طارق ابو حمدان
موجة الجليد غير المتوقعة في مثل هذه الفترة، باغتت مزارعي سهول القرى الحدودية وحوض الحاصباني، لتضرب وبقوة حقول خضارها وشتولها، بحيث يشتد الخوف لدى المواطنين، من استمرارهذه الموجة التي تدنت الحرارة خلالها الى ما دون الصفر، مما سيؤدي الى تلف معظم المزروعات وخاصة الشتول واهترائها، لتضاعف من خسائر مزارعي هذه المنطقة، وتوقعهم في عجز مادي يصعب عليهم تجاوزه.
هذه السهول الخصبة، الممتدة من الطرف الغربي لنهر الحاصباني، حتى الماري والمجيدية وسردة والخيام ومرجعيون، تعرف منذ القدم باحتضانها زراعة الخضار وجودة انتاجها، تربتها تصلح لهذه الزراعة، التي تعطي انتاجها باكرا، وتمد الأسواق اللبنانية مع منتصف فصل الربيع، باجود انواع الخيار والبندورة والبصل والملفوف، وغيرها من الخضار الطازجة البعيدة عن الأسمدة الكيماوية.
المزارع وسام البطحيش اشار الى ان الصقيع غير المتوقع والمترافق مع شمس حادة ظهرا، سيؤدي اذا ما استمر لايام اخرى، الى تلف الشتول، ومنها البندورة والخيار والخس واللوبيا والبطاطا والملفوف والفول، وفي مساحة تتجاوز الـ 8000 دونم، من الأراضي البعلية.
رئيس بلدية الماري يوسف فياض اعتبر ما حصل في هذه السهول، اشبه بكارثة زراعية، قضت على المواسم الصيفية بشكل كامل، باتت عندها الأضرار تفوق قدرة المزارع المادية، يصعب عليه الخروج من سلبياتها، خصوصا بعدما اتى الصقيع والجليد على نسبة كبيرة من هذه الزراعة، والمطلوب من الدولة دفع التعويضات وباسرع وقت.
المزارع انور سارة يشير الى ان مزارعي الشريط الحدودي ابتلوا بهذه الخسائر الجديدة، في وقت لم يحصلوا بعد على 3 مستحقات لهم في ذمة الدولة، بعضها يعود للعام 2006 وتحديدا لما سمي بطوفان نيسان، بحيث غرقت المزروعات بالمياه وتلفت بشكل كامل، وثانيها الأضرار العائدة لحرب تموز التدميرية، التي اتت على كل المشاريع الزراعية والمواسم في الحقول، اضافة الى تدمير المعدات العائدة لهذه المشاريع، اما الثالث فتسببت به موجة صقيع شباط 2010 التي مزقت الخيم واتلفت الشتول والخضار، خصوصا الملفوف والقرنبيط واللوبيا، بحيث قدرت الخسائر باكثر من 10 ملايين دولار اميركي عائدة لأكثر من 20 مشروعا زراعيا كبيرا، ولحوالي 1000 من العمال وصغار المزارعين.
كذلك في وادي الحاصباني، يشير المزارعون الى ان الجليد بشكل خاص، ادى الى تلف كل حقول الملفوف والخس والقرنبيط والبقدونس وبنسبة 90 في المئة، وهذا يعني خسارة الموسم بشكل كامل، باتت عندها بقايا شتول الخضار وخاصة الملفوف، طعاما للحيوانات والدجاج، كذلك اتت العاصفة على مشاتل الورود بنسبة 90 في المئة، كما ادى الجليد الى بداية يباس بعض الأشجار خصوصا اشجار التفاح.