما قاله عادل العلي الرئيس التنفيذي لمجموعة «العربية للطيران« لصحيفة «المستقبل«.
وفي القمة التي انطلقت امس بدورتها الخامسة والتي افتتحها رسمياً وزير المواصلات والاتصالات في البحرين كمال بن أحمد محمد، أعرب المشاركون عن قلقهم ازاء التطورات الامنية التي تشهدها المنطقة العربية، وآثارها على نمو قطاع الطيران في المنطقة، رغم الارقام الايجابية المحققة للعام الجاري، حيث ان النمو في الوطن العربي بلغ 6 في المئة وعلى المستوى العالمي 4.5 في المئة. إلا أن هذا النمو كان يجب أن يكون مضاعفا لولا الأحداث تلك، وفقاً لما قاله عادل العلي الرئيس التنفيذي لمجموعة «العربية للطيران« لصحيفة «المستقبل«.
وبحسب النقاشات التي جرت امس، لا يزال هناك توازن بين نمو حركة المسافرين وبين الحركة الجوية، في أجزاء من العالم العربي. علما ان نمو حركة المسافرين كان الاكثر قساوة والاصعب لتحقيق التوازن، وسوف تكون إدارة تدفق حركة المرور الإقليمية حاسمة في السنوات القليلة القادمة، وكذلك الامر بالنسبة الى زيادة عدد الطائرات. ويرى المشاركون ان هذا الامر يتطلب نهجا عبر الحدود من الحكومات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ويتوقع ان تقوم الخطوط الجوية العربية بنقل 238500000 راكبا على الاقل من وإلى وداخل المنطقة بحلول عام 2026. كما يتوقع أن تنمو حركة المسافرين من 12 في المئة إلى 16 في المئة، وهو ما يمثل 61 مليون مسافر آخر حصة شركات الطيران العربية .
ودعا الامين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي عبد الوهاب تفاحة، الحكومة اللبنانية الى الخذ في الاعتبار ثلاث أولويات قبل اجراءات وصفها بالمعيبة وهي احتجاز المسافرين في مطار رفيق الدولي نحو 4 ساعات، وقال إن الاولويات هي: نعم ثلاثية لتطوير المطار. فـ»اي حديث عن دعم تذاكر السفر يجب أن يسبقه زيادة استيعابية للمطار والتي بلغت قبل ثلاث سنوات ذروتها مع وصول عدد الركاب الى 6 ملايين راكب.. والسؤال هل المطلوب إن زادت الحركة أن ينام الناس في المطار«.
وفي ردٍ لـ«المستقبل»، قال «حتى لو كان العنوان هو زيادة الاجراءات الامنية فهذا معيب، لأنه بالامكان زيادة عدد الاداريين والاجهزة المختصة«.
وأشار الى أن الحكومات العربية اهتمت بتوسعة المطارات بدلاً من الاهتمام بحركة الطيران وادارتها، لافتاً الى المخاطر المتأتية من المساحات الجوية التي يستحوذ عليها الطيران العسكري العربي بدلاً من الطيران المدني والتي لا تقل عن 16 في المئة. كذلك رأى انه يجب اعطاء مرونة أكثر للطيران المدني، وتطوير المعدات والملاحة الجوية، واعادة توزيع المساحات الجوية، للانتقال من عنق الزجاجة، وتنظيم حركة الطيران.
وركزت القمة العام التي يحضرها أكثر من 200 من كبار المسؤولين وصناع القرار في قطاع الطيران والسياحة والإعلام، على مجموعة من القضايا تبحث تأثير قطاع الطيران والسياحة على الاقتصادات العربية. وناقش قادة الرأي في القطاع الفوائد المباشرة وغير المباشرة لقطاع السياحة والسفر على الاقتصادات الإقليمية، وإسهامها في تنمية اقتصادات المنطقة في المستقبل. كما ناقش المتحدثون الأهمية المتزايدة لإسهامات القطاع الخاص في هذا المجال وفتح الباب أمام زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية.
وقال وزير المواصلات والاتصالات البحريني كمال بن أحمد محمد، خلال رعايته للحدث، إن قطاع الطيران البحريني نما بما يقل عن 10 في المئة خلال 2014 ولن يقل عن 8 في المئة بنهاية العام الجاري.
أما نائب الرئيس التنفيذي في الاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا» لمنطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا حسين دباس، فأشار الى أن قطاع الطيران العالمي حقق أرباحاً بما لا يقل عن 29 مليار دولار، من خلال عائدات مالية بما لا يقل عن 727 مليار دولار. اضاف «اليوم هناك نحو 1400 شركة طيران تخدم 3864 مطارا. ولكن ما زال هناك المزيد في المستقبل«. ولفت الى ان القطاع لا يزال آمنا ومستداما ومربحا.
واوضح ان هناك تحديات وعقبات محتملة يجب التغلب عليها، مع تباطؤ التجارة العالمية، متوقعا زيادة في عدد الركاب في السنوات الـ10 المقبلة، مع نمو بنحو 5 في المئة سنويا في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو تقدير يفوق المتوسط العالمي. فوفقا للبيانات الصادرة عن اتحاد النقل الجوي الدولي، تعتبر صناعة الطيران في منطقة الشرق الأوسط واحدة من أسرع المناطق نموا في العالم، مع الحاجة إلى 50000 شخص المهرة لتدريبهم وتوظيفهم في القطاع في العقد القادم. ومن المتوقع كذلك حصول نمو كبير في حركة المسافرين بين العالم العربي وبين مناطق أخرى.
ولفت دباس الى أهمية الحمايات الامنية التي يمكنها أن تزيد من عنصر الثقة في الوطن العربي، إلا أنها يجب ألا تكون سبباً للعرقلة، بالاضافة الى أهمية التركيز على المرونة في موضوع التأشيرات
أما فؤاد العطار، العضو المنتدب – شركة «إيرباص« الشرق الأوسط، فقال انه ليس كل البلدان ترى الطيران كدعامة للنمو.
وفي معرض تعليقه على إنطلاق أعمال القمة، تحدث عادل علي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «العربية للطيران»، عن النمو الكبير الذي شهده قطاع الطيران في العالم العربي وانعكاسه على تطوير قطاع السياحة في المنطقة، الأمر الذي يسهم بدوره في تحفيز التنمية الاقتصادية، واستقطاب الاستثمارات، وخلق المزيد من فرص العمل، وتشجيع التبادل التجاري بين دول المنطقة. لكنه قال انه رغم مواصلته في لعب دور هام في المستقبل كمحفز للتنمية الاقتصادية، الا ان القطاع لا زال يواجه عدداً من التحديات والمعوقات في طريق تطوره.
يشار الى أنه شارك في دعم هذه القمة مؤسسات عالمية رائدة مثل مجموعة «إيرباص»، و»مجموعة «العربية للطيران»، وشركة «سي أف أم» لصناعة محركات الطائرات، وشركة «أماديوس»، ومجموعة «ألفا للطيران»، و»وينجز أكاديمي»، وشركة «إنفورميشن سيستمز أسوشيتس»، ومحطة «سي أن بي سي« إضافة إلى العديد من الشركاء الداعمين. وتقام دورة هذا العام بالشراكة مع وزارة المواصلات والاتصالات في مملكة البحرين وشركة مطار البحرين.
وشهدت القمة اطلاق ورشة عمل بعنوان «المهندس الصغير»، وهي مبادرة تعليمية ترفيهية مكرّسة لتثقيف العقول الشابة عبر تنظيم مجموعة من البرامج التفاعلية. كما شهدت ندوة خاصة عن الطيران البحريني وتطوره خلال عقود، وجلسة نقاش عن العلاقة بين الطيران والقطاع الخاص.